وعلى مدار العام الماضى من عمر الأزمة القطرية العربية والتى شارفت إتمام عامها الأول فى 5 يونيو المقبل مارس النظام القطرى أساليب القمع والتنكيل بأبناء قبائلها التى رفضت العبث القطرى مع جيران قطر، وها هو النظام يحرم أبناء القبائل من العيش فى وطنهم مع أسرهم، بعد أن زج بهم فى السجون وسحب منهم الجنسية ونهب أموالهم عبر تجميد حساباتهم البنكية.
جرائم النظام القطرى بحق القبائل
ورصدت تقارير خليجية الجرائم التى مارسها النظام القطرى ضد قبائله التى فاض بها الكيل ورفعت له الكارت الأحمر خلال تجمعاتها المختلفة، ففى أكتوبر العام الماضى سحبت الدوحة الجنسية من شاعر المليون، محمد بن فطيس المري، بحجة مساندته السعودية على حساب الحكومة القطرية، وفى الشهر نفسه، قامت السلطات القطرية بسحب جنسية شيخ قبيلة بني هاجر، الشيخ شافى بن ناصر بن حمود آل شافي الهاجرى، بعد استنكاره سياستها في التعامل مع دول مجلس التعاون الخليجى، كما استبعدت كل أبناء قبيلة قحطان وبنى هاجر من المواقع العسكرية والأمنية الحساسة، وعيّنت آخرين بدلاً منهم.
والشيخ سلطان بن سحيم هو الابن الثامن للشيخ سحيم بن حمد بن عبدالله آل ثانى، أول وزير خارجية لدولة قطر، عندما أعرب عن نيته فى قيادة حركة تصحيح أمام النظام القطرى، فما كان من النظام إلا أن قمع قبيلته، واقتحم قصره وصادر أمواله، وبعثر محتويات الغرفة الخاصة للشيخة منى الدوسرى أرملة الشيخ سحيم ووالدة الشيخ سلطان، كما جمدت كل حسابات الشيخ سلطان واستولت على أختامه وصكوكه وتعاقداته التجارية.
وفى سبتمبر العام الماضى سحب النظام القطرى الجنسية من شيوخ قبائل "آل مرة" المعارضة لسياساته، وسحب جنسية نحو 50 من أفراد أسرتهم، وصادر النظام أموالهم، عقابا لهم بعد اجتماع أقامه شيوخ القبائل فى يونيو العام نفسه، برفقة عدد من أعيان قبيلة آل مرة القطرية، مع ولى العهد السعودى، الأمير محمد بن سلمان، وجرى خلاله الحديث عن الأزمة الخليجية.
ولم يقف القمع عند هذا الحد، بل استولى النظام القطرى على أموال القبائل القطرية، ومن بين كبار الشخصيات بالقبائل القطرية التى تعرضت لقمع النظام، الشيخ القطرى عبدالله بن على آل ثانى، والذى قامت السلطات بنهب أمواله عبر تجميد حساباته فى بنوكها منتصف أكتوبر العام الماضى، وذلك بعد أن نجحت وساطته مع السعودية لإيفاد الحجيج القطريين، وسطع نجمه ولقب ببديل تميم وارتفعت شعبيته، حيث عمل النظام على استهدافه.
وقد حالف الحظ قبيلة "آل غفران" القطرية إلى طرح مأساتها أمام المنظمات الدولية فى "جنيف" مارس الماضى، حيث تم إسقاط الجنسية عن أبنائها وتهم تهجير أبنائها قسريا ومصادرة أموالهم، ونظم عددا من أبناء القبيلة مؤتمرات ووقفات احتجاجية، للفت أنظار المجتمع الدولى إلى قضيتهم.
وبحسب تقارير فقد تعرض 6 آلاف شخص من أبناء هذه القبيلة لإنتهاكات مستمرة منذ أكثر من 20 عاما، من قبيل التهجير القسرى ومصادرة الأموال، و إسقاط جنسياتهم دون وجه حق.