الاستعداد لـ "وقفة عرفات"

يتوجه ضيوف الرحمن إلى "منى" غدًا الأربعاء، لقضاء يوم التروية، امتثالا لسنة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ،حيث المبيت بها، ثم التوجه إلى الركن الأعظم، والوقوف بعرفات بعد غدًا، ثم النفرة إلى المزدلفة، يأتى ذلك فى الوقت الذى رفعت فيه السلطات السعودية حالة الطوارئ والاستنفار فى صفوفها للتيسير على حجاج بيت الله الحرام .

وفى السياق نفسه أكد الدكتور مصطفى مدبولى وزير الإسكان، رئيس البعثة الرسمية المصرية للحج، على أن جميع الحجاج المصريين بخير، وأن الأمور التنظيمية كلها على ما يرام، مشيرا إلى أنه تم رفع درجة الاستعداد القصوى فى صفوف البعثات الثلاث " الجمعيات، القرعة، السياحة " وتم عقد عدة اجتماعات على أعلى مستوى لبحث الترتيبات النهائية مع رؤساء البعثات، والتأكيد على الالتزام بالتعليمات والإجراءات التى قررتها السلطات السعودية، لمرور موسم الحج بسهولة ويسر، وأنه اطلع على تقارير من رؤساء البعثات على بعض الشكاوى، والتى تم حلها فورا وتذليل كافة العقبات، موضحًا أنه سيتم تصعيد الحجاج المصريين الـ 78 ألف حاج إلى عرفات مباشرة مساء غداً الأربعاء للوقوف بالركن الأعظم، يوم الخميس، مشيرًا إلى أن هناك عددًا من اللجان الخاصة بالبعثات والتى حضرت قبل بدء موسم الحج، نجحت فى اختيار أماكن مناسبة فى منى وعرفات تكون مناسبة للتيسير على الحجاج خلال تواجدهم فى المشاعر المقدسة وحتى رمى الجمرات، والعودة إلى فنادقهم فى مكة المكرمة.

وأضاف رئيس بعثة الحج، أنه تم اتخاذ كل التدابير اللازمة، وتم تفقد المخيمات فى منى وعرفات، إلى جانب الحافلات التى ستقل ضيوف الرحمن، موضحا أنه اطمأن بنفسه على كل التجهيزات خاصة المخيمات، وأنها مجهزة بإمكانيات عالية ضد الحرائق، وأنها ملائمة للظروف المناخية وبها تكييفات عالية ومراوح، مؤكدًا على أن البعثة قامت بتلبية كافة مطالب الحجاج بصورة كاملة، وتم تفقد المقرات المختلفة وزيارة كافة البعثات وإعداد تقارير عنها والمساعدة مع، موضحا أن التحدى الأكبر للبعثة الرسمية هو زيادة أعداد الحجاج الموسم الحالى بصورة أكبر من المواسم السابقة، وهو تحدى موجود لدى البعثات كافة وبخاصة حل أى مشكلات قد تواجه الحجاج خاصة فى منطقة "منى" التى لم تتغير مساحتها وهى ثابتة حتى الآن.

وحول الاستعدادات الطبية ونقل الحالات المرضية إلى المشاعر المقدسة، قال مدبولى، إن البعثة الطبية بذلت جهودا مضنية لمتابعة الحجاج المرضى، ووفرت كل الإمكانات الطبية من متابعة المرضى وتوفير الدواء اللازم، مؤكدًا على أنه سيتم نقل المرضى من أصحاب الأمراض المزمنة والمصابين بكسور إلى جانب حالة الأورام الواحدة إلى عرفات بسيارات إسعاف مجهزة لتأدية النسك الأعظم، مشيرًا إلى أنه لا توجد حالات خطرة، أو أى أمراض وبائية وفيروسية .

وناشد رئيس بعثة الحج المصرية، الحجاج المصريين بالالتزام بالتعليمات الموجهة إليهم من رؤساء البعثات والمندوبين المصطحبين لهم فى أثناء رحلة التصعيد، وفى النفرة منها، وعدم التزاحم أثناء التوجه إلى جسر الجمرات، مؤكدًا على الالتزام بالتوعية الدينية والفتاوى التى تيسر على الحجاج، والأخذ بالرخص الشرعية، مشيدًا بدور الوعاظ والأئمة فى توعية ضيوف الرحمن بمناسك الحج .

وفى السياق نفسه قال اللواء عمرو لطفى مساعد وزير الداخلية للشئون الإدارية والرئيس التنفيذى لبعثة الحج، إنه تم التعاقد مع أكبر 3 شركات لتصعيد الحجاج إلى منطقة المشاعر المقدسة ومنى فى وقت واحد، من خلال حافلات مكيفة مزودة بدورات مياه، وكذلك جهاز تحديد المواقع الجغرافية "جى بى إس"، لافتًا إلى وجود مندوب من كل شركة نقل بغرفة عمليات بعثة حج القرعة بمكة المكرمة، لمتابعة خطوط سير الحافلات أثناء تصعيدها لحجاج بيت الله الحرام إلى عرفات الله، والنفرة إلى المزدلفة، وصولا إلى مخيماتهم بمشعر منى، من خلال أجهزة تحديد المواقع الجغرافية؛ لضمان التزام سائقى الحافلات بخطوط السير من جانب، وإرشادهم فى حالة خروجهم عن حدود السير المقررة من جانب آخر، مشيرًا فى الوقت نفسه إلى أن سائقى تلك الحافلات من العمالة الدائمة بالمملكة، وليست الموسمية، مما يضمن إلمامهم بالطرق وخطوط السير.

وأضاف مساعد وزير الداخلية للشئون الإدارية والرئيس التنفيذى لبعثة الحج، أنه تم التعاقد مع شركة من أكبر شركات النقل بالمملكة العربية السعودية؛ لتوفير حافلات حديثة مكيفة ومجهزة على أعلى مستوى، لنقل الحجاج بين المدينة المنورة ومكة المكرمة والعكس، بالإضافة إلى الاتفاق للعام الثانى على التوالى مع شركة لشحن حقائب الحجاج من مقار تسكينهم إلى المطارات، سواء فى مكة المكرمة أو المدينة المنورة، تيسيرا على الحجاج.

وأشاد اللواء لطفى، بالتسهيلات التى قدمتها السلطات السعودية للحجاج المصريين هذا العام، مؤكدًا على أن السلطات السعودية كعادتها دائما، لم تدخر جهدا لخدمة ضيوف الرحمن.

وناشد مساعد وزير الداخلية للشئون الإدارية والرئيس التنفيذى لبعثة الحج، حجاج بيت الله الحرام بارتداء كارت البيانات وإسورة المعصم منذ سفرهم وحتى عودتهم إلى أرض الوطن، وعدم اصطحاب الحجاج لأى أشخاص داخل مخيماتهم بعرفات ومنى، لمحدودية المكان وعدم وجود فراغات، مما سيؤثر بالسلب على إتاحة أماكن لباقى الحجاج، بالإضافة إلى عدم حملهم لأى أمتعة كبيرة أثناء الإقامة بمنطقة المشاعر المقدسة، لشغلها مساحة من المخيمات، والتأثير على المساحة المخصصة لكل حاج.

كما ناشد اللواء لطفى الحجيج بعدم التدافع والتزاحم على الحافلات، نظرا لأن كل حاج لديه مقعد مخصص له فى كل حافلة، إضافة إلى تخليهم عن التصرفات والسلوكيات التى لا تتناسب مع قدسية الأماكن الشريفة.

ووجه الرئيس التنفيذى لبعثة الحج المصرية، رسالة إلى حجاج بيت الله الحرام، مفادها: "أناشد جميع ضيوف الرحمن، الالتزام بتعليمات بعثة الحج، التى هى جميعها فى صالحهم، لأنها تضمن راحتهم وسلامتهم، وتمكنهم إن شاء الله تعالى من أداء المناسك فى سهولة ويسر، حتى يعودوا سالمين غانمين إلى الوطن الغالى .