المكان: الدلجمون إحدى قرى مركز كفر الزيات التابع لمحافظة الغربية
الزمان: ثانى أيام عيد الأضحى
الحدث: "ورود إشارة بحالة انتهاك وعنف أسري بنطاق دائرة مركز شرطة كفر الزيات بمحافظة الغربية لطفل يدعى (عمر) في الـ16 من العمر، وبالفحص تبين إصابته – وفقا للوارد بالتقرير الطبي- بجروح قطعية بالرأس وسحجات متفرقة، وحالة لطفل لأبوين منفصلين منذ ما يقرب من 10 سنوات، يقيم منذ ذلك الحين طرف والده عقب الطلاق وزواج والدته من آخر".. كانت تلك تفاصيل محضر الشرطة الدلجمون في واقعة تعدى خال طفل عليه أثناء طلبه العيدية منه.
وتابع "المحضر": "وكعادة كل الصغار وأثناء زيارة لأسرة والدته للمعايدة والاحتفال بالعيد والعيدية تعدى عليه الخال بالضرب بقطعة زجاج على رأسه محدثا إصابته الموصوفة بالتقرير الطبي والمحرر عنه المحضرا بنقطة شرطة الدلجمون، ومن ثم اتخاذ الاجراءات اللازمة وجار المتابعة وتقديم الدعم القانوني والنفسي اللازمين، والتقرير جرح قطعي في فروة الرأس وجرح بالجبهة وكدمات متفرقة".
الواقعة تفتح باب نقاش مهم حول الأطفال نتاج حالات الطلاق
وأما عن الرأي النفسى والقانونى حول الواقعة – يقول الخبير القانوني والمحامى محمد حماده – الواقعة تفتح باب نقاش مهم حول الأطفال نتاج حالات الطلاق، ووفقا لرواية أهله الولد ابن لأم وأب منفصلين من حوالي 10 سنوات، ومقيم مع والده وأهله طول هذه الفترة، ووالداته متزوجة من أخر، فذهب الطفل "عمر" لخاله بمناسبة العيد طلب منه العيدية، فقام خاله بشتمه وسبه، وحصل شد بينهم أدى إلى كسر لوح زجاجي وضربه على رأسه، ونزل حرر محضر بنقطة شرطة الدلجمون .
وبحسب "حماده" في تصريح لـ"برلماني": أما عن الرأي القانوني فتمثل الواقعة جريمة ضرب وحرج معاقبا عليها بالمادة 241 عقوبات والتي تنص على: " كل من أحدث بغيره جرحا أو ضربا نشأ عنه مرض أو عجز عن الأشغال الشخصية مدة تزيد عن عشرين يوما يعاقب الحبس مدة لا تزيد عن سنتين أو الغرامة..."، ونظرا لكون المتهم قد استعمل أداة -قطعة زجاج- فيكون الحبس فيها وجوبيا، وتفتح تلك الواقعة باب النقاش حول أثر الطلاق على مستقبل الأطفال نتاج تلك الزيجات وأثر ذلك نفسيا وسلوكيا واجتماعيا.
العقوبة تصل للحبس والغرامة
ووفقا لـ"حماده": فحالات الإنفصال غالبا ما تخلف أثرا سلبيا على الابناء؛ حتى وإن تمتعوا بقدر من العناية اللازمة والضرورية من أحد الوالدين – كحالتنا الراهنة - فيؤدي الانفصال الى نوع من الحرمان العاطفي نتيجة فراق أحد الوالدين، كما يؤدي غالبا لاتساع الفجوة بين الطفل ومجتمع الطرف الغائب خصوصا مع ندرة مرات التواصل، مما يصيب العلاقة بفتور ورتابة تفقد الصغير معنى صلة الدم، واختلال كثير من القيم الاجتماعية التي يجب ترسيخها كالترابط والتراحم والتسامح.
ويضيف الخبير القانوني: فإن كان يرى البعض أن الطلاق قد يكون حل أمثل حين الشقاق والخلاف؛ فيجب أن يسعى الأبوين إلى بناء علاقة ودية يظللها الاحترام المتبادل والمودة، وعزل الصغير تماما عن اية صراعات قائمة، وتهيئة مناخ طبيعي نسبيا ينعم فيه بقسط يسير من السلام الاجتماعي، وتوفير بعض الاستقرار بوضع روتين وعادات ثابتة لحياته اليومية في مزل كلا الاسرتين لمنحه الشعور بالأمان، فغياب احدى الأسرتين باستمرار يكسب الصغير نوع من الاغتراب النفسي والاجتماعي يكون مدعاة لعديد المشكلات والصدامات كالتي نحن بصددها.