الجمعة، 22 نوفمبر 2024 09:22 م

تويتات نارية غيرت شكل ملفات دولية آخرها مصير الاتفاق النووى الإيرانى.. وقبلها قرار توجيه الضربة الصاروخية لسوريا.. والعالم مازال فى انتظار كل ما هو جديد من حساب الرئيس الأمريكى

عصفور ترامب "مش هيبطل تغريد"

عصفور ترامب "مش هيبطل تغريد" عصفور ترامب "مش هيبطل تغريد"
الخميس، 10 مايو 2018 08:00 ص
كتب محمد سالمان

يطبق الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مفهوم عصر التكنولوجيا بحذافيره، ويستغل وسائله المتعددة فى إدارة الأبيض والدليل الأبرز استعماله لحسابه الشخصى على موقع التدوينات القصيرة "تويتر" من أجل التعبير عن آرائه وتوصيل الرسائل المختلفة للعالم أجمع لاسيما أن وجهة نظره فى الإعلام ليست جيدة وذلك وفقًا لتصريحاته المتتالية.

 

"عصفور ترامب" بات مخيفا بالنسبة للكثيرين فإن تويتاته تخطت مرحلة الهجوم على الخصوم والمنتقدين له مثلما كان يفعل إبان فترة الانتخابات الرئاسية أو حتى بعد توليه الرئاسة بفترة قليلة لكن حالياً بات الجميع ينظر إلى أكونت الرئيس الأمريكى على تويتر بكثير من الترقب والاهتمام خصوصا أن ما يصدر عنه لم يعد مجرد أحاديث واهية يتعامل معاه البعض بسخرية بينما يتجاهل آخرون، إنما أصبح قرارات مصيرية متعلقة بضربات عسكرية أو إنهاء لاتفاق دولية!

 

 

تويتة الرحمة على الاتفاق النووى الإيرانى

 

التعاطى مع "الاتفاق النووى الايرانى" كقضية إقليمية هامة تشغل عدة أوساط السياسية والانسحاب الأمريكى منه، يعتبر نموذج يوضح كيفية تعامل ترامب مع القضايا الهامة وإدارتها عبر حسابه الشخصى على تويتر، وليست هذه المرة الأولى بكل تأكيد التى يُثير فيها الحاكم الأمريكى جدل واسعا بـ"تويتاته".

 

تفاصيل القصة تعود إلى تويتة مفاجأة للرئيس الأمريكى على حسابه على موقع التدوينات القصيرة كتب فيها :سأعلن قرارى حول استمرار التزام الولايات المتحدة بالاتفاق النووى الإيرانى أو عدمه غدًا، وذلك فى إشارة إلى يوم الأمس، ليترقب العالم بشغف للموقف النهائى لبلاد العم سام بعدما كان الجميع ينتظر المهلة التى  منحتها له الدول الغربية الحليفة لواشنطن بالتفكير فى عدم الانسحاب لكن ترامب لم ينتظر حتى نهاية المهلة وقرر حسم المسألة مبكرًا.

 

وفيما يبدو أن قرار الرئيس الأمريكى كان محسوما رغم كل المحاولات إثنائه عن قراره، خاصة أنه أعلن فى أوقات ومناسبات كثيرة سابقة أنه يرفض الاتفاق الذى أبرمه سلفه باراك أوباما، والسبب فى وجهة نظره أن السلوك الإيرانى عدوانى ويستحق العقاب.

 

وللعلم فإنه فى يوليو 2015 وقعت إدارة الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما الاتفاق النووى الإيرانى بمشاركة 6 دول هى "الصين وفرنسا وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وألمانيا"، ودخل حيز التنفيذ فى يناير 2016.

 

ترامب لم يصمت بعد حسم الموقف النهائى للاتفاق النووى وظل يغردا مهاجما وزير الخارجية الأسبق جون كيرى قائلاً :"الولايات المتحدة لا تحتاج إلى دبلوماسية الظل، التي يمكن أن يقودها جون كيري للتفاوض مع إيران حول برنامجها النووي"، مضيفا: "وزير الخارجية الأسبق كان من المشاركين فى صناعة الفوضى منذ البداية".

تويتة ترامب

 

ترامب لا يكف عن التغريد 

 

تويتة الرحمة على الاتفاق النووى الإيرانى واحدة من ضمن آلاف التويتات للرئيس الأمريكى والمتنوعة ما بين التهانى أو التعبير عن الآراء أو الهجوم على الخصوم أو إعلان القرارات الهامة، وهناك العديد من الأمثلة على ذلك إلا أن أبرزها بالنسبة للدول العربية و الشرق الأوسط عموما، التغريدات المتعلقة بسوريا وآخرها :"استعدى يا روسيا الصواريخ قادمة"، مضيفاً :"سنضرب سوريا بصواريخ جديدة وذكية وأن روسيا يجب أن لا تكون شريكا لمن يقتل شعبه بالغاز ويستمتع بذلك"، وجاء حديث الرئيس الأمريكى تعقيبا على الاتهامات للجيش السورى باستخدام السلاح الكيماوى فى مدينة دوما بالغوطة الشرقية.

 

ومن الحرب على سوريا إلى ملف مختلف تمامًا لكن الرئيس الأمريكى لا يترك صغيرة ولا كبيرة بدون الإشارة إليها فى تغريداته، وفى 28 أبريل الماضى كتب على حسابه محذرًا من التصويت لصالح ملف المغرب لاستضافة مونديال 2026، ومن التداعيات السياسية جراء الإقدام على تلك الخطوة خاصة أن الدول العربية هى المنافس الوحيد للملف الأمريكى المشترك مع كندا والمكسيك، وقال ترامب :"لقد قدمت الولايات المتحدة مشروعا قويا مع كندا والمكسيك بخصوص كأس العالم لعام 2026"، مضيفًا :"سيكون من العار أن تقوم الدول التي نساندها في جميع الظروف بمقاطعة الملف الأمريكى.. لماذا يتعين علينا مساندة هذه الدول عندما لا تدعمنا؟".

ترامب والمونديال

ربما تغريدات من نوعية الضربة العسكرية على سوريا وإنهاء الاتفاق النووى الإيرانى، وعدم التصويت لصالح المغرب، قد شغلت الشرق الأوسط لتعلقها بأمور تخصهم إلا أن المتابع لحساب الرئيس الأمريكى سيجد مئات من التغريدات الهامة المتعلقة بالشأن الأمريكى اليومى فى مختلف القضايا وأخرى موجهة إلى فئات محددة على سبيل المثال لا الحصر فإن سلسلة تويتاته المتعلقة بفرض تعريفات جمركية قدرها 25 % على واردات الصلب و10 % على الألومونيوم المستورد، أثارت جدل واسعا حول العالم خصوصا أن أمريكا تستورد الصلب من حوالى 110 دول حول العالم لكن تتركز 78% من واردات الصلب الأمريكية من 10 دول هى على الترتيب: كندا والبرازيل وأمريكا الجنوبية والمكسيك وروسيا وتركيا واليابان وتايوان وألمانيا والهند.

 

وفى ظل القرارات المشار إليها سابقًا لايزال العالم فى انتظار المزيد من قرارات الرئيس الأمريكى المثيرة للجدل والتويتات النارية التى ستغير كثير من ملامح الملفات الإقليمية والقضايا العالقة منذ سنوات لكن فى زمن ترامب كل شيء متوقع حدوثه فالخيل لا يجب أن يقف عن حدود معينة فى عالم العقارى الثرى.. وستكشف الأيام القادمة عن المزيد من الأحداث والقرارات والتويتات. 

 

 

print