الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024 11:00 ص

"التوبة" والرجوع لصف أشقائها.. أو "العزلة" والعمل بمفردها.. تصريحات تميم وضعت الدوحة أمام مشهد جديد من علاقاتها الخارجية مع دول العالم والجوار.. واستمرار دعمها للإرهاب يهدد بقاءها

خياران أمام قطر لا ثالث لهما

خياران أمام قطر لا ثالث لهما قطر والإرهاب
السبت، 27 مايو 2017 10:00 م
تحليل يكتبه مصطفى عنبر

لم يعد أمام قطر بعد ما أبدته خلال اليومين الماضيين من مواقف داعمة لإيران وحماس وجماعة الإخوان وقاعدة "العديد"، سوى خيارين لا ثالث لهما، إما "التوبة" والرجوع لصف أشقائها فى محاربة الإرهاب أو "العزلة" ومواجهة مصيرها بنفسها.

 

بعد تلك التصريحات، أصبح من المؤكد أن الارتباط القطرى بحماس والإخوان، لا يثير غضب الخليج ومصر فحسب، بل أيضا الولايات المتحدة الأمريكية بإدارتها الجديدة، فالأخيرة أعلنت علانية وقوفها إلى جانب الرياض وأبو ظبى والقاهرة فى مواجهة الإرهاب، وحماس المدعومة من الدوحة، وضعها ترمب فى خانة التنظيمات الارهابية خلال خطابه فى الدوحة تحت مرأى ومسمع أمير قطر.

 

 التصريحات المتداولة للأمير تميم بن حمد، وضعت قطر أمام مشهد جديد بين علاقات الدوحة والخارج خاصة الولايات المتحدة الأمريكية، وقد تجلى هذا واضحا فى ما أعلنه رئيس لجنة الشؤون الخارجية فى مجلس النواب الأمريكى أد رويس، أن الكونجرس سينظر فى نقل القوات الأمريكية خارج قاعدة "العديد" إذا لم يتغير سلوك قطر.

تصريحات أمير قطر، كان قد سبقها حديث أمريكى صادر عن وزير الدفاع السابق روبيرت غيتس فى ندوة، أقامتها مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية بواشنطن، انتقد خلالها سياسات الدوحة واحتضانها للإخوان المسلمين.

 

كما نشرت المؤسسة مقالا صحفيا، تناول التعاطى القطرى المزدوج بحيث أن الإمارة الخليجية تعتبر مضيفة موثوقة للقواعد العسكرية الأميركية، لكنها تعتبر الداعم الرئيسى للحركات الراديكالية إعلاميا وماليا وعسكريا.

وقالت المؤسسة، إن قطر تعتبر الراعى الرسمى لحركة حماس، وتؤمن ملاذًا امنا لقياداتها، كذلك قدمت الدعم الكامل لحكومة الإخوان الكارثية فى مصر إبان حكم محمد مرسى، ثم حاولت زعزعة حكم الرئيس عبد الفتاح السيسى، ووضعت منصاتها الاعلامية فى خدمة الاخوان الإرهابية فى مصر.

وبحسب المؤسسة، فإن العمل التدميرى لقطر كان اكثر فظاعة فى ليبيا وسوريا، حيث أن الدعم لا يشمل المال والتحريض فحسب، بل الأسلحة أيضا، التى تتدفق إلى جميع الإسلاميين الراديكاليين، وعلى الرغم من الجهود المتواصلة التى تبذلها الولايات المتحدة فى كلا البلدين لتوجيه الدعم الى شركائها من القوى العملية والعلمانية، فإن القطريين تجاهلوا على الدوام المخاوف الأمريكية، وقاموا بتزويد الميليشيات المتطرفة التى تشكل قلقا كبيرا لصانعى السياسة فى واشنطن بكميات كبيرة من الأسلحة.

 

ليس أمام قطر الآن، إلا أن تحدد موقفها من جيرانها سواء الدول الخليجية أو العربية عموما، إما ان تحذو حذوهم فى محاربة الإرهاب وتجفيف منابعه، أو أن تسير فى طريقها الداعم للجماعات الإرهابية وستكون هذه الحالة بمفردها، مع العلم أن قطر لا تستطيع السير فى الخيار الثانى كثيرا لأنها لا تملك من مقومات السياسة إلا المال فقط وفى الغالب سيجرها هذا المال لطريق مسدود سينعكس بالطبع على استقرار قطر وبقائها.


print