زيارة لألمانيا واستقبال بارد
مظاهرات معارضة لزيارة اردوغان لألمانيا
بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" وصل الرئيس التركى لبرلين يوم الخميس فى زيارة لمدة 3 أيام وحضر مأدبة غداء مع ميركل وغير لهجته فى الحديث تماما مؤكدة على علاقات الصداقة بين تركيا وألمانيا وداعيا لطى صفحة الخلاف.
تصريحات أردوغان لا تمسح الخلافات فبحسب تقرير BBC فإن ألمانيا تستقبل أردوغان ببرود بسبب تصريحاته العالم الماضى والتى اتهم فيها الحكومة الألمانية بالنازية ودعم الإرهاب والتجسس ووصل الأمر لاحتجاز مواطنين ألمان فى تركيا وكأنهم رهائن للضغط على الحكومة الألمانية.. الشارع الألمانى لا ينسى هذا.. ففى الأسبوع الماضى كانت هناك مظاهرات فى شوارع برلين تعارض استقبال أردوغان بسبب تصريحاته المسيئة لألمانيا.
وحتى بيان داير ساراى المتحدث الخاص بالشئون الخارجية فى حزب الديموقراطيين الأحرار الألمانى رفض حضور مأدبة أردوغان ولم يكن وحده حيث انضم له عدد من النواب الألمان قائلين إنهم لن يتناولوا الطعام مع أردوغان وهناك مواطنين ألمان فى السجون التركية.
لكن الضغوط السياسية والاقتصادية هى ما جعلت الديكتاتور التركى يتراجع لحجمه الطبيعى ويبدأ البحث عن إصلاح العلاقات مع برلين التى يعيش فيها 3 ملايين نسمة من أصول تركية.. والسبب فى ذلك الاقتصاد التركى وأيضا العقوبات الأمريكية.
الليرة الضعيفة
الليرة التركية
لا يخفى على أحد انهيار الليرة التركية لمستويات قياسية حيث فقدت نحو 40% من قيمتها هذا العام ووصل الأمر إلى درجة إعلان وزارة الخزانة التركية مناقصات سندات لاستدانة 2 مليار و395 مليون ليرة، بينما الاتحاد الأوروبى - بقيادة ألمانيا- أعلن عن إلغاء مساعدات لأنقرة بقيمة 70 مليون يورو.
وليزداد الأمر سوء ذكرت وكالة "رويترز" أن شركات تجارية صينية كبرى مثل موقع "على بابا" تبحث عن شراء عقارات وممتلكات داخل تركيا بسبب أسعارها الرخيصة الأن نتيجة انهيار الليرة مما يجعل الاستحواذ على شركات تركية أمر سهل الأن.. والقطاع الخاص التركى مدين بالفعل بأكثر من 200 مليار دولار لشركات وبنوك أجنبية فى غالبيتها.
ترامب والعقوبات الأمريكية
ترامب واردوغان
السبب الثانى لتغير النغمة التركية هو الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والعقوبات الأمريكية على تركيا، حيث كان الرئيس التركى صرح قبل أيام بحسب صحيفة "ديلى صباح" التركية بأن العلاقات الأمريكية التركية يمكن أن تعود لسابق عهدها، وأثنى على دور أمريكا فى الحرب السورية.. لكنه عندما لم يجد الرد الذى كان يبحث عنه من أمريكا تغيرت لهجة أردوغان مرة أخرى وقال أمس إن "أمريكا لم تلتزم ببنود اتفاق منبج والذى يفترض تم توقيعه فى يونيو الماضى ليكون وسيلة تهدئة ومنع الاشتباك بين حلفاء أمريكا الأكراد وحلفاء أنقرة من الجيش الحر فى شمال سوريا، وعلى حد قول أردوغان فإن القوات الأمريكية لم تنسحب من المنطقة كما أراد.
الأكثر من هذا مازالت العقوبات الأمريكية على المسئولين الأتراك فعالة لحين الإفراج عن القس الأمريكى السجين، وهذه العقوبات تضعف الثقة فى الاقتصاد التركى أكثر.