بات الاقتصاد التركى على بعد خطوات قليلة من دخول مرحلة الخطر والانهيار التام، بعد الحرب الكلامية التي نشبت بين الديكتاتور التركى رجب طيب أردوغان، ومسئولى البنك المركزى، عقب رفع معدلات الفائدة فى البنوك من 17.75% إلى 24% يوم الخميس الماضى.
وعلق أردوغان على القرار، الذى أصدره البنك المركزى التركى، قائلًا: "أنا أصبر عليكم حتى الآن، ولكن صبرى أوشك على النفاد"، مضيفا: "لقد أصدر البنك المركزى قرارًا برفع معدلات الفائدة.. إنه يطالب بالاستقلالية، تفضل ها هى الاستقلالية! والآن سنرى ما هى نتيجة الاستقلالية!".
ورفع البنك المركزى التركى، معدلات الفائدة فى البنوك في محاولة للسيطرة على سعر صرف الدولار الأمريكى المرتفع بشكل جنونى أمام الليرة التركية.
ويأتي ذلك بالتزامن مع إعلان الديكتاتور التركى اليوم السبت، تعليق كافة المشروعات المخططة والتى لم يتم البدء فيها حتى الآن، بسبب الأزمة الاقتصادية التى تمر بها البلاد.
وقال أردوغان خلال كلمته فى اجتماع الجمعية العمومية فى دورتها رقم 20 لاتحاد التجار والحرفيين: "نحن ننهى المشروعات المستمرة، ولكننا لن نبدأ فى المشروعات التى لم تبدأ بعد، فى الوقت الحالى نحن نضعهم جانبًا، فالوضع الراهن يتطلب ذلك".
وتأتى تصريحات أردوغان، أيضا، بالتزامن مع انهيار الليرة التركية بقيمة 43% منذ مطلع العام الجاري.
وعلق رئيس حزب الشعب الجمهورى المعارض كمال كيليتشدار أوغلو فى تصريحات له أمس الجمعة على الأزمة الاقتصادية التى تواجه تركيا، مؤكدًا أن أبعاد الأزمة أكبر مما تبدو عليه.
وقال زعيم المعارضة التركية، وفقا لصحيفة "زمان" التركية: "يجب على أولئك الذين يحكمون البلاد أن يكونوا حذرين، وأن يكونوا منفتحين على الانتقاد، وأن يقوموا بوظائفهم بطريقة شفافة، والتأكد من أن الهيئات الحكومية تعمل بشكل صحيح".
ورفع البنك المركزى التركى أسعار الفائدة مؤخرًا إلى 24 نقطة فى محاولة لإنقاذ البلاد من أزمتها الاقتصادية، وتدهور العملة المحلية، مما أدى إلى انخفاض الدولار من 6.41 إلى 6.3 أمام الليرة، لكن الدولار بدأ يرتفع مجددًا صباح اليوم السبت حيث وصل إلى 6.17 أمام الليرة.
وأثارت تصريحات أردوغان انتقادات شديدة بين رواد الإعلام الاجتماعى، حيث وجهوا له دعوة بأسلوب ساخر بتعيين نفسه رئيسًا للبنك المركزى أيضًا، بعد أن نصب نفسه رئيسًا للصندوق السيادى وصهره وزير المالية برات البيراق نائبًا لنفسه.
وكان أردوغان قد دعا المواطنين إلى تحويل مدخراتهم من العملات الأجنبية إلى الليرة التركية، وهى الدعوات التي واجهت رفضا تاما من جانب المواطنين الأتراك، حسب وسائل الإعلام التركية المعارضة.
ويشار إلى أن أردوغان وصف فى كلمته خلال اجتماع رؤساء البلديات لحزب العدالة والتنمية فى العاصمة أنقرة، الانهيار غير المسبوق لليرة التركية أمام العملات الأجنبية وفقدها نحو 40% من قيمتها منذ مطلع العام الجاري، بأنه "هجوم اقتصادى"، على حد وصفه.