وبعد الانتقادات المتزايدة التى وجهتها العديد من مراكز الأبحاث ودوائر صنع القرار لدور الخارجية الأمريكية السلبى فى ملف الإخوان والأزمة القطرية ، وفى الوقت الذى يؤكد فيه الرئيس دونالد ترامب مراراً على ضرورة التصدى لكافة الكيانات والتنظيمات الإرهابية والأطراف الممولة لها وفى مقدمتها قطر، كشفت شبكة فوكس نيوز فى تقرير لها أمس أن أعضاء الكونجرس الذين قدموا مشروع قانون يهدف إلى تصنيف الإخوان جماعة إرهابية قد أعدوا خطابا يطالب وزير الخارجية الأمريكية بإدراج التنظيم على قوائم الإرهاب، موضحة أن نحو 20 عضوا من الكونجرس وقعوا على الخطاب.
وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون
وأوضحت "فوكس نيوز"، أن الخطاب الذى تحققت منه يطالب تيلرسون بدراسة تصنيف الإخوان فى قوائم المنظمات الإرهابية لعام 2017، وذلك برعاية 63 من المشرعين الأمريكيين.
ويسرد الخطاب نماذج على حظر الإخوان فى مصر والإمارات والسعودية، ويقول إنه لو سارت الولايات المتحدة على نفس الخطى، فأنها ستكون فى وضع يخنق التنظيم من خلال إضافة قيود مالية وأخرى تتعلق بالسفر، مما يجعل من الصعب على الجماعة العمل فى الوقت الذى ستواجه فيه العزل أيضا.
وقالت فوكس نيوز، إنه فى حين أن المشرعين يدعمون التصنيف الكامل للإخوان كجماعة إرهابية، فأنهم يقترحون أيضا استراتيجية جديدة تقوم بمقتضاها الإدارة الأمريكية أولا بتصنيف منظمات محددة. وشدد نواب الكونجرس فى خطابهم على أن ما حدث مع الإخوان فى مصر والإمارات والسعودية أمثلة جيدة لكيفية تصنيف جماعات محددة.
جانب من أعمال العنف والشغب التى ترتكبها جماعة الإخوان
ونقلت "فوكس نيوز" عن أحد مستشارى الشرق الأوسط المطلع على مساعى الكونجرس بشأن الإخوان، إنه ربما يكون هناك نقاشا حول تصنيف الإخوان ككل منظمة إرهابية، لكن لا جدال بشأن هذه الأفرع الثلاثة، فالحلفاء فى مصر والسعودية والإمارات قاموا بالفعل بتحركات قانونية كشفت عن كل السلوك السىء، وخلصوا إلى أن هذه الأفرع تدعم الإرهاب، وهم يتطلعون إلينا للدعم. واكد أن تصنيف تلك الجماعات فى قوائم الإرهاب يمثل سياسة جيدة وأيضا دبلوماسية جيدة.
وكان عضو الكونجرس الجمهورى عن ولاية فلوريدا ماريو دياز بالارت، الذى كان من رعاة مشروع القانون، قد قال إن الإخوان يهددون مصالح الأمن القومى الأمريكى ويجب أن تقوم الإدارة بإدراجهم على قوائم الإرهاب.
تيلرسون وترامب.. كثير من الخلاف قليلاً من التوافق
وشهد ملف الإخوان وتصنيفها على قوائم الكيانات الإرهابية داخل الولايات المتحدة حالة من الجدل على مدار الأشهر التسع الأخيرة وهى عمر الريس الأمريكى داخل البيت الأبيض، حيث يتبنى ترامب وفريق من المستشارين موقف داع لمواجهة صارمة للتنظيمات الإرهابية، رغم استقالة بعضهم على مدار الأشهر الماضية ، مقابل انحياز وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون لعدم الإقدام علي تلك الخطوة تحت ادعاء أنها فى حاجة للمزيد من الدراسة، خاصة فى ظل وجود كيانات سياسية منبثقة عن التنظيم تشارك فى حكومات بعض الدول على حد وصفه، مستشهداً بالنموذج التركى.