دقت الأمم المتحدة بمنظماتها المختلفة ناقوس الخطر، حول الأوضاع الإنسانية المتدهورة في السودان، وتفاقم معاناة المدنيين في ولايات السودان المختلفة، إذ حذرت من تزايد خطر العنف على أساس النوع الاجتماعي، مشيرة إلى تضاعفه 3 مرات.
ومن جهتها كشفت المسئولة الأممية، كليمنتين نكويتا سلامي، منسقة الأمم المتحدة للشئون الإنسانية في السودان، عن ارتفاع عدد الأشخاص المعرضين لخطر العنف القائم على النوع الاجتماعي إلى 12 مليونًا.
وقالت سلامي، في بيان، إن عدد الأشخاص المعرضين لخطر العنف القائم على النوع الاجتماعي تضاعف ثلاث مرات، ليبلغ الإجمالي الآن أكثر من 12 مليون امرأة وفتاة ورجل وفتى، وشددت على أن الصراع وانعدام الأمن الغذائي الشديد أثّرا بشكل غير متناسب على النساء والفتيات في السودان.
وأضافت: "إننا نشهد زيادة مثيرة للقلق في العنف الجنسي، والعنف بين الشريكين، وزواج الأطفال، وتشويه الأعضاء التناسلية للإناث، فيما يظل خطر الاستغلال الجنسي والاعتداء الجنسي مرتفعًا"، وفقا لصحيفة سودان تربيون.
وأفادت سلامي بأن المنظمات الشريكة في برنامج مكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي وصلت إلى 147 ألف امرأة وفتاة ورجل وفتى، في الفترة من يناير إلى سبتمبر 2024.
وأشارت إلى أن هذا الرقم يمثل أقل من 10% من العدد المستهدف، حيث أدى انعدام الأمن وصعوبة الوصول ونقص التمويل إلى تقييد وكالات الإغاثة بشدة، وشددت على أن برامج مكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي تلقت 24% فقط من التمويل المطلوب.
وفي 4 أبريل الماضي، أفادت هيئة الأمم المتحدة للمرأة بتعرض 6.7 مليون شخص لخطر العنف القائم على النوع الاجتماعي في السودان.
ودعت سلامي إلى إعطاء الأولوية للاستثمار في الوقاية من العنف القائم على النوع الاجتماعي، وتحدي الأعراف الاجتماعية الضارة، وضمان حصول الناجين على الدعم الشامل، وشددت على أن شعار حملة "16 يومًا لمكافحة العنف ضد المرأة في السودان"، والمتمثل في "لست وحدك"، يؤكد التضامن مع الناجيات وعدم ترك أي امرأة تواجه العنف دون دعم.
وكشفت تقارير إلى لجوء الأسر إلى اتخاذ إجراءات متطرفة، منها تزويج القاصرات للمقاتلين، خاصة في مناطق النزاع النشطة، وذلك بسبب تدمير سبل العيش في الريف والحضر.
ومن جهتها كشفت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة، عن تجاوز أعداد الفارين من النزاع في السودان حاجز 14.5 مليون نازح ولاجئ.
وقالت المنظمة في تقرير حديث نشرته الثلاثاء، إلى أن إجمالي عدد النازحين داخليًا بلغ 11,359,005 أفراد، فيما عبر 3,234,903 أشخاص الحدود إلى البلدان المجاورة.
وأشارت إلى أن النازحين داخليًا يقيمون في 9,470 موقعًا موزعين على 184 محلية في جميع ولايات السودان الـ 18.
وأوضحت أن النازحين بسبب اندلاع النزاع القائم بلغ عددهم 8,619,054 شخصًا، فيما يوجد 1,080,821 نزحوا قبل الحرب الحالية وعانوا من نزوح ثاني منذ 15 أبريل 2023.
وكان السودان قبل اندلاع الصراع الحالي يضم حوالي 3.8 مليون نازح، فر معظمهم من الحرب التي شهدها إقليم دارفور غربي البلاد منذ عام 2003.
وقالت منظمة الهجرة إن 33% من إجمالي النازحين فروا من العاصمة الخرطوم، و18% من جنوب دارفور، و14% من شمال دارفور، وشددت على أن 53% من النازحين داخليًا هم أطفال تقل أعمارهم عن 18 عامًا.
ومصفوفة تتبع النزوح التابعة لمنظمة الهجرة الدولية، تعتبر النازح داخليًا بأنه أي شخص أُجبر على الفرار من مكان إقامته المعتاد بسبب حدث وقع منذ عام 2003 فصاعدًا.
وذكرت منظمة الهجرة أن مصر استقبلت 1.2 مليون لاجئ سوداني، تليها تشاد التي فر إليها 716 ألف شخص بحثًا عن الأمان، فيما توزع البقية على جنوب السودان، وإثيوبيا، وأفريقيا الوسطى، وليبيا، وأوغندا.
وفى سياق آخر، اتهمت مفوضية العون الإنساني في السودان، ميليشيا الدعم السريع بنهب قافلة مساعدات إنسانية تابعة لبرنامج الغذاء العالمي كانت في طريقها إلى معسكر "زمزم" بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.
وفي 14 نوفمبر الجاري، أعلن برنامج الغذاء العالمي عن مغادرة قافلة مساعدات من مدينة بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة للسودان، متجهة إلى معسكر "زمزم" في شمال دارفور، حاملة مساعدات لـ27,400 شخص.
وقال بيان أصدرته مفوضية العون الإنساني، إنه "خلال نوفمبر الجاري، قامت مليشيا الدعم السريع عند منطقة أرمل في الحدود بين ولايتي غرب وشمال كردفان بنهب والاعتداء على قافلة مساعدات إنسانية تابعة لبرنامج الغذاء العالمي تقدر بحوالي 7 آلاف طن متري من مواد غذائية مختلفة كانت في طريقها من بورتسودان إلى معسكر زمزم بولاية شمال دارفور"، وأوضح البيان أن قوات الدعم السريع توجهت بالقافلة إلى مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور التي تسيطر عليها.
وأدان البيان ما وصفه بالسلوك المنافي لقواعد ومبادئ العمل الإنساني، مشيراً إلى أن تلك الأفعال تهدف إلى تجويع المدنيين وإفقارهم وتركهم عرضة للجوع وأمراض سوء التغذية وترويع الآمنين.
وشدد البيان على ضرورة الاحترام والالتزام بقواعد القانون الدولي الإنساني وتلبية الاحتياجات الأساسية للمتأثرين، وفقاً للمبادئ والمعايير الدولية المعتمدة والمتمثلة في الحياد والاستقلالية والإنسانية واحترام كرامة الإنسان والمواطن السوداني كواجب تمليه الإنسانية.
ونوّه إلى أن قوات الدعم السريع ظلت تتمادى في خرقها وعدم احترامها لكل الالتزامات، خاصةً إعلان جدة الموقع في مايو 2023، وأكد البيان التزام مفوضية العون الإنساني بتسهيل وتنسيق كل الجهود من مختلف الشركاء الإنسانيين لرفع الضرر وتخفيف المعاناة عن المتأثرين والنازحين.
ومعسكر زمزم، أحد أكبر معسكرات شمال دارفور، يعاني من أزمة إنسانية وانعدام للمواد الغذائية بسبب الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر منذ أبريل الماضي.