يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، حربه على قطاع غزة، من خلال قصف جوي ومدفعي وبحري، واستهدافات عشوائية أسفرت عن مجازر دامية بحق المدنيين والنازحين الفلسطينيين، في ظل تدهور إنساني خطير يزداد تفاقما يوما بعد يوم.
وفي اليوم الـ36 من استئناف العدوان الإسرائيلي على القطاع، كثف الاحتلال قصفه للأحياء السكنية وخيام النازحين في مختلف مناطق غزة، ما أدى إلى سقوط المزيد من الشهداء والجرحى، بينهم نساء وأطفال.
تعرضت منطقة قيزان رشوان جنوب غرب مدينة خانيونس لقصف مدفعي متواصل، في حين شهدت مدينة رفح الفلسطينية سلسلة انفجارات ضخمة ناجمة عن عمليات نسف واسعة نفذتها القوات الإسرائيلية، في استمرار لسياسة التدمير الشامل التي تطال الحجر والبشر.
وفي شمال غزة، قصف الطيران المروحي الإسرائيلي "كراجا" تابعا لبلدية جباليا، يضم آليات وجرافات بلدية، كما استهدفت طائرة استطلاع منزلا يعود لعائلة بكر في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة بصاروخين، ما أسفر عن استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة آخرين بجروح متفاوتة.
بدورها، أكدت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة وصول 26 شهيدا و60 مصابا إلى مستشفيات قطاع غزة خلال 24 ساعة الماضية، مشيرة إلى أن عدد من الضحايا الفلسطينيين تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الاسعاف والدفاع المدني الوصول اليهم.
أشارت الصحة الفلسطينية في غزة ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي إلى 51,266 شهيد و 116,991 اصابة منذ السابع من اكتوبر للعام 2023م، موضحة أن حصيلة الشهداء والاصابات منذ 18 مارس 2025 بلغت (1,890 شهيد، 4,950 اصابة)
واستشهد 22 فلسطينيا، وأصيب العشرات، في سلسلة غارات إسرائيلية جديدة على قطاع غزة منذ فجر الثلاثاء، ضمن جرائم الإبادة الجماعية التي تواصلها قوات الاحتلال الاسرائيلي بحق المدنيين في القطاع.
ووفق مصادر طبية وشهود عيان، طالت الغارات الإسرائيلية مناطق متفرقة في غزة، مستهدفة منازل وخيام نزوح وتجمعات مدنيين فلسطينيين، بالإضافة إلى معدات وآليات تستخدم في عمليات الإنقاذ، مما أدى إلى سقوط ضحايا من عائلات بأكملها.
في خانيونس جنوب غزة، استشهد 9 أفراد من عائلة واحدة جراء قصف استهدف منزلا في وسط المدينة.
وفي مخيم جباليا شمال غزة، أسفرت غارتان عن استشهاد 8 فلسطينيين، الأولى طالت خيمة تؤوي نازحين من عائلة أبو قمر، ما أسفر عن استشهاد 5 أفراد، والثانية استهدفت تجمعا للمدنيين في منطقة بئر النجعة، وأدت إلى استشهاد 3 أشخاص من عائلة واحدة.
وفي ظل هذا التصعيد الدموي، حذر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دو جاريك، من أن مخزونات الغذاء في قطاع غزة شهدت انخفاضاً خطيرا على مدى أكثر من 50 يوماً، إلى جانب النقص الحاد في الأدوية والإمدادات الطبية، ما ينذر بكارثة إنسانية وشيكة.
فيما أكدت الصحة في غزة أنه لا يزال الاحتلال الإسرائيلي يمنع ادخال تطعيمات شلل الأطفال لليوم الأربعين على التوالي، مشيرة إلى أن منع إدخال التطعيمات يعيق جهود تنفيذ المرحلة الرابعة لتعزيز الوقاية من شلل الأطفال .
ولفتت الصحة في غزة أن 602 ألف طفل يتهددهم خطر الاصابة بالشلل الدائم والاعاقات المزمنة مالم يتم إدخال التطعيمات، محذرة من مضاعفات صحية خطيرة وغير مسبوقة في غزة مع انعدام مصادر التغذية السليمة ومياه الشرب.
ويعقد مساء الثلاثاء، يعقد اجتماع للكابينيت السياسي – الأمني الإسرائيلي، وأحد المواضيع التي سيناقشها يتعلق بمقترح المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، لتبادل الأسرى أو تصعيد الحرب على غزة، فيما قال مسؤول فلسطيني إن الوسطاء طرحوا مؤخرا مقترحا لوقف إطلاق نار لعدة سنوات ووقف الحرب وتبادل أسرى.
وترفض إسرائيل بالمطلق وقف إطلاق النار، وتدعي أنها ستوافق جزئيا على مقترح ويتكوف لتبادل أسرى يتم من خلاله الإفراج عن 7 – 11 أسيرا إسرائيليا على قيد الحياة مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين. لكن صحيفة "يسرائيل هيوم" ذكرت أنه "توجد قناعة في الحكومة بأن على إسرائيل تصعيد الضغط العسكري على حماس".
وحسب الصحيفة، فإن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن، يسرائيل كاتس، ومعظم وزراء حزب الليكود يعتبرون أن "الهدف المركزي للضغط العسكري هو الحصول على تنازلات في المفاوضات حول تحرير المخطوفين، وأن هزيمة حماس سيكون نتيجة لهذا المجهود".
ومن الجهة الأخرى، يطالب وزيرا حزب الصهيونية الدينية، بتسلئيل سموتريتش وأوريت ستروك، بتصعيد الحرب بادعاء "هزم حماس بشكل نهائي ومطلق، مثلما وصفت الحكومة أهداف الحرب منذ بدايتها". وبحسبهما فإن "تحرير المخطوفين هو نتيجة مأمولة للحرب".
في تل أبيب، مثُل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، مجددا أمام المحكمة المركزية في تل أبيب للرد على تهم فساد موجهة إليه.
ونقلا عن مصادر عبرية، فإن نتنياهو مثُل أمام المحكمة للمرة الـ24 منذ 10 ديسمبر 2024.
وتعُقد المحكمة الإسرائيلية مرتين أسبوعيا للاستماع إلى ردود نتنياهو على الاتهامات الموجهة إليه، وسبق أن قررت عقد 24 جلسة لنتنياهو من أجل الرد على تهم الفساد.
ويواجه نتنياهو اتهامات بالفساد والرشوة وإساءة الأمانة فيما يعرف بملفات "1000" و"2000" و"4000"، وقدم المستشار القضائي السابق لحكومة الاحتلال أفيخاي مندلبليت، لائحة الاتهام المتعلقة بها نهاية نوفمبر 2019.