تعالت أصوات الجهل مؤخرا، وامتلأت شاشات التلفاز بالإعلانات الخاصة بـ«العلاج الروحانى»، والتى تروج لفكرة مفادها «شيخ واحد يعالج جميع الأمراض الجسدية وغير الجسدية» كما يزعمون.
ولا يقتصر العلاج فقط على «الحسد والمس والعين واللمسة الأرضية» بل وصل الأمر إلى «جلب الحبيب وتزويج العانس ورد المطلقة وقضاء الحوائج وتيسير الأمور وتوسيع الرزق، وإعادة الغائب واسترجاع المسروقات»، موقع برلمانى ناقش أعضاء مجلس النواب وعلماء الدين فى ذلك الأمر..
إعلانات الشعوذة ظاهرة خطيرة تهدد أخلاقيات المجتمع
فى البداية قال النائب أسامة شرشر، عضو اللجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، أن إعلانات الشعوذة أصبحت ظاهرة خطيرة تهدد قيم وأخلاقيات المجتمع المصرى.
وتابع "شرشر" مطلوب أن يكون هناك تشريع حقيقى ليتم تطبيقه على القنوات الفضائية التى تستبيح هذه الإعلانات سيئة السمعة، وأؤكد على أن كل هذه الإعلانات المحرمة ستختفى فور تطبيق قانون الإعلام الموحد الذى سيقضى على الفوضى الإعلامية فى كافة القنوات الفضائية والخاصة.
وأوضح عضو لجنة الإعلام ، أن قانون الإعلام الموحد ينص فى إحدى بنوده على أنه لا يمكن الموافقة على نشر مثل هذه الإعلانات إلا بتصريح معتمد من الجهة المختصة، قائلا: "حتى يمكن أن نحاسب هؤلاء الواقفون خلف هذه الإعلانات، حيث إن الهيئة العليا للإعلام سوف يكون فيها رموز وطنية ستحاسب وتراقب وستغلق القنوات التى تبث هذه الإعلانات سيئة السمعة" .
ما يحدث خروقات للشريعة الإسلامية وهدم للبناء المصرى المتماسك
قال النائب شكرى الجندى، عضو لجنة الشؤون الدينية بمجلس النواب، إن ما يحدث حاليًا من خروقات للشريعة الإسلامية، وهدم للبناء المصرى المتماسك، لابد من الوقوف أمامه وقفة جادة، إذ إنه ابتذال لمشاعر المصرين ويجب التصدى له بكل قوة وحسم.
وأضاف "الجندى" – فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، اليوم السبت - أن بعض القنوات الفضائية الخاصة تعتمد على ما يُسمّى بـ"إعلانات العلاج الروحانى"، التى تدمّر من يلجأ إليها، والملفت أن هذه القنوات تتخذ هذه الإعلانات المحرمة مصدر زرق وتجارة وجمع أموال فقط، دون اعتبار لأى شىء آخر، وتضرب بالقيم والأخلاق والدين عرض الحائط، مستغلة ضعف البسطاء من المصريين.
وأكد عضو لجنة الشؤون الدينية بمجلس النواب، على دور وزارة الداخلية فى هذا الشأن، على أن تكون هناك انتفاضة وتوعية لدى الشعب تجاه مثل هذه الإعلانات، مع تطوير ثقافة الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ورجال الإعلام المحترمين، ولابد من نشر الوعى وإعلاء الثقافة لدى جموع الشعب المصرى، حتى يتم القضاء على هذه البؤر الإجرامية، مشدّدًا على أنه لا بد من عمل تشريع للتصدى لمثل هذه الظواهر ولإحكام القبضة على كل من يخرج على القانون.
عضو باللجنة الدينية: إعلانات العلاج الروحانى دجل ونصب وطلب إحاطة حول ذلك الأمر
ومن جهته، قال النائب عبد الكريم زكريا، عضو اللجنة الدينية بمجلس النواب، إنه سيتقدم بطلب إحاطة لمناقشة الكارثة التى تبث على مدار اليوم عبر شاشات التليفزيون، والتى ترسخ لمفاهيم الجهل تحت عنوان "العلاج الروحانى".
وتابع "عبد الكريم"، أنه سيتقدم بطلب إحاطة لوزير الداخلية ورئيس جهاز حماية المستهلك لوضع حد حاسم لهؤلاء الدجالين والمشعوذين الذى تنشر فكرها ونصبها على الناس على مرأى ومسمع من الجميع والكل يصمت بلا فائدة، حيث إنه تظهر هذه الإعلانات لتلعب على مشاعر المواطنين البسطاء والمرضى ومن لديهم مشكلات وأزمات، فلابد من وضح لحد لهذه المهزلة اليومية.
وأكد عضو مجلس النواب على دور الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف فى ما يحدث من نصب ودجل على الناس بإسم الدين، كما أكد أيضاً على تفعيل القانون ضد هؤلاء الناصبين.
طريق يملأه الدجل والكذب وهذه المكاسب محرمة
فما قال الشيخ محمد عيد الكيلانى، مدير عام المساجد الحكومية بوزارة الأوقاف، إن مثل هذه الإعلانات تجذب إليها ضعاف النفوس وضعاف الإيمان بالله، قائلا: "نحن نقر بأن السحر حقيقة والعين حق حيث إن السحر ذكر فى القرآن الكريم بنص قول ربنا عز وجل" واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله"إذاً الأمر يتطلب منا أن نحسن الاعتقاد فى الله لأنه لا يستطيع مخلوق أن يضر أخر أو ينفع أخر إلا بإذن الله".
وتابع "الكيلانى"، أن من يلجاً إليه هم ضعاف الإيمان والنفوس من هذه الإعلانات التى تسمى بـ"العلاج الروحانى"من اللجوء إلى عراف أو كاهن أو دجال أو قارئ للكف أو ماشابه ذلك؛ فكل هذا طريق يملئه الدجل وهذه المكاسب محرمة.
وأكد مدير عام المساجد الحكومية، على التوعية الدينية الصحيحة التى تهم الناس كما أكد على الحذر من أمثال هؤلاء الدجالين والنصابين حتى لا نقع تحت طائلة العقاب الإلهى.
وطالب الشيخ الكيلانى، المجتمع المدنى أن يستغل كل ما لديه من أدوات ليراقب مثل هؤلاء الدجالين والكذابين، وأن محاسبة أصحاب هذه القنوات الفضائية أمر يسير على أصحاب الشأن من الجهات المعنية داخل الدولة.