تعانى الدوحة وتنظيم الحمدين خلال الفترة الحالية من أزمات اقتصادية متتالية، فى ظل استمرار العقوبات التى فرضها الرباعى العربى الداعى لمكافحة الإرهاب الممول من قطر، إلى جانب تصريحات من زعماء أوروبيين، يعلنون فيها رفض إقامة كأس العام عام 2022 فى الدوحة، وهو التصريح الذى صدر مساء أمس من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
تصريحات زعيمة ألمانيا خلال مناظرتها مع منافسها، وضعت علامات استفهام كثيرة حول مدى إمكانية تغير الموقف الغربى تجاه الجماعة، حيث أكد خبراء ومراقبون أن هذه التصريحات سيكون لها واقع أثر كبير على الدوحة، لاسيما أن برلين لها تأثير كبير فى الاتحاد الأوروبى، وتستطيع أن تغير موقف أوروبا من سياسات الدوحة.
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أكدت خلال مناظرتها رفضها إقامة كأس العالم بقطر، قائلة، إنها ليست مع إقامة نهائيات كأس العالم 2022 فى قطر.
ومن جانبه، قال محمد حامد، الباحث فى شئون العلاقات الدولية، إن تصريحات المستشارة الألمانية تؤكد أن دول الرباعى العربى استطاع أن يظهر حقيقة قطر لدى الغرب، خاصة أن الموقف الألمانى فى بداية الأزمة القطرية كان يدعو للحوار ويستنكر الإجراءات التى تم اتخاذها تجاه الدوحة، ولكن الآن يبدو أن الوضع اختلف تمامًا، موضحًا أن هذا الأمر سيكون له توابع كبيرة على الدوحة خلال الفترة المقبلة.
وأضاف الباحث فى شئون العلاقات الدولية، فى تصريحات لـ"برلمانى"، أنه يوما بعد يوم يظهر لدول الغرب الوثائق والأدلة التى تثبت مدى تعاون الدوحة مع الإرهاب وأنها دولة راعية للإرهاب ولا تستحق استضافة كأس العالم فى عام 2022.
ولفت الباحث فى شئون العلاقات الدولية إلى أن كرة القدم تعبر عن السمو والرياضة النظيفة والملف الأبيض أمام المجتمع الدولى، وهو ما لم تفعله قطر، التى كشفت للعالم وجهها القبيح وإصرارها على دعم التنظيمات الإرهابية، موضحًا أن هذا الموقف قد يجعل دول أوروبية أخرى تتخذ نفس الموقف فى الوقت الذى دفعت فيه قطر مليارات على وضع البينة التحتية لإقامة كأس العالم مما سيكون ضربة موجعة لها حال تم إلغاء إقامته فيها.
وفى السياق ذاته، أكد النائب يسرى الأسيوطى، عضو اتلاف دعم مصر، أن العالم أصبح لديه رؤية بأن قطر هى الممول الحقيقى للإرهاب بعدما طال الإرهاب أراضيه وكان أخره ما حدث فى برشلونة، والمسيرة التى تم تنظيمها ضد الدوحة، مما سيدفع دول أوروبا لاتخاذ موقف ضد الدوحة وترفض إقامة مسابقات دولية فيها.
وأشار عضو اتلاف دعم مصر، إلى أن الإرهاب القطرى وصل إلى برشلونة وتمثل فى دعم التنظيمات الإرهابية التى تتبنى تلك العمليات، حيث تعمل قطر على تفكيك الدول وعدم استقرارها وهو ما ينعكس على الموقف الأوروبى منها.
وفى ذات الإطار، قال أحمد العنانى، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، إن ألمانيا دولة مؤثرة فى الاتحاد الأوروبى وتؤثر سياستها فى باقى الدول الأعضاء، وبالتالى فإن الموقف الألمانى سيدفع دول أوروبا لاتخاذ ذات الموقف.
وأضاف عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، أن تصريحات ميركل سيكون لها تاثير اقتصادى وسياسى كبير على الدوحة، خاصة أن قطر تعول كثيرا على كأس العالم، وضياع تنظيمه منها، سيمثل أزمة كبيرة لها خلال الفترة المقبلة.