كتب محمد عبد العظيم
فى تطور سريع للأحداث، اعتذر الدكتور أحمد السيد النجار، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، عن كتابة مقاله فى جريدة الأهرام، كما أعلن عن نيته إغلاق صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، وذلك فى ضوء رأيه المخالف لتوجه الدولة فيما يخص جزيرتى تيران وصنافير، باعتبارهما مصريتين وليستا سعوديتين، ليفتح هذا الاعتذار السؤال المهم: "هل يرحل أحمد السيد النجار عن مؤسسة الأهرام فى ظل إصراره على رأيه المخالف للدولة فيما يتعلق بالجزيرتين؟"
النجار: سلاما لحدود مصر من تيران وصنافير إلى السلوم
خلال الفترة الماضية، حرص الدكتور أحمد السيد النجار على إبداء رأيه حول جزيرتى تيران وصنافير، إذ كتب فى تدوينة عبر صفحته على "فيس بوك": "سلاما لحدود مصر من جزر تيران وصنافير إلى السلوم، الشعب المصرى العظيم بذل أذكى الدماء وأنبل الأرواح دفاعًا عن استقلاله الوطنى وحدوده من حلايب وشلاتين، وجزر تيران وصنافير وطابا ورفح شرقا إلى السلوم والعوينات غربًا، ومن أبو سمبل جنوبا إلى البحر المتوسط شمالا، وما زال مستعدًّا للبذل والعطاء بلا حدود من أجل صون كنانته وسيدة حضارات الدنيا".
وتابع رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام: "تبقى أم الرشراش جوهرة مسروقة، ويقينى أننا سنستعيدها يومًا، ومن بين مناطق الحدود تبرز جزر تيران كجوهرة دافعت عنها مصر ببسالة استثنائية، وبذلت الدماء والأرواح، لأنها المضايق التى يمكن أن تحكم خليج العقبة فى لحظات المصير، سلامًا لكل مفردات حدودنا الوطنية غير القابلة للمساس، لأنها لحم ودم مصر، وخريطة بطولات شعبها وحدود وجودها الباقى إلى الأبد".
"فيس بوك".. هل يكون سببا فى رحيل السيد النجار عن الأهرام؟
رغم رؤية الدولة الواضحة حول جزيرتى تيران وصنافير، واصل الدكتور أحمد السيد النجار إصراره على رأيه، إذ كتب تدوينة أخرى صباح اليوم الثلاثاء: " تيران وصنافير.. مصريتان إلى الأبد.. الوطن: أرض وحدود وعلم وبشر، صخر وجبال ورمال وشجر، تفاصيل عمّرها الحب والدفء والحماس والضجر، مرابض للمدافعين حين تلوح نذر الخطر، نقوش بالدم تروى قصص التاريخ والحضارة والقدر، الوطن ليس غرفة للإيجار أو محطة سفر، الوطن لا يُعار فى الوغى ويُستعاد فى السمر، الوطن المزروع فينا لن تقتلعه توقيعات من حبر على ورق، المسألة ليست رأيًا بل حقائق وقواعد لملكية الأوطان، وغدًا أكتب موقفى على ضوء الحقائق التاريخية والقواعد المؤسسة للأوطان"، ليبقى السؤال الأهم هل تكون الجزيرتان وإصرار النجار على رأيه فى تبعيتهما لمصر، سببًا فى رحيله عن المؤسسة والجريدة الأولى والأهم فى مصر؟ أم يظل فيها رغم مخالفته الصريحة للدولة؟ هذا ما ستكشف عنه الأيام القليلة المقبلة.