الجمعة، 22 نوفمبر 2024 06:42 م

بعد بدء روسيا سحب قواتها.. بوتين يتسيد الموقف.. وأردوغان يزعم أن الهدف التركى إنسانى ناكرا مطامعه السياسية!.. وروحانى والبحث عن دور إيرانى.. و"ترامب" غير محسوبة عواقبه

شخصيات دولية تملك مفاتيح الأزمة السورية

شخصيات دولية تملك مفاتيح الأزمة السورية شخصيات دولية تملك مفاتيح الأزمة السورية
الثلاثاء، 12 ديسمبر 2017 10:00 م
كتب محمد سالمان

على مر السنوات الستة الماضية، عانى الشعب السورى من ويلات أحداث مفجعة أودت بحياة عشرات الآلاف وشردت الملايين من السوريين ما بين نازح أو لاجئ، وخلال تلك الفترة ظلت مفاتيح اللعبة فى أيدى عدد من الشخصيات الدولية التى تتحكم فى وتيرة الأحداث إلى حد بعيد، وبالتحديد كان لدول تواجد كبير على الأرض السورية وهى كل من روسيا وإيران وتركيا وتأتى خلفهم الولايات المتحدة الأمريكية، وسيظل هذا الدور قائمًا خلال الفترة القادمة حتى إذا تم تحرير بلاد الشام من داعش نهائيًا، والتنظيمات الأخرى المتطرفة.

 

روسيا لاعب أساسى

 

وتعتبر روسيا برئاسة فلاديمير بوتين، هى اللاعب الرئيسى فى الأزمة السورية خلال السنوات الماضية وستظل كذلك حتى بعد إعلان الانتصار على قوات تنظيم الدولة "داعش" بنسبة كبيرة خصوصا مع التواجد الكبير لقواتها العسكرية على الأراضى السورية، وتستعد قوات القيصر إلى الانسحاب من بلاد الشام بشكل جزئى خلال الفترة القادمة، وهذا ما أوضحه بوتين فى بيان تداولته وسائل الإعلام العالمية ومنها وكالة رويترز، قائلاً :"روسيا ستحتفظ بقاعدة حميميم الجوية الروسية فى محافظة اللاذقية السورية وعلى منشأة بحرية فى طرطوس "بشكل دائم" رغم قرار بدء سحب بعض قواتها من سوريا".

بوتين

 

وقال الرئيس الروسى، إن القوات الروسية والسورية دمرت واحدة من أقوى الجماعات الإرهابية العالمية خلال نحو عامين فقط، وأضاف: "إذا رفع الإرهابيون رؤوسهم فى سوريا فستلاحقهم روسيا بضربات قوية"، بينما فى لقاء جمع كل من الرئيس الروسى ونظيره السورى بشار الأسد خلال زيارة لقاعدة حميميم الجوية الروسية في محافظة اللاذقية، برفقة وزير الدفاع الروسى سيرجى شويجو، قال بوتين إنه يريد من بشار الأسد عقد مؤتمر سورى للحوار الوطنى، مشيرًا إلى أنه يأمل بالتعاون مع إيران وتركيا فى استعادة الحياة السلمية ودفع العملية السياسية إلى الأمام.

 

بشار الأسد

إذن هناك أسماء روسية لم تفارق الساحة السياسية فى روسيا خلال السنوات الماضية وهم بوتين ووزير دفاعه سيرجى شويجو، يمكن أن يضاف إليهم وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف والذى كان محورًا فى العديد من المفاوضات بين القوى المختلفة المتصارعة داخل سوريا، وكذلك هناك دول أشار إليها بوتين خلال تصريحاته الأخيرة وهى كل من تركيا وإيران كدول فاعلة فى الأزمة.

 

نكتة أردوغان

 

بالنسبة لتركيا تعتبر سوريا ملفا هاما ورئيسيا لبلاد الأتراك حتى إنه كانت محورًا هاما خلال اللقاء الأخير الذى جمع كل من الرئيس التركى رجب طيب أردوغان ونظيره الروسى بوتين، وبعد اللقاء أردوغان أنه سيلتقى بوتين مرة أخرى فى مدينة سوتشى الروسية لبحث المسألة السورية، ومستقبل التسوية السياسية في سوريا.

 

المثير أن أردوغان زعم فى أحد مؤتمراته، أن الدور التركى فى سوريا إنسانى وسببه الرئيسى الدور التاريخية لبلاد الأتراك تجاه هذه الدولة، متجاهلاً أن الجميع على علم يصل إلى حد اليقين من المخاوف التركية من نمو وتطور القوات الكردية، وخوفه من قيام دويلة كردية بزعامة حزب العمال الكردستانى، لذا فإن التدخل العسكرى لقوات أردوغان حمل عدة أهداف أبرزها أن يكون على أرض الواقع مراقبًا لمدى قوة القوات الكردية.

 

أردوغان

 

إيران والبحث عن دور فى المنطقة 

 

بينما الطرف الدولى الثالث فى المعادلة السورية هى إيران، والتى دائمًا ما تبحث لها عن أى دور فى المنطقة مستغلة فكرة منهج التبعية الشيعية والممثلة فى دمشق بطائفة العلويين التى ينتمى إليها الرئيس السورى بشار الأسد، وبرر الرئيس الإيرانى حسن روحانى التواجد العسكرى الإيرانى فى سوريا خلال القمة الثلاثية التى جمعته مع كل من أردوغان وبوتين فى مدينة سوتشى الروسية حول الأزمة السورية فى 22 نوفمبر الماضى، قائلاً :"الوجود الإيرانى في سوريا جاء بناء على دعوة رسمية من الحكومة السورية"، مشيرًا إلى أن الجهود الدولية المشتركة باتت أمرًا لا بد منه من أجل إعادة إعمار سوريا وإيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان المنطقة بأقرب وقت، وفقا لما ذكرته وكالة "الأناضول" التركية للأنباء.

 

روحانى

 

بينما تأتى الولايات المتحدة كطرف رابع أقل فعالية فى الأزمة السورية بالمقارنة بدور كل من روسيا وتركيا وإيران، وتأتى مشاركة أمريكا فى المعارك العسكرية على الأراضى السورية خلال السنوات الماضية من أجل محاربة تنظيم داعش فى المقام الأول إلا أنه بعد تولى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تغيرت السياسة الأمريكية تجاه الرئيس السورى بشار الأسد لاسيما أن ترامب أعلن فى أكثر من موقف أن بقاء الأسد أو رحيله لا يشكل عقبة أمام إنهاء النزاع فى سوريا، فضلاً عن أنه كان قد وصفه فى وقت سابق بأنه جزار فى مناسبة لاحقة، ويشار إلى أن ترامب مثلما هو معروف عنه أن تصرفاته غير محسوبة العواقب وقد تتبدل بين الحين والآخر، فلا يمكن الجزم بالسياسة النهائية التى ستتبنها الولايات المتحدة حال القضاء على داعش نهائيا. 

 

ترامب

 

ورغم كل هذه التعقيدات الدولية وأكثر منها على الساحة المحلية لايزال الشعب السورى يحلم بالخلاص من دوامة النزاع الحربى الدائرة على أراضيه والتى هدمت منازله، ودمرت حياته، وشردته فى ربوع الأرض ما بين لاجئ أو نازح، وليس لديهم مانع فى أن يحفظ أسماء أكثر من المشار إليها سابقاً إذا كان لديهم القدرة على حل أزمته!.

 

1294675-أطفال-سوريا-وسط-مبانى-المدينة-المدمرة
 

print