فى الوقت الذى وصف فيه وزير الخارجية القطرى إيران بـ"دولة جوار" لدى الدوحة مصالح مشتركة معها؛ يواصل تميم بن حمد الراعى الرسمى للإرهاب فى العالم السقوط إلى الهاوية، ويمعن فى الارتماء فى أحضان ملالى طهران، ويصفها بالدولة "الشريفة"، بينما اعترفت السلطات الإيرانية بالاحتيال على تميم وإرسال بضائع غير صالح للأسواق القطرية.
بضائع إيرانية ملوثة بالطين
وفى تصريح يعد الأول من نوعه اعترف مسئول إيرانى بإرسال بضائع ملوثة بالطين ولا تصلح للتصدير لإغراق الأسواق القطرية بها، إذ أوضح مدير مطار شيراز رضا بديعى فرد، إن تغليف الخضراوات والمنتجات إلى قطر يكون بشكل غير مناسب.
وأكد المسئول الإيرانى فى تصريحات نقلتها وكالة "إيرنا" الإيرانية الرسمية، أن الخضراوات التى ترسل لقطر ملوثة بالـ"وحل" وتوضع فى الكرتون المخصص للموز.
الأمر نفسه الذى أكدته المعارضة القطرية، حيث كشفت يوليو الماضى عن إتلاف مئات الأطنان من الخضراوات والفاكهة بعد الكشف عن عينات عشوائية، واكتشاف ارتفاع نسبة المبيدات والمواد الكيماوية بها بشكل كبير، ما يجعلها غير صالحة للاستهلاك الآدمى، وتسبب فى تصاعد الاستياء بين القطريين فى الدوحة.
وفى تصريح نقلته وكالة إيرنا الإيرانية الرسمية، انتقد المسئول الإيرانى طريقة شحن البضائع إلى قطر التى فتحت أسواقها أمام إيران منذ المقاطعة العربية المفروضة عليها يونيو الماضى بسبب دعمها للإرهاب، قائلا "بهذا الأسلوب لن نتمكن من منافسة البلدان الأخرى فى السوق القطرى"، فى تلويح صريح منه للتنافس بين دولة تركيا على الأسواق القطرية.
تقارير خليجية كشفت البضائع الفاسدة
اعتراف إيران أكد ما نشرته تقارير إعلامية خليجية فى يونيو الماضى، كشفت إرسال إيران إلى قطر عدد من المنتجات والبضائع المسرطنة، الملوثة بسموم فطرية.
وبحسب صحيفة الرياض السعودية التى أكدت تلوث المنتجات الإيرانية بسموم فطرية "مسرطنة"، وشديدة السمية، بالإضافة إلى السمعة السيئة التى تلاحق المنتجات الإيرانية فى جميع الدول، والتحذير من هذه المنتجات وأنها غير صالحة للاستهلاك البشرى.
وقالت الصحيفة فى تقريرها الذى نشرته يونيو الماضى، إن البضائع الإيرانية ظهرت فى السوق القطرية لأول مرة بعد قطع المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع الدوحة، حيث تداولت مواقع التواصل الاجتماعى صورا من داخل المتاجر القطرية لبضائع إيرانية لم يعتد القطريون على مشاهدتها فى الأسواق، بعد أيام من قطع العلاقات مع الخليج وإقفال المنفذ البرى الوحيد مع المملكة الذى كانت تتدفق من خلاله البضائع إلى قطر.
ومنذ الأزمة الخليجة تمكنت إيران من الدخول على خط الأزمة للتغلغل فى الدوحة، عبر تفعيل السلاح الاقتصادى، فبخلاف عناصرها من الحرس الثورى المتواحدة فى الدوحة لحماية عرض الأمير تميم وقدرتهم تقارير خليجية بـ10 آلاف جندى وعسكرى، استغلت طهران الأزمة الخليجية للترويج لمنتجاتها فى الأسواق القطرية لإنعاش اقتصادها المتردى ومنافسة تركيا فى هذا المجال، وفتحت جسرا جويا يربط طهران بالدوحة لإمدادها بالمؤونة، وتوقع مسئولين تضاعف حجم التبادل التجارى بين البلدين بدافع استفزاز ومكايدة من أمير قطر تميم بن حمد الراعى الرسمى للإرهاب فى العالم، للرباعى العربى.
مخطط إيرانى لغزو قطر ببضائع فاسدة
ودعا المسئولين الإيرانيين لاستغلال حالة التراجع التى تعيشها الإمارة للتغلغل داخلها، واتخاذتها مدخلا لغزو منطقة الخليج العربى، والتوسع وزيادة النفوذ على حساب القوى الكبرى فى المنطقة وأمنها القومى، وزيادة حجم التبادل التجارى معها، وفى 12 من يونيو الماضى، دعا رئيس اتحاد المصدرين الإيرانى، محمد لاهوتى، بلاده لاستغلال الفرصة وفتح شركات إيرانية لمنافسة الشركات التركية فى الدوحة، مشيرا إلى أن الأزمة فى الخليج أظهرت أن هناك تراجعا لبلاده فى الأسواق القطرية أمام تركيا، ورفع مشكلة إصدار التأشيرة لرجال الأعمال الإيرانيين.
أما قطر التى تواصل السقوط، استجابت فى 27 يوليو الماضى، وأصدر مدير إدارة الشئون القنصلية بالخارجية القطرية، تعليمات بتسهيلات لإصدار تأشيرة لرجال أعمال فورية خاصة برعايا إيران، بصفة عاجلة لمدة شهر قابلة للتمديد لمدة 5 أشهر أخرى، وفضحت وثيقة تم تسريبها العلاقات المتنامية بين البلدين والتى لديها أهداف خبيثة، حيث عبر المراقبون عن قلقهم واصفين ذلك بأنه احتلال للدوحة، محذرين من تغلغل التجار الإيرانيين داخل الدوحة سيفتح الباب أمام تجنيسهم فى هذا البلد الذى يعتمد فى تركيبته السكانية على المجنسين، لمنح تواجدهم داخل قطر غطاء قانونيا وإقامة شرعية داخل البلاد.
وفى أوائل شهر اغسطس الماضى كشف صادقيان رئيس اللجنة الزراعية بغرفة التجارة الإيرانية أنه خلال الأيام الأولى للأزمة الخليجية، تم تصدير 200 طن من البضائع الإيرانية تشمل الفاكهة والخضروات من مدينة شيراز إلى الدوحة، كذلك تم تصدير أولى شحنات الألبان. كما كشف رئيس الدائرة التعاونية لمنتجى المواد الغذائية فى إيران، مهدى كريمى تفرشى، ارتفاع صادرت إيران من من المواد الغذائية إلى قطر بعد الأزمة الخليجية من 200 إلى 300 مليون دولار فى عام 2017، بعد أن كان حجم الصادرات الإيرانية لقطر فى عام 2016 لا يتجاوز من 18 إلى 20 مليون دولار.