يبدو أن منطقة الشرق الأوسط على أعتاب تغييرات جديدة بعد قمة جدة للأمن والتنمية، التى استضافتها المملكة العربية السعودية بمشاركة دول مجلس التعاون الخليجى، ومصر، والأردن، والعراق، والولايات المتحدة الأمريكية، والتى من المتوقع أن يكون من بين مخرجاتها تعزيز العلاقات بين الدول العربية والولايات المتحدة الأمريكية وفتح آفاق جديدة من التنسيق والتعاون المشترك من أجل مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية التى تشهدها المنطقة العربية، حفاظًا على الأمن والاستقرار المنطقة.
ويأتى انعقاد القمة تحت عنوان الأمن والتنمية، انعكاس طبيعى للتحديات التى تواجه منطقتنا العربية، وحاجتها إلى تحقيق الأمن والاستقرار باعتبارهما من الأركان الأساسية لتحقيق التنمية، خاصة فى ظل التحديات الاقتصادية العالمية الراهنة وتداعياتها المتشابكة على الدول العربية، وهو ما رصدته كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال القمة والتى تكونت من 5 محاور، تضمنت أزمات المنطقة وحلولا واقعية لها.
كلمة السيسى فى قمة جدة روشتة شاملة لعلاج كافة الأزمات والكوارث فى المنطقة
وفى هذا السياق أشاد اللواء محمد صلاح أبو هميلة، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الشعب الجمهورى بمجلس النواب، بكلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى التى ألقاها اليوم أثناء مشاركته بقمة جدة للأمن والتنمية، والتى استضافتها المملكة العربية السعودية بحضور الزعماء العرب والرئيس الأمريكى، موضحا أن كلمة الرئيس السيسى قدمت رؤية مصر لحل مشاكل المنطقة ووضع حلول لها وذلك لتحقيق الاستقرار والأمن والسلام والتكامل لكل دول الشرق الأوسط.
أوضح أبو هميلة، أن كلمة الرئيس وضعت روشتة لعلاج أزمات وصراعات المنطقة بالكامل، مؤكدا بأنه لم يعد مقبولا بأن الأمة العربية صاحبة التاريخ الكبير العظيم والحضارة أن يكون من بين أبنائها من هو لاجئ أو نازح أو متضرر من ويلات الحروب والكوارث، وأنه قد حان الوقت لإنهاء جميع الصراعات والحروب الأهلية التى أرهقت شعوب المنطقة، واستنفدت مواردها وثرواتها، موضحا أن كلمة الرئيس تناولت ضرورة التوصل لحل عادل للقضية الفلسطينية بإقامة دولة فلسطينية ليضمن حقوق الشعب الفلسطيني.
وأشار أبو هميلة، إلى أن كلمة الرئيس السيسى تناولت وضع حلولا لمواجهة قضايا الأمن الغذائى ومواجهة أزمة الغذاء، كما تناول جهود مصر فى مواجهة آثار التغير المناخى، هذا بالإضافة إلى أن كلمته تناولت الديمقراطية فى بناء المجتمعات الحديثة والتى تقام على أسس المواطنة والمساواة والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان ونبذ الطائفية والتطرف وإعلاء المصلحة الوطنية، كما تناول فى كلمته التزام مصر بمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف بكافة أشكاله الذى عانت منه الدول العربية عقودا طويلة وذلك للقضاء على جميع تنظيماته وميليشياته المسلحة فى بقاع عالمنا العربى.
وتابع أبو هميلة، أن كلمة الرئيس تناولت ضرورة التعاون والتضامن العربى للتصدى للأزمات العالمية الكبرى الناشئة كنقص الغذاء واضطرابات سوق الطاقة والأمن المائى وتغير المناخ لاحتواء هذه الأزمات والتعافى من آثارها وذلك بزيادة الاستثمارات وتطوير البنية التحتية بمختلف المجالات وتوطين الصناعات المختلفة ونقل التكنولوجيا والمعرفة وتوافر السلع، إضافة إلى تناوله الأمن المائى وأهمية الالتزام بالقانون الدولى الخاص بالأنهار الدولية لاستفادة جميع الشعوب منها.
مصر ستظل باقية بفضل قيادتها الواعية وتماسك شعبها
ومن جانبه قال النائب أحمد إدريس، عضو لجنه الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، إن مشاركة الرئيس السيسى فى قمة جدة يأتى ضمن ترسيخ دور مصر القيادى فى المنطقة وخاصة فى الظروف الاستثنائية التى يشهدها العالم، حيث يشهد متغيرات سياسية واقتصادية تؤثر على كل دول العالم.
وأكد إدريس، أن كلمة الرئيس تساهم فى وضع حلولا لكل مشكلات المنطقة حيث تعانى المنطقة منذ فترة من العديد من الأزمات التى انعكست على شعوبها، وبما إن مصر تلعب دوراً أساسياً ومحوريا ومهما فى المنطقة، وأنها أكبر وأقدم دولة فى المنطقة، فإن رؤية قيادتها السياسية تساهم فى تجنب الكثير من الأزمات، مؤكدا أن القيادة السياسية المصرية استطاعت ترسيخ مكانة مصر ودورها الفعال بين الدول العربية والولايات المتحدة بل وكافة دول العالم.
وأشار عضو مجلس النواب، إلى أن القمة سوف تثمر عن نتائج من أهمها العمل على حفظ الأمن والاستقرار وتدعيم العلاقات التاريخية بين الدول، وتنشيط طرق التنمية، قائلا: "مصر ستظل باقية بتماسك شعبها ووقوفه صفًا واحدًا خلف قيادته السياسية الواعية التى استطاعت أن تعيد مصر إلى مكانتها الطبيعية خارجيا وداخليا واستطاعت دحر الإرهاب واتخذت طريقا للتنمية لصالح شعبها العظيم، والسير نحو الجمهورية الجديدة بخطى ثابتة لن يعرقلها أحد."
وشدد النائب على أن دعوة الرئيس السيسى لإقامة دولة فلسطينية تعيش جنبًا إلى جنب مع دولة إسرائيل يساهم فى خلق آفاقا جديدة للسلام والاستقرار فى المنطقة، وأنه لا سبيل من إنهاء العنف بالأراضى الفلسطينية إلا بإيجاد حل جذرى عادل وشامل للقضية الفلسطينية يقضى إلى إقامة دولة فلسطينية، يتمتع بداخلها الشعب الفلسطينى بكامل حقوقه المشروعة كسائر شعوب العالم.
خارطة طريق لحل أزمات المنطقة العربية ووضع حلول متكاملة لها
كما أشادت النائبة مايسة عطوة، عضو مجلس النواب، بكلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى بقمة جدة للأمن والتنمية، بالمملكة العربية السعودية، ووصفتها بأنها كلمات تدل على قوة الدولة المصرية، وعظمتها التى تتجلى فى رسم خريطة الطريق فى المنطقة خاصة وأن القيادة السياسية المصرية سلطت الضوء على أكثر من ملف سياسى اجتماعى هام.
وأشارت عضو مجلس النواب، إلى أن كلمات الرئيس السيسى بمثابة خريطة مكتملة الأركان لحل القضايا، والتى تمثلت فى المحاور الخمس الذى تحدث عنها الرئيس بكل وضوح وثبات، لاسيما ما ذهب إليه الرئيس السيسى فى كلمته من وجوب إعادة صياغة القوانين، التى تحافظ على الأمن المائى، فى أشار إلى مشكلة سد النهضة الاثيوبى واضراره على دولتى المنبع.
وأضحت مايسة عطوة، عضو مجلس النواب، أن حديث الرئيس السيسى كان واضحا والذى أكد خلاله أنه لم يعد مقبولاً أن يكون من بين أبناء أمتنا العربية من هو لاجئ أو متضرر من ويلات الحروب.
وأضافت: "لم ينسى الرئيس أن يؤكد أهمية دعم كل جهد من شأنه تطوير التعاون وتنويع الشراكات لمواجهة أزمتى الغذاء والطاقة، وبناء المجتمعات من الداخل على أسس الديمقراطية والمواطنة والمساواة واحترام حقوق الإنسان والحفاظ على مقدرات الشعوب".
لقاء الرئيس السيسى بنظيره الأمريكى يمثل دفعة جديدة للعلاقات
ومن جانبه أكد النائب حسن عمار عضو مجلس النواب، أن لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى بنظيره الأمريكى جو بايدن، خلال قمة جدة بحضور قادة مجلس التعاون الخليجى وملك الأردن ورئيس وزراء العراق، يمثل دفعة جديدة للعلاقات الدولية المصرية خلال الفترة المقبلة، حيث عرضت مصر موقفها تجاه كافة القضايا بالمنطقة وفقًا لمواقفها الثابتة والمعروفة، ومن المنتظر أن تؤتى القمة بثمار الإيجابية فى المستقبل القريب، مشيرًا إلى أن القمة ايضًا تعكس ما نشهده الآن من توجه أمريكى جديد نحو المنطقة العربية وهو ما يعد بمثابة تصحيح لمسار العلاقات المصرية الأمريكية.
وأضاف عمار، أن الرئيس السيسى خلال كلمته قدم رؤية مصر لحل مشاكل المنطقة، وإيجاد حلول لإنهاء الصراعات من أجل تعزيز الاستقرار وتحقيق التكامل والازدهار لكل دول المنطقة وإنهاء النزاعات، خاصة أن الإدارة الأمريكية تدرك تمامًا أن هناك أهمية استراتيجية للمنطقة العربية ولمصر تحديدًا نظرًا لثقلها سواء على الصعيد الإقليمى أو الدولى.
وأشار عضو مجلس النواب، إلى أن تأكيد الرئيس الأمريكى جو بايدن على مكانة مصر فى منطقة الشرق الأوسط ودورها المحورى فى ظل قيادة الرئيس السيسى يؤكد مكانة مصر الكبرى بين دول العالم والجهود الكبيرة التى بذلها الرئيس السيسى منذ توليه مقاليد الحكم فى محاربة الإرهاب وبناء الجمهورية الجديدة، فضلاً عن نجاح الدولة المصرية فى عدم استخدام الدول الكبرى حقوق الإنسان لممارسة الضغوط السياسية.
وقال عمار، إنه منذ ثورة 30 يونيو شهدت السياسة الخارجية لمصر بجميع دول العالم والمنطقة الإقليمية طفرة كبيرة، واستعادت الدولة المصرية دورها الريادى فى منطقة الشرق الأوسط بالكامل، وتصحيح مسار الدبلوماسية المصرية، ولم يقتصر الأمر على ذلك فحسب ولكن كان ولا يزال للدولة المصرية دور كبير فى حل القضايا العالقة فى المنطقة، مؤكدًا أن الدولة المصرية تمثل رمانة الميزان وصمام الأمان للمنطقة بالكامل.
ولفت عمار، إلى أن القمة العربية الأمريكية هى الأولى من نوعها منذ تولى الرئيس جو بايدن رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية فى يناير من العام الماضى، حيث أنها تعد الأهم فى مسار العلاقات العربية الأمريكية خلال الفترة المقبلة، لاسيما وأنها ستؤسس لشراكة عربية أمريكية فى ظل ما يشهده العالم من أوضاع راهنة جراء الحرب الروسية الأوكرانية وتأثيراتها على الاقتصاد العالمى الذى يشهد حالة من التباطؤ فى النمو نتيجة تلك الأزمة.