بالرغم من الإغراءات والتسهيلات الكبيرة التى منحتها الدوحة لعدد كبير من دول العالم لحث مواطنيها للقيام بجولات سياحية على أراضيها كان على رأسها إعفاء 80 جنسية حول العالم من تأشيرة الدخول إليها، إلا أنه لم تشفع تلك الإجراءات فى تحسن أرقام السياحة الوافدة لقطر.
وتأتى خسائر القطاع السياحى فى قطر، نتيجة للمقاطعة العربية من جانب كل من مصر والسعودية والإمارات والبحرين، للدوحة لإصرار نظامها الحاكم على دعم وتمويل الجماعات المتطرفة والإرهابية فى المنطقة، حيث يواصل القطاع السياحى خسائره بمزيد من الأزمات المتصاعدة.
وحسب بيانات صادرة عن وزارة التخطيط والإحصاء القطرية، فأن السياحة الوافدة تراجعت بنسبة 38% فى الربع الأول لعام 2018، مقارنة مع الفترة نفسها من عام 2017، حيث تأثرت السياحة الوافدة إلى قطر بنحو حاد، بسبب تبعات مقاطعة الرباعى العربى للدوحة، منذ يونيو الماضى.
وقامت كل من مصر والسعودية والإمارات العربية والبحرين فى يونيو الماضى، بقطع العلاقات الدبلوماسية وخطوط النقل مع قطر بسبب دعم الدوحة للإرهاب.
وكان إجمالى عدد السياح من دول مجلس التعاون الخليجى، قد بلغ خلال الشهور الثلاثة الأولى من عام 2017 الماضى، حوالى 394 ألف سائح، بينما بلغ عدد السياح القادمين من الدول العربية الأخرى، نحو 31.3 ألف سائح، فيما بلغ عددهم فى الربع الأول من العام الماضى 65 ألف سائح.
وأوضحت الإحصاءات أن السياحة الوافدة إلى قطر قد تراجعت بنحو 231.35 ألف سائح، معظمهم من السياحة الخليجية والعربية.
وانسحب التراجع على السياحة العربية أيضا، بنسبة 54.7% خلال الشهر الماضى، مقارنة مع فبراير 2017، حيث بلغ عددهم 20.336 ألف سائح، مقارنة مع 43.322 ألف سائح فى الفترة المقابلة.
وفى السياق نفسه، كان قد كشف التقرير السنوى لمنظمة السياحة العالمية الخاص بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن إغلاق المجال الجوى بين قطر والبلدان المجاورة كان له تأثير سلبى على حركة الطيران فى المنطقة، لاسيما الخطوط الجوية القطرية، لافتا إلى أن الحركة السياحية تراجعت فى قطر بأكثر من 20% خلال عام 2017 وفى العام الحالى أيضا.
وأوضحت المنظمة العالمية، أن الاستقرار السياسى وتعزيز التدابير الأمنية وتنويع السوق والمنتجات وسياسات تسهيل تأشيرات الدخول، وكذلك رفع القيود المفروضة على السفر ونمو القدرات فى قطاع المرافق الإقامة هى بعض العوامل الرئيسية التى ساعدت السياحة فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على العودة فى النمو الإيجابى فى عام 2017، وسيكون لها تأثيرًا على استمرار تحسن الأداء السياحى فى العام الجارى وما بعده.