فيما يبدو أنه استعراض قوى يهدف لتحقيق هدف مزدوج، أعلن رئيس وزراء الهند ناريندرا مودى، فى كلمة بثها للشعب على التليفزيون، إن نيودلهى أسقطت قمرا صناعيا فى الفضاء، اليوم الأربعاء، بصاروخ مضاد للأقمار الصناعية وأشاد بالاختبار باعتباره انطلاقة كبيرة فى برنامج الفضاء.
وقال مودى فى كلمته التى تأتى قبل انطلاق الانتخابات العامة بأيام، إن الهند ستكون رابع دولة فقط فى العالم تستخدم هذه الصواريخ المضادة للأقمار الصناعية بعد الولايات المتحدة وروسيا والصين. وأضاف مودى "الهند حققت إنجازا غير مسبوق اليوم... الهند سجلت اسمها كقوة فضائية".
وعلقت الإذاعة الألمانية "دويتشه فيله" على إعلان الهند إسقاط قمرا صناعيا فى الفضاء، مشيرة إلى أن مثل هذه القدرات تثير مخاوف من سباق تسليح فضائى فى وقت تتنامى فيه التوترات بين نيوديلهى وإسلام أباد.
وقالت إن على الرغم من أن مودى قال إن الاختبار لم يكن يستهدف أى بلد، لكن الإعلان من شأنه أن يشعل التوترات القائمة بالفعل مع باكستان، ذلك قبيل أيام فقط من انتخابات حاسمة فى الهند، فى اقتراع يستمر لأسابيع. ويواجه حزب مودى، بهاراتيا جاناتا تحديا من حزب المؤتمر لزعيم المعارضة راهول غاندى. وحقق الزعيم القومى انتصارا ساحقا على حزب المؤتمر فى الانتخابات العامة الأخيرة عام 2014.
وتصاعد التوتر بين الهند وباكستان فى الأشهر الأخيرة، بعد هجوم مسلح أسفر عن مقتل 40 من رجال الشرطة فى منطقة كشمير التى تسيطر عليها الهند، فى فبراير الماضى. ونفت إسلام اباد أن تكون وراء الهجوم لكن الهند ردت بضربة جوية عبر الحدود ضد ما وصفته بأنه معسكر تدريب للمتشددين.
وردت باكستان بإطلاق النار بضرباتها الجوية وبإسقاط طائرة هندية فوق كشمير، حيث تم أسر الطيار والإفراج عنه فى وقت لاحق. ومنذ ذلك الحين، عرض رئيس وزراء باكستان، عمران خان، التحدث مع مودى حول هذه القضية. ومع ذلك، اتهمت باكستان الزعيم اليمينى الهندوسى بالاستفادة من التوترات لتحقيق مكاسب سياسية.
وقال محللون إن الخطاب يتماشى مع رسالة حملة مودى حتى الآن، والتى قدم فيها أهداف طموحة للهند. ونقل عن مودى قوله "أحلم بوجود الهند التى يمكن أن تفكر فى خطوتين إلى الأمام. أحلم بوجود الهند التى تعتمد بالكامل على الذات بكل طريقة ممكنة".
وتمتلك الهند برنامج فضائى منذ سنوات، لاستخدام الأقمار الصناعية فى تصوير الأرض وقدرات الإطلاق، كبديل أرخص للبرامج الغربية. وقال براهما تشيلانى، خبير أمنى لدى مركز أبحاث السياسة فى نيودلهى، فى تصريحات لرويترز، إن الولايات المتحدة وروسيا والصين تتطور أسلحة مضادة للأقمار الصناعية.
وأشار إلى أنه "يتم تحويل الفضاء إلى أرض معركة، مما يجعل قدرات المكافحة فى الفضاء حاسمة." وفى ضوء ذلك، يعد الاختبار الناجح للهند باستخدام سلاح ASAT أمرا مهما.
ويشهد العالم بالفعل سباق تسلح فضائى كبير، حيث أعلنت إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فى أغسطس الماضى، عن خطة طموحة لإنشاء فرع سادس للجيش الأمريكى يعرف باسم "قوة الفضاء" بحلول عام 2020 بغية تحسين سبل مواجهة التهديدات الأمنية المحتملة.
وستكون قوة الفضاء مسئولة عن مجموعة من القدرات العسكرية الأمريكية الحيوية فى الفضاء، والتى تشمل كل شىء من الأقمار الصناعية التى يعمل بها نظام تحديد المواقع العالمى (جى.بى.إس) إلى أجهزة الاستشعار التى تساعد فى رصد إطلاق الصواريخ.
وفى فبراير الماضى، كشف تقرير جديد أن وكالة الفضاء الروسية "روس كوسموس" طورت محرك صواريخ جديد فريد من نوعه، يحمل اسم "RD-171MV". وكشف مدير والكالة أن المحرك الجديد هو الأقوى على الإطلاق على مستوى العالم، وتم تصنيعه فى مصنع "أنرجوماش".
وتجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تستمر فى شراء محركات الصواريخ من روسيا رغم أن الكونجرس يطالب بإيجاد البديل الأمريكى للمحركات المستوردة من روسيا.