فى ملحمة جديدة من صفحات الفخر للشرطة المصرية ، التى تؤكد العقيدة التى تربى عليها رجال الشرطة وتقوم على بذل الجهد والعرق واجتياز المخاطر فى سبيل تقديم يد العون والمساعدة لأى مواطن وضعته الظروف فى موقف صعب، نجحت قوات الأمن فى إنقاذ 21 طالبا و4 مشرفين من مدرسة الحياة الدولية، بعد أن حاصرتهم السيول فى مكان ناءٍ وسط الجبال ويبعد عن أقرب نقطة من العمران حوالى 3 كيلو مترات، بعد أن خاض رجال الشرطة ملحمة بطولية لإنقاذ طلاب المدرسة ، وإعادة الابتسامة إلى وجوه أكثر من 25 أسرة أكلها القلق وأطار عقلها الخوف على فلذات أكبادهم .
القصة بدأت بخطأ فادح وكبير من إدارة مدرسة الحياة الدولية ، عندما أقدمت على تنظيم رحلة للطلبة لزيارة محمية وادى دجلة دون الحصول على التصاريح اللازمة، أو إبلاغ الجهات المختصة ، حتى يتم التدخل فى وقت الحاجة ، خاصة أن المحمية محل الرحلة تتواجد فى عمق 3 كيلو متر داخل الجبل ، كما أن المنطقة مركزا لمخرات السيول ، بالإضافة إلى أن إدارة المدرسة تجاهلت الالتفات إلى تحذيرات هيئة الأرصاد التى صدرت أمس وأكدت خلالها تعرض مناطق كثيرة فى البلاد إلى تقلبات مناخية حادة وسقوط أمطار غزيرة ، ولكن إدارة المدرسة لم تأخذ هذه التحذيرات فى اعتبارها وأصرت على قيام الرحلة دون أن تضع فى اعتبارها احتمال تعرض الطلبة لأى مخاطر .
ووصلت الرحلة بالطلبة إلى محمية وادى دجلة ، وأقيم المعسكر المنشود ، ولكن مع دخول مساء الثلاثاء ، لاح فى الأفق انقلاب كبير فى المناخ ، وأرعدت السماء وهطلت الأمطار الغزيرة ، ولم تشفع خيام الطلبة فى إنقاذهم من الأمطار العزيرة ، وبدأ الرعب والفزع على وجوه الطلبة ، بعد أن حاصرتهم المياه ، وتقطعت بهم سبل الخروج من المحمية ، حيث بدأت السيول فى التدفق ، فيما انتاب الخوف والقلق أهالى الطلبة بعد أن شاهدوا قسوة الرعد وغزارة الأمطار، فبادروا بالاتصال بالجهات الأمنية لإنقاذ فلذات أكبادهم من موت محقق إذا لم يتم الإسراع بإخراجهم من المنطقة الخطرة المتواجدين بها.
الجهات الأمنية تعاملت مع بلاغ أولياء الأمور بمنتهى الجدية والحسم ،ودفعت بعدد من رجال الشرطة والحماية المدنية لإنقاذ الطلبة ، ومع وجود السيول التى أغرقت المنطقة ، والأمطار الغزيرة ، تعذر الوصول إلى المعسكر بالمحمية ، فلجأ رجال الشرطة إلى أشخاص من " البدو " لهم دراية كبيرة بمدقات وطرق الجبال ، ليستطيعوا إرشادهم إلى الطريق للوصول إلى المحمية وإنقاذ الطلبة ، وهو ما تم بالفعل ، ووصل رجال الأمن إلى معسكر الطلبة ، ونجحوا فى إخراجهم من المحمية وسط سعادة وفرحة كبيرة من الطلبة ، وتوجيه الشكر لرجال الأمن على مابذلوه من جهد .
الجدير بالذكر هو حرص رجال الشرطة على الاتصال بذوى الطلبة بمجرد نجاحهم فى الوصول إلى المعسكر وإنقاذهم، من إجل بث الطمأنينة والسكينة فى قلوب أولياء الأمور الذين تفطرت قلوبهم جزعا على أبنائهم، فى لفتة إنسانية كتنت محل تقدير وشكر وامتنان من أولياء أمور الطلبة لرجال الشرطة .