وأضافت المجلة أن الرئيس التركى أوضح فى أكثر من مناسبة أنه يرغب فى أن ينشئ "جيلا تقيا" من الشباب الأتراك، وبالفعل أحرز الكثير من التقدم فى هذا الاتجاه، مدللة على ذلك بعمل وزارة التعليم بشكل أوثق من أى وقت مضى مع المنظمات غير الحكومية الإسلامية ومع مديرية الشئون الدينية، وذلك وفقا لفيراى أيتكين أيدوجان، رئيس اتحاد المعلمين اليساريين.
وأشارت المجلة إلى ارتفاع نسبة الحضور فى ما يسمى بمدارس الإمام الخطيب، التى تدرب الواعظين بالصبغة المتأسلمة، من حوالى 60 ألفا عام 2002 إلى أكثر من 1.1 مليون، أى ما يعادل عُشر جميع طلاب المدارس العامة، وقد خفضت الحكومة مؤخرا الحد الأدنى من تعداد السكان فى المناطق التى يسمح فيها لمثل هذه المدارس بفتح أبوابها من 50 ألف إلى 5 آلاف نسمة، مما يعنى أنه يمكن إنشائها فى مناطق أكثر، كما أدى إصلاح سابق إلى خفض عمر المتقدمين إلى هذه المدارس من من 14 إلى 10 سنوات.
وأشارت المجلة إلى أن هذا التوجه فى تغيير المناهج فاجئ الليبراليين الأتراك والعلمانيين، خاصة أنه بداية من العام الجارى فصاعدا سيتم تعليم الأطفال الذين يبلغون من العمر ستة أعوام قصة الانقلاب الفاشل فى الصيف الماضى، دون أن يشمل ذلك عمليات التطهير الجماعية والاعتقالات التى تلت ذلك، وفى الوقت نفسه، سوف يدرس طلاب الإمام خطيب مفهوم الجهاد. وتقول وزارة التربية والتعليم أن هذا المصطلح، الذى يمكن أن يشير أيضا إلى النضال الشخصى ضد الخطيئة، قد أسيئ استخدامه.
ولفتت "الإيكونومست" إلى أن هناك قاعدة جديدة تتطلب تزويد جميع المدارس الجديدة بغرف للصلاة، معزولة حسب نوع الجنس، ويقول باتوهان ايداجول من مبادرة إصلاح التعليم، وهى مركز أبحاث فى إسطنبول: "إن تدخل الدين فى التعليم لم يكن أبدا مرئيا وعميقا مثل الآن".
وخلال العقد الأول من حكمه، ترأس أردوغان حزب العدالة والتنمية الحاكم واستطاع إحداث تحسينات واسعة فى تعليم البلاد، ومع ازدهار الاقتصاد، تمكن ملايين الأتراك من انتشال أنفسهم من براثن الفقر.
وبدأ العديد من الشباب الأتراك، ولا سيما الفتيات، فى الذهاب إلى المدرسة. وزاد الإنفاق، وفتحت آلاف المدارس الجديدة.
ولكن توقف التقد منذ ذلك الحين، وقد انخفض أداء الطالب، الذى يقاس كل ثلاث سنوات من قبل برنامج تقييم الطلاب الدوليين (PISA)، وشهد الأداء تحسنا حتى عام 2012 ولكن تراجع عام 2015، حتى أن الطلاب الأتراك حصلوا على المرتبة قبل الأخيرة بين جميع بلدان منظمة التعاون والتنمية فى ذلك العام، وأشارت المجلة إلى أن المناهج السابقة كانت تركز بشكل أكبر على التفكير النقدى، ولكنها الآن تعود إلى التركيز على التعلم عن ظهر قلب.
ويشكو الآباء الأتراك من المعلمين غير الأكفاء، والتركيز القليل على اللغات، والفصول الدراسية المزدحمة، وبالطبع لم تساعد إقالة أكثر من 30 ألف معلم يشتبه فى تعاطفهم مع محاولة الانقلاب على تحسين ذلك الوضع، بحسب المجلة البريطانية.
ونقلت المجلة عن ديفريم إرتكين، وهو موظف فى شركة أدوية، ألحق نجله صاحب الستة أعوام مؤخرا بمدرسة خاصة فى إسطنبول، على الرغم من أن الرسوم تشكل استنزافا كبيرا للدخل، قوله: "لم نعد نثق فى النظام المدرسى".
وختمت المجلة تقريرها بالقول إن المدارس التركية بالطبع ضعيفة ولكنها الجهة الوحيدة فى عيون أردوغان التى يمكن الوثوق بها لخلق جيل وطنى حقيقى، إذ قال فى 25 سبتمبر الجارى أن الطلاب الذين يتم إرسالهم إلى الغرب للحصول على التعليم، "يعودون كجواسيس متطوعين للغرب"، لكنه يتناسى أن 4 من أطفاله درسوا بالخارج أيضا.