وقالت مصادر أمنية، إن تلك الخلية تنتمى لتنظيم "داعش" الإرهابى جاءت من الحدود الغربية مع ليبيا ودخلت إلى تلك المنطقة عن طريق محافظة الوادى الجديد، بهدف تنفيذ عمليات نوعية لاستهداف عدد من الكنائس والمنشآت الهامة والحيوية فى البلاد، مضيفًا أن زعيم تلك الخلية هو الضابط المفصول هشام عشماوى، والذى انضم إلى المتطرفين والتكفيريين بشمال سيناء وخاض معارك ضد قوات الشرطة والجيش، بعد انضمامه إلى صفوف "أنصار بيت المقدس" فى سيناء.
وتشير المعلومات إلى أن الإرهابى "عشماوى" خطط للقيام بعدد من العمليات النوعية المسلحة لاستهداف الكنائس والبنوك، وبعد سفره إلى ليبيا تدرب فى صفوف جيش الصحراء على جميع أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة، وقاد عدد من الإرهابيين التابعين لتنظيم داعش والقاعدة ثم جماعة فجر ليبيا الإخوانية فى ليبيا، وقامت تلك الخلية بعدد من الهجمات فى مصر من خلال تجنيد عناصر منهم خاصة العائدون من ليبيا وسوريا.
وشارك "عشماوى"، فى تنفيذ حادث استهداف كمين الفرافرة بالوادى الجديد منذ أكثر منذ 3 سنوات، والذى استهدف قوات الجيش وسقط منهم عدد من الشهداء والمصابين، وعمل عشماوى فى سيناء نحو عشر سنوات، وبعد فصله من الخدمة بسبب أفكاره المتشددة وميوله المتطرفة، كون بعد ذلك خلية تضم مجموعة ممن التحقوا بعد ذلك بتنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابى، ثم سافر إلى سوريا عقب اندلاع الثورة السورية، حيث تدرب فى معسكرات لجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، كما اتصل بالقاعدة فى ليبيا، وعاش فى "درنة" و"سرت" الليبيتين.
والإرهابى "عشماوى" والملقب أبو عمر المهاجر، هو متهم فى التخطيط والتنفيذ لجميع العمليات النوعية الكبرى بمصر من بينها محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم، وقضية عرب شركس فى القليوبية، كما أنه خطط وشارك فى تنفيذ حادث كمين الفرافرة عام 2014، وهى العملية التى استشهد فيها 22 مجندًا بالجيش، وهو من ساهم فى تشكيل نواة الخبرة العسكرية لدى أفراد التنظيم فى سيناء.
وقالت مصادر إن تلك الخلية بقيادة عشماوى دخلت صحراء الواحات الشاسعة والوعرة وتمركزت بها منذ بضعة أيام، من خلال صحراء الوادى الجديد ومعهم كميات كبيرة من الأسلحة الثقيلة منها مدافع مضادة للطائرات ومدافع الـ"آ ربى جى"، المضادة للمدرعات والمصفحات ورشاشات الجرينوف السريعة الطلقات والأسلحة الآلية المختلفة، وأن تلك الخلية بينهم عناصر هاربة ومطلوبين أمنيا فى عدد من قضايا الإرهاب والقيام بعمليات تخريبية فى البلاد خلال الفترات الأخيرة.
وأوضحت المصادر الأمنية، أن تلك الخلية الإرهابية تلقت تدريبات عالية ومكثفة على استخدام جميع الأسلحة بحرفية عالية، وجهزوا معسكرات فى بعض المناطق الصحراوية الواسعة والوعرة لتنفيذ العمليات الإرهابية، مؤكدًا على أن الاضطرابات فى ليبيا ساعدت الإرهابيين على اعتناق الفكر التكفيرى والاستحواذ على كميات كبيرة من الأسلحة، بل وإنشاء مخازن للسلاح بها ترسانات من الأسلحة فى الصحراء الغربية، وبدأ الإرهابيون ومنهم عناصر من الإخوان فى الانضمام إلى جماعة فجر ليبيا، وهناك نحو 5 معسكرات موجودة فى شرق ليبيا تم تدريب الإرهابيين فيها لتنفيذ عمليات إرهابية على الأرض من خلال خطط من بعض الدول وضعتها لتنظيم "داعش " المتطرف، إلا أن أجهزة وزارة الداخلية ومن خلال عدد من المعلومات والتحريات نجحت فى رصدها والتعامل معها بعد كشف أحد الأشخاص من دلالى الأثر عنها، وتوجهت القوات إليها ودارت معركة حامية الوطيس فى تلك الصحراء الوعرة، حتى سقط عدد من شهداء الوطن من رجال الشرطة وقتل عدد من الإرهابيين.
وأكدت المصادر على أن هناك مطاردات واسعة وإغلاق لعدد من الطرق مع المحافظات الحدودية مع الجيزة وعمليات تمشيط واسعة فى صحراء الواحات وعدد من المناطق الأخرى لضبط الفارين من المعركة والقبض على باقى الخلايا المتواجدة فى تلك المنطقة والمناطق الأخرى.
وأعلنت المصادر أن المتطرفين العائدين من ليبيا والمنضمين إلى جماعات إخوانية وخلايا "داعش" فى ليبيا تلقوا دعمًا ماليًا كبيرًا ولوجستيا خلال الفترات الأخيرة لتوسيع نطاق ومسرح العمليات حتى يتم تخفيف الضغط على الإرهابيين فى شمال سيناء من قبل القوات المسلحة والشرطة، خاصة بعدما تم غلق الأنفاق مع غزة عبر الحدود والقبض على العشرات من الإرهابيين خلال الأيام الماضية، وهو ما جعل بعض الإرهابيين يهربون من سيناء ويتصلون بعناصر متطرفة لتنفيذ عمليات فى الدلتا والوادى، مشيرة إلى أن هذه العمليات بهدف إحداث عدد من القلاقل والاضطرابات خلال الفترة المقبلة، وأن الدعم المالى واللوجيستى، تتزعمه قطر والتى قامت بشراء أسلحة بأكثر من 42 مليار دولار خلال السنة الماضية، وأمدت بها المتطرفين فى ليبيا، وتم إنشاء معسكرات تدريب لهؤلاء المتطرفيين، ويحاولون القيام بتنفيذ مخططهم الجديد لضرب الاستقرار فى البلاد.
وتلاحق أجهزة الأمن عددًا من الإرهابيين الذين يعتقد تورطهم فى الإشراف على هذه العملية الإرهابية بينهم عمرو سعد ابن محافظة قنا، المتهم الأبرز المطلوب للجهات الأمنية التى رصدت نصف مليون جنيه لمن يدلى بمعلومات عنه، خاصة أنه درب الانتحاريين "محمود مبارك" و"ممدوح البغدادى" على استهداف كنيستى مارجرجس فى طنطا ومارمرقس فى الإسكندرية، ومدهما بالحزامين الناسفين، ورسخ لديهما ثقافة الانتحار طمعًا فى الجنة على حد وصفه لهما، وتستهدف الأجهزة الأمنية المتهم الهارب بالعديد من الحملات الأمنية.
وتبحث أجهزة الأمن عن "مهاب السيد" الشهير بـ"الدكتور" لكونه طبيبًا، والذى يبلغ من العمر 30 سنة، ويعتنق الأفكار التكفيرية للإخوانى سيد قطب، فضلاً عن ارتباطه بعناصر من تنظيم أنصار بيت المقدس، والمتورط فى التحريض على حادث الكنيسة البطرسية فى العباسية والمشاركة بالتدريب لمنفذى حادث كنيستى "طنطا والإسكندرية"، حيث سافر "مهاب" خلال 2015 للدوحة، وتواصل مع بعض قيادات الإخوان الهاربة، والذين تمكنوا من احتوائه وإقناعه بالعمل بمخططاتهم الإرهابية، وإعادة دفعه للبلاد لتنفيذ عمليات إرهابية بدعم مالى ولوجيستى كامل من الجماعة فى إطار زعزعة استقرار البلاد وإثارة الفتن وشق الصف الوطنى.
وعقب عودة "الدكتور" للبلاد اضطلع وفق التكليفات الصادرة إليه بالتردد على محافظة شمال سيناء، وتواصل مع بعض الكوادر الإرهابية الهاربة هناك، حيث قاموا بتنظيم دورات تدريبية له على استخدام السلاح، وتصنيع العبوات التفجيرية لفترة أعقبها عودته لمحل إقامته بمنطقة الزيتون فى القاهرة، واستمر المتهم فى التواصل مع القيادات الإرهابية الهاربة بقطر، والتى كلفته بعد مقتل الإخوانى "محمد كمال" بقيادة لجان الحراك المسلح فى مصر، والتخطيط لعمليات إرهابية تستهدف الأقباط بهدف إثارة أزمة طائفية واسعة خلال الفترة المُقبلة دون الإعلان عن صلة الجماعة بها، حيث اضطلع المتهم بتشكيل مجموعة من عناصره المتوافقة معه فكريًا، وأعد لهم دورات تدريبية بأحد الأوكار بمنطقة الزيتون بمحافظة القاهرة، استعدادًا لتنفيذ بعض العمليات الإرهابية، إلا أنهم تم القبض عليهم جميعًا، فيما تلاحق أجهزة الأمن "مهاب السيد" لتضمه إلى باقى زملائه المقبوض عليهم.
وتلاحق أجهزة الأمن ـ بواسطة الانتربول ـ " يحيى السيد" المتحدث الرسمى باسم وزارة الصحة فى عهد حكم محمد مرسى للبلاد، والمشرف العام على خطة اغتيال النائب العام السابق المستشار هشام بركات، وهو من أشهر الأسماء المطلوبة للجهات الأمنية، وتشير المعلومات إلى أن "يحى أبو موسى" أعاد تشكيل مجموعات مسلحة عنقودية من العناصر الإخوانية المتحركة على الساحة الداخلية وإعدادهم نفسيًا وعسكريًا لتصعيد العمل المسلح واغتيال بعض رموز الدولة واستهداف مؤسساتها الحيوية بعمليات تفجيرية، وذلك على فترات متباعدة، بهدف إحداث حالة من الفوضى وإنهاك الدولة اقتصادياً.
ويتحرك يحيى موسى ما بين أنقرة واسطنبول بعد هروبه إلى تركيا عقب ثورة 30 يونيو التى أطاحت بحكم جماعة الإخوان فى مصر، حيث أنه مطلوب فى العديد من القضايا المتعلقة بالتحريض على العنف والتظاهر ومهاجمة مؤسسات الدولة، بالإضافة إلى تورطه فى قضية اغتيال النائب العام السابق، والإشراف والتخطيط لذلك، وتكليف مجموعات من العمليات النوعية للجماعة بتنفيذ المهمة، ويخضع لملاحقة أجهزة الأمن المصرية عبر الإنتربول.