"مواقع التواصل الاجتماعي تمثل سببًا من أسباب الطلاق".. بوست على "فيس بوك" دُون على الصفحة الرسمية للدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، حيث جاء ذلك "البوست" ليؤكد انتشار ظاهرة الصفحات والمدونات على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" وغيرها من المدونات الإلكترونية، تتبنى فكرة تقديم الحلول للمشاكل الزوجية والأسرية والاجتماعية، تعرض أسرار خاصة تبوح بها السيدات أو الرجال على الملاء بحجة إخفاء الاسم، ورغم أنها وسيلة لتنفيس البعض على مشاكله الأسرية دون الكشف عن هويته إلا أن النتائج المترتبة على نشر خطايا وخبايا الأزواج والزوجات، غالباً ما تنتهي بالطلاق.
وفى الحقيقة يجب أن نعلم جيدا أن تمرد العلاقة بين شركاء الحياة الزوجية، وانعدام العاطفة والرومانسية بين الزوجين، أحد السلبيات التي خلقتها مواقع التواصل الاجتماعي - السوشيال ميديا - وورثتها للآخرين، بين الأزواج والزوجات، إذ يقضي الزوجين أوقاتا طويلا عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، كل واحد منهما في معزل عن الآخر، فيكون الطلاق سيد قرارهما، حيث إن 50% من سلوكيات الإنسان أصبحت تتشكل من مواقع التواصل الاجتماعي، وهذه نتيجة طبيعية، في ضوء اضطراب البشر حاليا بين العالم الافتراضي والعالم الحقيقي، وخاصة في الحياة الأسرية التي باتت تتشكل بشكل كبير من واقع مواقع التواصل الاجتماعي الذى أصبح يشكل إدمانا داخل الأسرة المصرية.
لماذا مواقع التواصل الاجتماعي تمثل سببًا من أسباب الطلاق؟
وفى هذا الإطار – تقول الدكتورة إيمان البطران، استشاري نفسى وعلاقات زوجية، أن كل تطبيقات ومواقع التواصل الاجتماعي أبرزها "فيس بوك" و "تويتر" وغيرها من تطبيقات "السوشيال ميديا"، أنشأت بالأساس لمساعدة الأشخاص البعيدة جغرافيا عن بعضهم، بتحقيق تواصل اجتماعي بينهم، ولكن مع عدم التوفر الوعي الكامل بهذا الهدف، بدأ الكثير من الناس يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي بشكل خاطئ، ولكن الملاحظ بشكل غريب من خلال الدراسات التي أثبتت أن مواقع التواصل الاجتماعي أثرت بالسلب على الحياة الرومانسية والعاطفية بين الرجل والمرأة، فالعالم الافتراضي الذي خلقته مواقع التواصل الاجتماعي، أصبح هو المسيطر حاليا على الحياة المجتمعية والعاطفية والاجتماعية للجميع سواء للمتزوجين أو حتى غير المتزوجين.
وبحسب "البطران" في تصريح لـ"برلماني": أن مواقع التواصل الاجتماعي تسببت في أن تكون الأسرة الواحد كل في واد حيث أن الرجل منذ زمن ليس بالبعيد كانت إذا حدثت مشكلة بينه وبين زوجته أو العكس يذهب أحدهما للآخر ويتحدث معه ويبوح بما في داخله، بينما في الوقت الراهن أصبح الحديث عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما ساهم معه في كبر الفجوة في العلاقة الأسرية بين الزوج وزوجته نتيجة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بشكل خاطئ، كما أن المشكلة في هذا الشأن تكمن في مستخدمي هذه التطبيقات والمواقع، وليس في المواقع نفسها، فالمستخدمين يجب أن يحددوا أهدافهم من تلك التطبيقات قبل اللجوء إليها واستخدامها بهذا الشكل المبالغ فيه، الذي يصل إلى حد الإدمان، فيجب أن يلجأ الزوج إلى زوجته حين التحدث عن مشاكله أو همومه، والعكس صحيح، وليس أن يلجأ كلا منهما إلى مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت السبب الرئيسي لـ"خراب البيوت".
الدكتور إيمان البطران - استشارى العلاقات الأسرية
من جانبه – يقول الخبير القانوني والمحامى بالنقض ميشيل إبراهيم حليم – أن مواقع التواصل الاجتماعي لم تعد مكانًا للتواصل والتعارف والتقارب في النطاق المُشرّع والحدود الأخلاقية، بل أصبحت بوابات غير شرعية للعديد من حالات "الخيانة الإلكترونية" حيث تسببت في ارتفاع نسب الطلاق، وكثرة المشاكل الزوجية، فهناك بعض السيدات والأزواج الذين كانوا يستخدمون تلك المواقع للتقارب والاطمئنان، أصبحوا يستخدمونها للتعارف والخيانة، ووفق بيانات صادرة من جهاز الإحصاء المركزي المصري، فإن تلك المواقع رفعت نسب الطلاق، وكانت سببًا في انفصال الزوجية.
القانون يعترف برسائل الفيس بوك والواتس آب في إثبات الخيانة
ويضيف "حليم" في تصريحات خاصة - تعليقًا على مدى اعتراف القانون برسائل "فيسبوك" و"واتس آب"، في إثبات قضايا الخيانة أو الزنا، سواء للزوج أو الزوجة، أنها وسيلة تستخدم لإثبات قضايا الخيانة والزنا، وأيضًا في إثبات جرائم السب والقذف، حيث أن "الواتس آب والفيس بوك"، يمكن الاعتماد عليهما لإقامة دعوى خلع أو طلاق من أحد الطرفين، كما أن الجرائم الخاصة بالاتصالات تعد دليلا يأخذ به لإثبات الخيانة، ولا يفوتنا أن نذكر أنه في عام 2019، طالب عدد من أعضاء مجلس النواب بتعديل تشريعي لتشديد العقوبة على مرتكبي جرائم الزنا والخيانة الزوجية، وذلك حال ثبوتها وفقًا للشرع والأدلة القانونية، كما طالبوا بإعداد تشريع جديد لمواجهة المتورطين في نشر الفحش عبر منصات التواصل الاجتماعي، باعتبار أن زيادة معدلات جرائم الخيانة والزنا داخل المجتمع ترجع إلى أسباب عدة، أبرزها ضعف عقوبة ارتكاب العمل الفاضح، فضلًا عن تنازل كثير من الرجال عن هذا النوع من القضايا للحفاظ على سمعة الأسرة.
شوقي علام: مواقع التواصل الاجتماعي تمثل سببًا من أسباب الطلاق
بينما سبب إثارة تلك الأزمة كما ذكرنا من قبل تصريح الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، الذي جاء فيه مواقع التواصل الاجتماعي تمثل سببًا من أسباب الطلاق، مؤكداَ أنه من الضروري استخدام وسائل ناجعة للتصدي لمشكلة الطلاق بطريقة تحافظ على الأسرة وكرامتها؛ من تقرير وجوب النظر إلى الإيجابيات واستحضارها، وعدم افتعال المعارك لأخذ الحقوق والتنصل من الواجبات، فضلًا عن النصح والتوجيه.
وشدد مفتى الجمهورية، على أن إدمان وسائل التواصل الاجتماعي وسوء استخدامها أصبح أحد العوامل المسببة لزيادة حالات الطلاق طبقًا لما أثبتته عدة دراسات اجتماعية وإحصائية؛ حيث انكفأ كلُّ واحد من الزوجين أغلب أوقاته على جهازه وعالمه الافتراضي الخاص، واتخذه متنفسًا له في تعدد العلاقات والصداقات التي تضر كيان الأسرة، وكذلك نشر مختلف أحوال حياته وشئونه الخاصة.
الخبير القانونى ميشيل حليم
أسباب وقوع الطلاق لا يشترط توافرها جميعًا في كل الحالات
وقال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، إن الشرع الشريف أرشد الزوجين إلى عدم التسرع في قطع رباط الزوجية عند أى مشكلة أو حدوث عقبة، بل ينبغى عليهما التمسك به؛ وذلك من خلال إجراءات وقائية مبكرة، وهي ضرورة المعاملة بالرفق والرحمة، وحسن الظن، واعتدال الغيرة، والمشاركة فى تحمل أعباء الحياة، ومراعاة كل طرف لظروف الآخر
وأضاف المفتي، في لقائه الأسبوعي مع الإعلامي حمدى رزق ببرنامج "نظرة"، أنه من الضروري استخدام وسائل ناجحة للتصدى لمشكلة الطلاق بطريقة تحافظ على الأسرة وكرامتها؛ من تقرير وجوب النظر إلى الإيجابيات واستحضارها، وعدم افتعال المعارك لأخذ الحقوق والتنصل من الواجبات، فضلًا عن النصح والتوجيه، وأن أسباب وقوع الطلاق لا يشترط توافرها جميعًا في كل الحالات، بل لكل حالة ظروفها التي تختلف بها عن غيرها. ومن أسباب حدوث المشاكل الأسرية كذلك الجهل بالحقوق الزوجية، وكذلك التدخل الخاطئ للأهل والأقارب في الحياة الزوجية لأبنائهم.
فى وقت سابق، قال النائب محمد أبو هاشم، أمين سر اللجنة الدينية بمجلس النواب، إن ظاهرة زيادة حالات الطلاق تحتاج لتضافر جهود المؤسسات الدينية والاجتماعية والنفسية، حتى تكون هناك حلول للتصدى لهذه الظاهرة التى انتشرت فى مجتمعنا خلال الفترة الأخيرة.
وأشار أبو هاشم فى تصريحات صحفية له، إلى أن هناك قطاعا كبيرا من الأزواج يتأثر بالدراما التى يتم عرضها على شاشات التليفزيون التى تتناول حالات الطلاق، ما يجعل الأزواج لديهم سرعة انفعال وغضب شديد.