بدأت إيران فى إظهار ما فى جعبتها من إجراءات لمواجهة العقوبات الأمريكية التى سوف يتم تطبيقها شهر أغسطس المقبل بعد إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب انسحابه من اتفاق نووى أبرمته إيران فى 2015 مع القوى الكبرى، وقد تؤدى إلى شلل تام فى المعاملات التجارية الايرانية، لذا قررت إيران اقصاء الدولار الأمريكى مع بعض الدول لإنجاز المعاملات التجارية معها بالعملات المحلية.
وبالتوازى مع دعوة الرئيس الإيرانى حسن روحانى شركاء الاتفاق الأوروبيين الموقعين على الاتفاق (فرنسا بريطانيا روسيا الصين) على اتخاذ إجراءات عملية خلال جدول زمنى واضح من أجل إنقاذ الاتفاق النووى، واجتماع فيينا يوم الجمعة الماضية لطرح حزمة اقتراحات أوروبية على طهران تمنحها مقومات البقاء فى من الاتفاق، أعلن محافظ البنك المركزى الإيرانى، ولي الله سيف التخلى عن الدولار، قائلا: "أبرمنا اتفاقات نقدية مع العراق وروسيا وأذربيجان للتعامل بالعملات الوطنية وإقصاء الدولار عن التجارة المتبادلة".
وأفاد المسؤول الإيرانى، في تصريح نقلته وكالة أنباء فارس الإيرانية، بأن المركزى الإيرانى على دراية بالاتفاق النقدى الثنائى متعدد الأطراف، وأن هذا النوع من الاتفاق عقد من قبل مع دول عدة. وأكد محافظ البنك المركزى الإيرانى تفعيل الاتفاق النقدى بين إيران وتركيا للتعامل بالريال والليرة، وفتح عدة اعتمادات مصرفية فى هذا الإطار.
حرب اقتصادية أمريكية ضد إيران
من جانبه اعتبر مساعد رئيس المنظمة العقائدية والسياسية في الجيش الايرانى العميد محمد اكرمى نيا، بأن بلاده تمر بمرحلة حساسة، لافتا إلى أن أمريكا تشن حربا اقتصادية واسعة ضد إيران، وخلال كلمته اليوم الأحد، قال إكرمى نيا، "لعدو يركز جهوده اليوم على الحرب الاقتصادية ضدنا". مشيرا إلى تصريح للمرشد الإيرانى قال فيه أن أمريكا أسست غرفة حرب فى وزارة خزانتها ضد إيران.
وأكد المسئول الإيرانى على ما أسماه مؤامرات أمريكا قائلا: "نهج واشنطن فى هذه المرحلة هو فرض الضغوط الاقتصادية مع شن الحرب النفسية للإيحاء بضخامة تأثير العقوبات"، مضيفا "يسعون لاثارة الاحتجاجات والاضطرابات فى الشوارع لإرغام المسئولين الإيرانيين للجوء إلى المفاوضات مع أمريكا.
بنك الاستثمار الأوروبى ينفى دعم مشروعات فى إيران
وبينما رجح البعض أن يكون العرض الذى قدمته أوروبا يتضمن ضخ استثمارات فى السوق الإيرانية، مع العلم أن المقترحات لم يفصح عنها المسئولين الإيرانيين فى وسائل الإعلام، قال مسئولون بالاتحاد الأوروبى، بأن حيلة بروكسل فيما يتعلق باستخدام تمويل من بنك الاستثمار الأوروبى لدعم الاتفاق النووى الإيرانى هو أمر "رمزى تماما"، وذلك وسط مخاوف من أن تؤدى العقوبات الأمريكية على طهران إلى تخلف الصندوق متعدد الأطراف عن تقديم التمويل اللازم لدعم المشروعات فى إيران.
ولجأت المفوضية الأوروبية إلى الاستعانة بدعم صندوق الاستثمار الأوروبى لاستثمارات الاتحاد فى إيران، كوسيلة لإبقاء طهران ملتزمة بالاتفاق النووى بعد انسحاب واشنطن وإعادة العقوبات الأمريكية.
ونقل الموقع الإلكترونى لصحيفة "ذا تليجراف" البريطانية، عن بنك الاستثمار الأوروبى - وهو صندوق مستقل - أن البنك "لا يمكنه دعم مشروعات فى إيران تحت الظروف الجارية"، فيما أشارت الصحيفة إلى أن العقوبات الأمريكية المحتملة على الأطراف التى سترتبط بعلاقات تجارية أو تمويلية مع طهران قد تقصى البنك من أسواق الدولار.
الأمر الذى أيده متحدث باسم بنك الاستثمار أن البنك الذى قال إن البنك ليس ملزما بالاستثمار فعليا فى المشروعات داخل إيران، حتى إذا غيّرت المفوضية الأوروبية القوانين الحاكمة للبنك كما أعلنت مؤخرا لتقليل مخاطر الاستثمار فى البلد الآسيوى، وهو ما أكده أيضا متحدث باسم المفوضية، مُقرا بأن التحرك الأوروبى الأخير كان "رمزيا"، لكنه سيسمح بتقليل مخاطر الاستثمار حال تخفيف التصعيد فى الخلاف الأمريكى - الأوروبى بشأن الاتفاق النووى والعقوبات على إيران.