أكدت دراسة للمركز المصري للفكر والدراسات أن القيادة السياسية انتهجت منذ عام 2014 مجموعة من التطبيقات السياسية التي استهدفت معالجة الخلل الذي واجه تمكين الشباب قبل ذلك، كما ستطرح مجموعة من التحديات المطلوب أخذها في الاعتبار، على طاولة الحوار الوطني والعمل على حلها، من أجل الاستغلال الأمثل لطاقات الشباب وبما يحقق الاستفادة القصوى من جهود الدولة في هذا الشأن.
وذكرت أن الشباب عانى قبل يناير 2011 من جملة من الأزمات تلخصت في ظاهرة التهميش على المستوى السياسي، إذ لم يتمكن الشباب من الانخراط في الحياة السياسية والتعبير عن آرائهم والوصول إلى المناصب التنفيذية؛ أو على المستوى الاقتصادي، ما دفع الدولة لاتخاذ سياسات لتعزيز مفهوم تنمية وتمكين الشباب بعد عام 2014.
وكان أولها يتمثل في البرامج التدريبية:
(أ)- البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة:
بدأت فكرة البرنامج بالإعلان عن مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية “للبرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة” في سبتمبر عام 2015، بهدف إنشاء قاعدة قوية وغنية من الكفاءات الشبابية كي تكون مؤهلة للعمل السياسي، والإداري، والمجتمعي بالدولة، من خلال اطلاعها على أحدث نظريات الإدارة والتخطيط العلمي والعملي، وزيادة قدرتها على تطبيق الأساليب الحديثة لمواجهة المشكلات التي تحيط بالدولة المصرية.
وتم إنشاء “الأكاديمية الوطنية للتدريب”، لتكون الشكل المؤسسي لبرامج تدريب وتأهيل الشباب، وهي ثاني آليات تمكين الشباب والتي تهدف إلى تحقيق متطلبات التنمية البشرية للكوادر الشبابية بجميع قطاعات الدولة، والارتقاء بقدراتهم ومهاراتهم.
وجاء إنشاؤها كأحد توجيهات المؤتمر الوطني الأول للشباب بشرم الشيخ، وتعد المشروع القومي لبناء الإنسان، فعلى مدار السنوات الماضية، تخرج فيها ثلاث دفعات من البرنامج الرئاسي، ضمت 1500 شاب وفتاة في الفئة العمرية بين 20و30 عامًا.
(ب)- المشروع القومي لتأهيل الشباب للمحليات والمشاركة السياسية:
يستهدف العمل على دعم الكوادر الشبابية المصرية، من أجل الانضمام بالمجلس المحلي المصري، بالإضافة إلى رفع الوعي الفكري سواء كان الثقافي أو السياسي لديهم، فضلًا عن تأهيلهم لفهم الشارع المصري والعمل على حل التحديات التي تواجه المواطن المصري، وكذلك العمل على التقائهم مع أصحاب الفكر والرؤى والرموز السياسية البارزة، من أجل التعلم واكتساب الخبرات وذلك من خلال الحوار البناء والمناقشات الثرية، حيث يشمل البرنامج لقاءات حوارية مفتوحة مع شخصيات سياسية بارزة.
وتم تدشين المبادرة بمشاركة بين وزارتي الشباب والرياضة (كمشرف عام على المشروع)، ووزارة التنمية المحلية (كشريك أساسي بالمشروع).
(ج)- مبادرة شباب من أجل التنمية:
برنامج يسعى إلى توفير مجالات مختلفة للحوار مع الشباب، لتحقيق مبدأ الاتصال السياسي المباشر مع الشباب، وتم إطلاق المبادرة من وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية بالشراكة مع المجلس الأعلى للجامعات. ويهدف البرنامج إلى رفع مستوى الوعي الشبابي بأهداف التنمية المستدامة، من خلال التدريب على تقديم مشروعات تنموية مبتكرة تحل قضايا قومية ومحلية. ويعد الهدف الاستراتيجي من جراء هذه المبادرة هو إعداد جيل شبابي قادر على قيادة العمل العام.