وفى حلقة جديدة من وساطات الدوحة المشبوهة، سلطت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية الضوء على تفاصيل الدور القطرى فى التواصل بين واشنطن وحركة طالبان الإرهابية، التى تتمتع بتمثيلاً رسمياً داخل الأراضى القطرية، ويجرى قياداتها لقاءات رسمية ومشاورات مع مسئولين قطريين من آن إلى آخر.
وقالت الصحيفة فى تقريرها المنشور الثلاثاء إن أعضاءً بارزين فى حركة طالبان والذين احتجزتهم الولايات المتحدة من قبل فى معتقل جوانتنامو، انضموا إلى المكتب السياسى للحركة فى دولة قطر، بحسب ما ذكرت مصادر من داخل طالبان، ما اعتبرته الصحيفة تطورا مهما فى محادثات السلام التى تجرى فى الوقت الراهن بين الجماعة المسلحة وواشنطن.
وتأتى الخطوة بعد انعقاد جولتين من المحادثات بين طالبان ومسئولين أمريكيين فى قطر فى يوليو وأكتوبر. ورجحت الصحيفة أن تحرير مقاتلى طالبان الخمسة وإدخالهم فى العملية السياسية يمثل على ما يبدوا تنازلا كبيرة من الجانب الأمريكى، وقد كان هذا مطلبا مستمرا لطالبان عارضه فى السابق البيت الأبيض.
ولفتت "وول ستريت جورنال" إلى أنه لم يتضح ما إذا كانت إدارة ترامب قد وافقت على الخطوة أو على علم بها. وأوضحت أن أربعة من الرجال الخمسة من الأعضاء رفيعى المستوى فى طالبان، وفكرة انضمامهم إلى الممثلين السياسيين للحركة فى الدوحة تدعم بقاء المكتب الذى يمكن أن يساعد على إجراء ما قالت إنه حوار سياسى أكثر جدية مع واشنطن.
مشاهد من افتتاح مكتب طالبان فى قطر قبل سنوات
ومن بين هؤلاء الرجال الرئيس السابق لجيش طالبان محمد فضل. وباعتباره مسئول عسكرى رفيع المستوى، تقول الصحيفة إنه يمكن أن يساعد فى حمل الجانب العسكرى المهيمن فى الحركة فى عملية السلام، كما يقول محللون. ولم يتضح إلى أى حد يدعم قادة طالبان العسكريين حوار السلام.
وكان هؤلاء الرجال الخمسة قد أطلق سراحهم من معتقل جوانتانامو فى عام 2014 من قبل الولايات المتحدة مقابل جندى أمريكى احتجزته الحركة المسلحة فى أفغانستان وتمم إرسالهم إلى قطر. لكن حتى الآن، ظلوا يعيشون تحت حراسة فى منازلهم فى البلد الخليجى ولم يسمح لهم بالسفر أو عقد اجتماعات سياسية.
وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد إنه فى حفل افتتاح أقيم أمس الاثنين بالمجمع الذى تتواجد به مقرات مكتب الممثلين السياسيين لطالبان ومساكنهم، انضم الرجال الخمسة إلى مكتب قطر وتم تعيينهم كأعضاء للمكتب السياسى للحركة فى الدوحة، مضيفا أن إعادة تنشيط هؤلاء الرجال سيكون له تأثير كبير.
وتوضح "وول ستريت" أن إدارة ترامب ظلت حتى الأسبوع الماضى تنأى بنفسها عن سياسات إدارة أوباما فى أفغانستان وعارضت أى محادثات أو اعتراف سياسى أو دبلوماسى برجال طالبان الخمس.
أما قطر من جانبها، فقد حثت الولايات المتحدة لسنوات على دمجهم فى اللجنة "المكتب السياسى" سواء رسميا أو كمراقبين على أساس ان هذا سيساعد جهود السلام.
وبناء على دعوة من إدارة أوباما والأمم المتحدة، تم افتتاح مكتب سياسى لطالبان فى قطر فى 2013 لكن سرعان من تم إغلاقه بعدما رفعت طالبان علمها فوق المبنى الذى يوجد فيه المكتب، مما أثار شكاوى من الحكومة الأفغانية. وظل يعمل منذ هذا الوقت لكن على أساس غير رسمى.
وقالت مصادر فى طالبان إن الحركة كانت تطلب إجراءات لبناء الثقة من الطرف الأمريكى. وفى الأيام الأخيرة أطلق سراح النائب السابق لرئيس طالبان عبد الغنى بارادر من السجن فى باكستان. ولم تؤكد الولايات المتحدة ما إذا كان هذا نتيجة محادثات تجرى فى الدوحة.