السبت، 23 نوفمبر 2024 12:16 ص

بعد انتخاب أردوغان رئيسا لتركيا.. مراقبون يحذرون من عبث الديكتاتور العثمانى وجيشه شمال العراق.. دعم تيار الإسلام السياسى وتنفيذ مشروعات السدود أبرز مخططات "خليفة الدواعش" ضد أهل الشام

انتخاب أردوغان يرسخ للأزمات بين بغداد وأنقرة

انتخاب أردوغان يرسخ للأزمات بين بغداد وأنقرة انتخاب أردوغان يرسخ للأزمات بين بغداد وأنقرة
الثلاثاء، 26 يونيو 2018 04:00 ص
كتب أحمد جمعة

يترقب الشارع العراقى التحركات التى سيقوم بها الرئيس التركى رجب طيب أردوغان ضد بلاد الشام عقب فوزه فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وتتخوف الاوساط السياسية العراقية من رؤية الرئيس التركى فى التعاطى مع الأزمات التى تعصف بالدولة العراقية بسبب السياسة التركية.

 

 

وتسببت التدخلات التركية فى الشأن العراقى فى تعقيد المشهد السياسى بين القوى العراقية المختلفة بسبب أجندة الرئيس التركى الذى يعمل على التدخل فى شئون دول الجوار التركى بشكل يستفز شعوب تلك الدول، ولعل التدخل العسكرى التركى شمال العراق أحد أبرز القضايا التى تغضب الشارع العراقى، ورفض العراقيين لاستخدام ورقة حزب العمال الكردستانى للتدخل فى شئون الدولة العراقية.

 

ويسعى الرئيس التركى رجب طيب أردوغان لترسيخ وجود القوات التركية فى شمال العراق بذريعة ملاحقة جماعات إرهابية شمال العراق، وهو النهج الذى ترفضه الحكومة الاتحادية فى بغداد التى تسعى إلى تعزيز سيادة العراق على أراضيه ومنع التدخلات الأجنبية فى الشأن العراقى.

 

ويقود الرئيس التركى رجب طيب أردوغان تحركات خطيرة ضد الأمن القومى العراقى ببناء عدد ضخم من السدود التى تحجز المياه خلفها، ما أدى لجفاف نهر دجلة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وهو ما يدفع بالعراق إلى أزمة شح مياه حقيقية ستدفع بالبلاد نحو أزمة  كبيرة فى كافة القطاعات، وهو ما حذرت منه الحكومة العراقية برئاسة الدكتور حيدر العبادى.

 

ويتخوف العراق من أخطر أزمة فى تاريخه الحديث والتى تتمثل فى شح المياه التى ستؤدى لتضرر آلاف الأفدنة من المزروعات وتصحر عدد كبير من الأراضى الزراعية، بسبب السدود التركية التى بنتها أنقرة مؤخرا وخاصة "سد أليسو"، ما دفع الحكومة العراقية التحرك بشكل عاجل لبحث إيجاد حل للأزمة الخطيرة التى تهدد أمن البلاد المائى.

 

وأكد مراقبون أن أكثر المدن التى ستتضرر من كارثة الجفاف المتوقعة هى بغداد والناصرية وميسان والنجف وكربلاء والمثنى وحتى جنوب البصرة، متوقعين انخفاض كمية المياه المتدفقة إلى نهر دجلة عند الحدود التركية إلى 9.7 مليارات متر مكعب سنويا.

 

ويستخدم الرئيس التركى رجب طيب أردوغان ورقة المياه لابتزاز العراق وشعبه والعمل على بناء السدود للدفع نحو سياسة النفط مقابل المياه، وهو التهديد الخطير الذى تخشاه الأوساط السياسية العراقية التى تدعو إلى ضرورة مواجهة استراتيجية رجب طيب أردوغان التى تهدف إلى تهديد أمن واستقرار وسيادة الدولة العراقية.

 

فيما تعد التدخلات السياسية التى يقوم بها الرئيس التركى رجب طيب أردوغان أحد أبرز الملفات الساخنة بين أنقرة وبغداد، وذلك بسبب الدعم الأعمى من قبل الرئيس التركى لتيار الإسلام السياسى فى العراق وخاصة جماعة الإخوان فى ليبيا، وقد احتضنت تركيا عدة لقاءات بين قادة لجماعة الاخوان وممثلين عن القوى السنية فى اسطنبول، وذلك لبحث تعزيز نفوذ جماعة الاخوان فى العراق وتيار الإسلام السياسى فى البلاد.

 

ويلعب الرئيس التركى على وتر الطائفية والصراعات الحزبية بين القوى الشيعية والسنية لايجاد موطىء قدم لتركيا فى المشهد السياسى الراهن فى العراق، والدفع نحو تعزيز نفوذ حلفاء أردوغان وترسيخ وجودهم بشكل أكبر فى العملية السياسية وفى الحكومة العراقية الجديدة التى من المقرر أن يتم تشكيلها خلال الأسابيع القليلة المقبلة.


print