خبراء ومراسلون أجانب يكشفون سر فشل الانقلاب ضد أردوغان فى 6 ساعات فقط
أحداث تركيا
السبت، 16 يوليو 2016 06:36 ص
كتب محمد الحكيم
عاشت تركيا 6 ساعات من الفوضى العارمة بسبب الانقلاب العسكرى المترنح الذى راح ضحيته ما يزيد عن 60 قتيلا مع تزايد أعمال العنف مساء أمس الجمعة، وفقًا لبيان المدعى العام فى العاصمة التركية أنقرة، والذى أشار فيه إلى أن الانقلابيين فتحوا النيران ضد المراكز الشرطية الرئيسية من المقاتلات المروحية إف 16 حتى عاد أردوغان إلى إسطنبول وأعلن فشل محاولة الانقلاب العسكرى ضده.
لكن التساؤلات ظلّت قائمة عن سرّ انحياز أمريكا لنظام أردوغان ضد الانقلاب العسكرى، وعلى ما يبدو أن تواجد الأمريكان فى قاعدتهم "انجرليك الجوية" كان لها دورًا هامًا نسرده فى تقريرنا التالى.
دور قاعدة انجرليك الجوية فى إفشال الانقلاب ضد أردوغان
قال كبير المراسلين الأجانب فى شبكة "إن بى سى نيوز" ريتشارد انجيل، إن مسؤولين أمريكيين "أخذوا على حين غرّة منهم" بواسطة قادة الانقلاب الفاشل، وقالت مصادر للشبكة الأمريكية إن قاعدة "انجرليك" الأمريكية الواقعة جنوب شرق تركيا أمرت بإيقاف مهامها المعتادة والعمل على تنفيذ مهمّة "قوة حماية الحالة دلتا" ( والمتأهبة للتعامل مع أى انقلاب عسكرى فى البلاد).
وأشارت مراسلة "سى إن إن " فى البنتاجون باربارا ستار إلى أن تركيا منحت إذن للولايات المتحدة الأمريكية استخدام قاعدة انجرليك الجوية العام الماضى لشن هجمات جوية ضد تنظيم داعش فى سوريا، مضيفة إلى أنه "على الرغم من أن تركيا حليف أساسى لقوات الناتو إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية منعت بشكل قانونى أى مساعدة من تجاهها للجيش حتى يقوم بانقلاب، خاصة وأن الجيش التركى لديه تاريخ طويل من محاولات الانقلاب، مع 4 محاولات على الأقل منذ عام 1969".
قناة سى إن إن التركية التى أجهضت الانقلاب
لعبت قناة "سى إن إن" التركية دورًا هامًا فى اجهاض الانقلاب حينما نقلت أول بث مباشر للرئيس رجب طيب أردوغان على "سكايب" بعد انقطاع البث على التلفزيون الحكومى، ما أدى إلى إرسال رسالة للشارع التركى ومؤيدى أردوغان، وحزب العدالة والتنمية بالنزول إلى الشارع وتشكيل ضغط شديد على قادة الانقلاب العسكرى.
معهد الشرق الأوسط للدراسات التركيا: الشعب رافض للانقلاب
من جهته قال الدكتور جونول طول، مدير مركز معهد الشرق الأوسط للدراسات التركية، لصحيفة "بيزنس انسايدر": "إن الوضع مازال يمتاز بالميوعة فى تركيا فى ظل انقلاب غير نمطى للغاية، ففى الماضى كان الجيش يستجيب لدعوات شعبية للانقلاب ضد الحكومة التى لا تحظى بشعبية وهذا لم يعد الحال اليوم".
وأضاف "طول": "حزب العدالة والتنمية وأردوغان على الرغم من استقطابهم الشديد إلا أنهم مازالوا يحظون بدعم ما يقرب من 50% من الشعب التركى، ولم نشهد أى دعوات واسعة النطاق للتدخل العسكرى أو الانهيار الأمنى أو الفوضى التى كانت تلعب دورًا هامًا فى الانقلابات السابقة".
وتابع: "الانقلاب العسكرى فشل أيضًا لأنه لم يظهر كبير الضباط على التليفاز مباشرة ليوضح أسباب التدخل، لذلك قد لا يكون هذا الانقلاب بدعم من كبار ضباط الجيش".
يذكر أن أردوغان وسع سلطاته الرئاسية خلال العام الماضى أعقاب 14 هجمة إرهابية تقريبًا على الأراضى التركية، وقد يكون هذا سبب يجعله أكثر قبولًا لدى الشعب التركى.
وفى عام 2012 أشار المراسل العسكرى ديكستر فيلكنز فى مقال له بمجلة "نيويورك"، إلى "الشك المتبادل بين الجيش التركى وأردوغان منذ توليه السلطة"، مضيفًا: "أنه حينما جاء أردوغان ورفقائه من حزب العدالة والتنمية إلى السلطة كانت هناك مخاوف واسعة من تنامى سيطرة الإسلاميين المتحمسين على السلطة، وتوغل النظام الدينى على تركيا العلمانية".
وأضاف ديكستر فيلكنز إلى أن "أردوغان كان يخشى مقاومة ما أسماها بـالدولة العميقة، المكونة من شبكة سرية من ضباط الجيش وحلفائهم المدنيين لذلك تحول أردوغان نحو الحكم الاستبدادى فأغلق الصحف، واعتقل الصحفيين، وبعض من الشخصيات السياسية المنتقدة للحكومة، وأدينت تكتيكاته الجائرة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولى".
الرئيس الأمريكى يعلن دعمه لأردوغان
وفى هذا السياق، حث الرئيس الأمريكى باراك أوباما على دعم الحكومة التركية "المنتخبة ديموقراطيا"، موضحًا أنه على الجميع فى تركيا العمل لتلافى إراقة الدماء.
وقال البيت الأبيض فى بيان له، عقب اتصال هاتفى للرئيس الأمريكى باراك أوباما مع وزير خارجيته جون كيرى، إن الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر أنه من الواجب على جميع القوات فى تركيا أن تدعم الحكومة المنتخبة ديمقراطيا.
ووفقا للبيان فإن أوباما اتفق مع كيرى على حث جميع القوى فى تركيا على ضبط النفس ومنع أعمال العنف وسفك الدماء.
الخارجية الأمريكية تدعم أردوغان
من جانبه أكد وزير الخارجية الأمريكى أن الوزارة تعمل على حفظ أمن وسلامة المواطنين الأمريكيين الموجودين فى تركيا.
ومن جانبه، أعلن وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى خلال اتصال هاتفى بوزير الخارجية التركى "الدعم المطلق للحكومة المدنية المنتخبة ديمقراطيا فى تركيا وللمؤسسات الديمقراطية".
وأشار جون كيرى، وزير الخارجية الأمريكى، خلال مؤتمر صحفى بروسيا مع سيرجى لافروف وزير الخارجية الروسى، إلى أنه يتمنى السلام والاستقرار لتركيا.
الأمم المتحدة تدعو للهدوء من جانبه دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، إلى الهدوء فى تركيا، عقب إعلان الجيش التركى السيطرة على مقاليد الحكم.