أكد الدكتور جمال أبو الفتوح، عضو مجلس الشيوخ، أن التوصل إلى قرار وقف إطلاق النار من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلى فى الأراضى اللبنانية، يعد انفراجه وتطور هام فى المشهد السياسى بمنطقة الشرق الأوسط، بعدما انتهكت قوات الاحتلال كافة المجازر البشعة بحق الأبرياء والمدنيين طيلة أكثر من عام كامل بحق الشعب الفلسطينى، لتتخذ قرار منذ عدة أشهر بالتوغل البرى فى الأراضى الجنوبية فى لبنان، مما أسفر فى اتساع دائرة الصراع بالمنطقة وزيادة حالة الاستقطاب التى تضعها على حافة الهاوية.
وأضاف أبو الفتوح، أن بموجب هذا القرار الهام الذى صدر فى توقيت دقيق للغاية، فإنه يمنح الحق للجيش اللبنانى بنشر قواته الرسمية و العسكرية على كافة الحدود والمعابر والخط الذى يحدد المنطقة الجنوبية الموضح فى خطة الانتشار، فضلا عن انسحاب قوات الاحتلال بشكل تدريجى إلى جنوب الخط الأزرق خلال مدة تصل إلى 60 يومًا، لافتًا إلى هذا القرار يسهم فى تعزيز مسار المفاوضات بين الجانب اللبنانى وحكومة الاحتلال بهدف الوصول إلى حدود برية معترف بها، كما كفل القرار أيضا ضمان تنفيذ هذه القرارات من خلال تشكيل لجنة تكون مقبولة لدى إسرائيل ولبنان، مؤكدا أن مصر قد بذلت جهود حثيثة لنصرة القضية الفلسطينية على الصعيد الإغاثى والإنسانى والسياسى
وأشار عضو مجلس الشيوخ، أن قرار وقف إطلاق النار فى لبنان قد يكون بداية الطريق لوقف التصعيد الخطير الذى تشهده فى المنطقة، والحفاظ على الاستقرار والأمن والسلام الإقليمى والدولى، مؤكدا أن هذا القرار على الرغم من أهميته الكبرى وتوقيته الفارق، لن يحدث أثرًا لدى المقاومة واذرعها المختلفة من حزب الله وحماس والحوثيين، إلا بعد صدور قرار بوقف إطلاق النار فى غزة، و وقف المجازر الدامية التى ترتكب بحق الشعب الفلسطينى كل لحظة، جراء دوافع نتنياهو الانتقامية.
وطالب الدكتور جمال أبو الفتوح، بأهمية أن يتحرك المجتمع الدولى لإنهاء الحرب المشتعلة فى غزة، وإقامة دولة فلسطينية على حدود يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين وفق قرارات الشرعية الدولية، وتحقيق حل الدولتين وفق المرجعيات المعتمدة، موضحاً أن المشهد السياسى يظل يحمل الكثير من الترقب والحذر فى ظل استمرار سيطرة قوات الاحتلال على غزة، وسقوط الشهداء من الأطفال والنساء فى كل لحظة، دون وجود تحرك قوى من قبل دول العالم، التى تدعم إسرائيل فى مخططاتها الدامية حتى تورطت فى معها فى أعمال الإبادة الجماعية التى سيظل يذكرها التاريخ ولن تمحو من سطوره للأبد.