هل كان يليق ببطولة كأس العالم وبالاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" أن تحصل قطر على حق تنظيم كأس العالم 2022؟ يبدو أن الصورة الذهنية التى جرى إشاعتها خلال السنوات الأخيرة، ومنذ منح حق تنظيم البطولة للدوحة قد بدأت فى التغير، فإلى جانب تواتر الحديث عن الرشاوى والفساد فى ملف إسناد البطولة للدولة الخليجية الصغيرة، بدأت دول أخرى تنتقد الأمر وتستعد لاقتناص حق تنظيم البطولة، مع تصاعد التوقعات بسحبها من قطر فى ضوء ما يتردد عن انتهاكها لحقوق العمالة، إضافة إلى تورطها المؤكد فى دعم الإرهاب وتهديد الأمن والسلم الدوليين.
الآن تتزايد احتمالية استضافة استراليا لنهائيات كأس العالم لكرة القدم 2022، على خلفية الأزمة التى تعانيها قطر بسبب تقارير الفساد وتداعيات مقاطعة دول عربية بارزة للدوحة، فى ضوء دعمها للإرهاب واحتضانها للتنظيمات والعناصر الإرهابية، حسبما أشارت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية فى تقرير لها.
قطر تخسر فى ملف "تنظيم مونديال 2020".. وآمال استراليا تنتعش
وعزت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية عودة الآمال إلى استراليا فى الفوز بحق استضافة وتنظيم بطولة كأس العالم بعد المقبلة، إلى تقرير جديد يشكك فى قدرة الإمارة الخليجية الصغيرة على احتضان هذه المناسبة الكروية الضخمة، بسبب الأزمة الناجمة عن إصرار الدوحة على دعم وتمويل الإرهاب والتعامل مع إيران فى ضرب استقرار المنطقة.
كانت استراليا من أبرز المرشحين لاستضافة مونديال 2022، قبل أن يعلن الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" إسناد حق تنظيم البطولة لقطر، كان ذلك فى 2010 قبل البطولة باثنتى عشرة سنة وبالتزامن مع منح روسيا حق تنظيم مونديال 2018، ولغرابة الأمر فيما يخص منح حق تنظيم بطولتين إحداهما بعد 12 سنة، أُثيرت شكوك حول دفع الدوحة رشاوى لمسؤولين فى الفيفا، بينهم رئيس الاتحاد السابق جوزيف بلاتر، الذى استقال بعدها بسنوات إثر فضائح فساد أخرى، وفى حال اضطرت قطر للتنازل عن استضافة المونديال تحت وطأة الأزمة التى ضربت قطاع البناء فيها، لا سيما على مستوى المشروعات الخاصة بالحدث الرياضى، فإن استراليا تعد أحد أبرز المرشحين لتولى مسؤولية البطولة فى اللحظات الأخيرة، وفق تقرير "دايلى ميل".
عجز قطر عن دفع مستحقات الشركات والمقاولين العاملين بإنشاءات كأس العالم
الحديث حول عجز قطر عن استضافة كأس العالم 2022، مردّه التقرير الأخير الذى أصدرته مؤسسة "كورنرستون جلوبال"، بشأن المخاطر المحيطة بإقامة الحدث الرياضى، وتحذيرها للشركات العاملة فى الدوحة، أو التى لها علاقة بالمشروعات الرياضية الكبيرة، من احتمالات الخسائر.
وحسب التقرير الذى نشره موقع "سكاى نيوز عربية" الثلاثاء الماضى، فإن أزمة قطر أدت لزيادة كلفة المونديال بين 20 و25% للشركات التى تستورد المواد المستخدمة فى مشروعات كأس العالم، وتسببت فى تأخير المشروعات شهرا عن جدولها المحدد، ولم يفلح المقاولون والشركات فى إقناع السلطات القطرية بتحمل فارق الزيادة فى التكاليف، فى حين بلغ عدد قضايا الخلافات المرفوعة على قطر فى غرفة التجارة العالمية بحلول 2015، والتى تصل إلى 30 قضية، فيما وصل عدد القضايا على الدوحة فى الغرفة فى السنوات العشر السابقة لخمس قضايا.
ويُعتقد أن هناك عددا أكبر من القضايا التى تتخلف فيها قطر عن دفع مستحقات المقاولين والمتعاقدين، خاصة المرتبطين بعقود لبناء مشروعات خاصة فى المونديال، لكن هؤلاء يخشون نقل النزاع لغرفة التجارة العالمية، خشية من إنهاء أعمالهم فى الدوحة.
بريطانيا تستعد لوراثة قطر فى تنظيم مونديال 2022.. ومسؤول: جاهزون للحدث
من جهة أخرى، أشار مسؤول بريطانى إلى أن لندن تستعد لتنظيم مونديال 2022، بعد الفترة الأخيرة التى شهدت توجيه انتقادات حادة لقطر، جراء المخالفات التى وصلت لحد الجرائم الإنسانية فى المشروعات التى تحاول إنهاءها لاستضافة المونديال، لكن حلم الدوحة باقتناص بطولات كأس العالم أوشكت على الضياع، ما دفع مسؤولا رفيع المستوى فى الاتحاد الإنجليزى لكرة القدم، لإعلان استعداد العاصمة البريطانية لندن لاستضافة مباريات مونديال 2022.
وأكد المسؤول البريطانى لصحيفة "ديلى ستار"، أن العاصمة لندن ستكون جاهزة تماما لاستضافة المونديال فور الإعلان الرسمى لسحبه من قطر، هذا ما يتردد داخل أروقة الاتحاد الإنجليزى للعبة، مؤكدا أن الأوضاع المتدهورة فى قطر جراء مقاطعة الدول العربية الأربع لها، وعنادها واستمرارها فى الإصرار على دعم الإرهاب، ستؤدى حتما لسحب تنظيم كأس العالم منها.
وأضاف المسؤول البريطانى، أن كرة القدم "لعبة نظيفة" وخالية من الحروب ودعم الإرهاب وغيرها من الأمور غير الأخلاقية، وهو ما لا يتناسب مع مواقف وممارسات قطر، وحال سحب المونديال من الدوحة ستتقدم لندن لاستضافته، فلها تاريخ عريق وحافل فى استضافة الأحداث الرياضية الكبرى، مثل دورة الألعاب الأوليميبة، متابعا: "نحن نمتلك ملاعب على أعلى مستوى، ووسائل النقل متوفرة، والبنية التحتية يشهد لها العالم كله"، مختتما بإبداء استغرابه من استضافة الدوحة لحدث بمثل هذه الضخامة رغم أنها دولة ضئيلة المساحة ولا تملك ما يليق بهذه البطولة من خدمات وبنية تحتية ورياضية.