شملت فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر العام السادس للصحفيين، انعقاد الجلسة النقاشية بعنوان "تحديات الإصلاح الإداري وبيئة العمل في الصحف المصرية"، والتي طرح خلالها المشاركون آليات ورؤى مواجهة التحديات الإدارية التي تواجه المؤسسات الصحفية المصرية، والحلول المقترحة لتعزيز الكفاءة الإدارية وتحسين بيئة العمل للصحفيين، مع التركيز على أهمية تطوير السياسات الداخلية، وإعادة هيكلة المؤسسات لمواكبة المتغيرات السريعة في قطاع الإعلام.
وأدارت الجلسة الكاتبة الصحفية أمينة النقاش، وشارك في الجلسة، الكاتب الصحفي أكرم القصاص، رئيس مجلس إدارة مؤسسة اليوم السابع، دكتور سامح محروس، عضو الهيئة الوطنية للصحافة، الكاتب الصحفي والمؤرخ محمد الشافعي، والصحفي هشام فؤاد.
وأكدت الكاتبة الصحفية أمينة النقاش، أن الصحافة لعبت دور مهم للغاية في حركه التحرر الوطني من أجل الاستقلال والتقدم الاجتماعي وحرصت على قياده المعارك النقابيه الهامه من أجل تشريع عادل للتعامل مع الصحفيين، مشيرة إلى أن المؤتمر العام السادس للصحفيين نافذة حوار للسلطة التنفيذية للاستماع إلى حلول واقتراحات واقعية مسئولة تسهم في حل مشاكل الصحافة والصحفيين.
فيما قال الكاتب الصحفي أكرم القصاص، رئيس مجلس إدارة مؤسسة اليوم السابع، إن فكره الإصلاح الإداري للمؤسسات الصحفية تعد محور مهم للغاية، مشيرا إلى أن الصحافة الإلكترونية أصبحت تواجه تحدي كبير شأنها شأن الصحافة الورقية في ظل مواجهتها منافسة شرشة من مواقع التواصل الاجتماعي إذ أن الاهتمام بالتريند أصبح أكثر من الاهتمام بالرأي.
وأضاف خلال كلمته بالجلسة النقاشية بعنوان "تحديات الإصلاح الإداري وبيئة العمل في الصحف المصرية"، في إطار المؤتمر العام السادس للصحفيين، أن هناك ضرورة ملحة لتدشين مشروع لإطلاق منصة للصحف الديجيتال، وإيجاد صيغ جديدة ومبتكرة آخرى لتطوير الصحافة الإلكترونية وتسهيل مهمتها في توصيل رسالتها الإعلامية، خاصة وأن تمويل الصحافة أصبح ضرورة، في ظل الخسائر المرعبة للصحافة الورقية.
ونوه بأن المؤسسات الصحفية تأخرت في استخدام التكنولوجيا واللجوء للديجتيال لذلك لابد من وضع خطة عاجلة لتعزيز التحول الرقمي، وهو ما ينعكس أيضا على الإعلام بكل أدواته أيضا، خاصة وأن ماسبيرو لديه ثروة تجلب له ملايين حال استخدام التحول الرقمي والتكنولوجيا بشكل صحيح.
وشدد " القصاص" أن صناعة الإعلام صحافة وتليفزيون لم تعد تنفصل عما جرى لأدوات ومنصات النشر، من الصحافة التقليدية الورقية إلى الصحافة الإلكترونية، واندمجت أدوات الإعلام فى بعضها وسقطت الحواجز بين الصحافة والفيديو، بل وظهرت مشروعات فردية تمثل منصات نشر، وأصبح مصطلح «الديجيتال» يجمع كل الأدوات لذلك لابد من النظر بشكل جدي للتحول إلى الإعلام الرقمي.
وأضاف رئيس مجلس إدارة مؤسسة اليوم السابع أن دم الصحافة المصرية لابد وأن يتجدد من خلال العمل على تدريب الصحفيين وتطوير أدواتهم، وإيجاد ضمانات بالنقابة تواجه مؤسسات بير السلم كما أنه لابد من أن استمرار المؤتمر العام السادس للصحفيين كآلية مستدامة على مدار العام.
ومن جانبه، يشير الدكتور سامح محروس، عضو الهيئة الوطنية للصحافة ومدير تحرير جريدة الجمهورية، إلى أن حوكمة المؤسسات الصحفية ضرورة لمنع فكرة الانهيار، منوها بأن قانون تنظيم الإعلام في 2016 كان يتضمن ضوابط الحوكمة لأول مرة ولكن ظل هناك نوع من الفراغ الإداري داخل المؤسسات صحفية في 2017 حتى 2020.
وأوضح أن وجود الهيئة الوطنية للصحافة منذ 2020 عالج تلك التحديات، مؤكدا أهمية تطوير العمل بالمؤسسات الصحفية القومية من خلال: تحسين بيئة العمل، وتطبيق مبدأ المحاسبة، وتفعيل الرقابة، ووضع رؤية اقتصادية لكل مؤسسة، وتوسيع نطاق مشاركة العاملين.
وأضاف أنه من المهم الالتزام بمعايير الحوكمة في إدارة المؤسسات التي برزت أهمية تطبيقها عقب العديد من الأزمات المالية العالمية، وتشمل هذه المعايير: الافصاح والشفافية وتحديد المسئولية، والمساءلة، واللامركزية، والمشاركة، بجانب تعديل قانون الهيئة الوطنية للصحافة رقم 179 لسنة 2018.
وأكد على ضرورة تحديد هوية المؤسسات الصحفية القومية على اعتبار أن الصحافة خدمة وليست سلعة، واستمرار إنفاق الدولة على مؤسساتها القومية مع ضرورة التقويم والمتابعة ووفق رؤية جديدة، وآليات محددة، مطالبا بدعم ورق الصحف ومستلزمات الطباعة والانتاج، و تخفيض ضريبة الدمغة على الإعلان إلى 10% مع بحث الإعفاء الضريبي على الإعلانات لمدة 5 سنوات، ودعم وتشجيع النشاط الاستثمارى للمؤسسات الصحفية.
وشدد على أهمية وضع خطة عاجلة لتطوير محتوى الصحف القومية، باعتبار أن جودة السياسة التحريرية تعد أهم عامل من عوامل نجاح الإدارة الصحفية، مع ضرورة الحفاظ على المؤسسات الصحفية القومية وعدم تكرار تجربة الدمج بين المؤسسات، ووضع صيغة للتنسيق والعمل الجماعى بين المؤسسات الصحفية القومية وخاصة في الأنشطة التجارية، مع استمرار المنافسة في العمل التحريرى.
ويؤكد الكاتب الصحفي والمؤرخ محمد الشافعي، أن تحديات الإصلاح الإداري وبيئة العمل في الصحف المصرية قضية مهمة للغاية، حيث أن الصحف المصرية هي العمود الفقري للقوة الناعمة للدولة، لافتا إلى أن الحرية والمهنية والمحتوى هما المثلث الذهبي الذي يحكم مسار الصحافة وآلية عملها.
واعتبر أن الحريات أدت إلى تآكل المهنية، فالمهنة في خطر حقيقي وهذه مهنة أمن قومي والصحفي حارس لمبادئ المجتمع ومقوماته، لذلك لابد من العمل على تلك المحددات لدعم الصحف وعملية تطويرها وإصلاحها، مشددا أن الإصلاح المهني يسبق الإصلاح الإداري والعمل على إيجاد شخصية مهنية لكل جريدة منفصلة عن غيرها وأن يكون هناك أشخاص أصحاب رؤى يقودون كل مؤسسة.