من جانبه، أكد الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، أن هناك3 جامعات تكنولوجية لها الأولوية وهى جامعات ستكون فى بنى سويف وقويسنا والقاهرة، مشيرا إلى أن هذه الجامعات ستهتم بالتخصصات الفنية والتعليم الفنى لتلبية احتياجات المجتمع فى بعض التخصصات مثل النجارة والكهرباء والنسيج وغيرها.
وأضاف عبد الغفار، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أن هناك دفعة قوية خلال الفترة المقبلة لهذه النوعية من التعليم لأنه يعكس احتياجا مجتمعيا هاما وتحتاجه مصر محليا وإقليميا ودوليا، مؤكدا أن خرج هذا النوع من التعليم سيلتقطه السوق لحظة تخرجه، وذلك لأن أغلب الشركات العاملة فى العديد من المجالات تحتاج إلى هؤلاء الفنيون الحاصلين على درجة تعليم عليا.
وأشار إلى أنه سيتم تجهزى الجامعات الجديدة على مستوى الورش الفنية والتجهيزات المعملية اللازمة لضمان التطبيق الصحيح وألا يكون تعليما نظريا بل تطبيقيا حقيقيا، متوقعا أن الجامعة ستكون قادرة لى منح معلومات ومهارات أكثر وخريج مؤهل للداخل أو الخارج، مؤكدا أنه سيحصل على البكالوريوس لتغيير نظرة المجتمع للتعليم الفنى، مؤكدا أن الإجراءات بدأت لإنشاء 8 جامعات تكنولوجية جديدة موزعة على مناطق الجمهورية، مشيرًا إلى أن الرئيس السيسى وجه بسرعة البدء فى إنشاء 3 جامعات تكنولوجية، وهى: (القاهرة الجديدة، والكلية التكنولوجية بقويسنا، والكلية التــكنولوجية ببنى ســـــويف).
وأشار إلى أنه سيتم استكمال هذا المشروع خلال الفترة المقبلة، وذلك فى العديد من التخصصات، منها: (التشييد والصيانة ومواد البناء، والعلوم الصحية والتطبيقية، والمصايد واستزراع الأسماك، والترميم، والكهرباء والطاقة، والفندقة والخدمات السياحية، والصناعات الإلكترونية والمعدنية، والجلود، وإنتاج الورق والطباعة، والسيارات والشاحنات).
من جانبه، أكد الدكتور هانى الناظر، مدير المركز القومى للبحوث سابقا، أن مصر بها ما يقرب من 40 جامعة حاليا، قائلا: "نحتاج 80 جامعة على الأقل ولابد أن نصل 100 فى المستقبل لأن عدد الجامعات أقل من احتياجات المجتمع المصرى والتوسع فى الجامعات التكنولجية مطلوب للغاية وبدأ بالفعل فى ستينيات القرن الماضى بكلية الهندسة بحلوان التى كانت فى الأساس كلية تكنولوجية تطبيقية تختلف عن الهندسة".
وأشار الناظر إلى أن مشكلة المصانع فى مصر أنها تبحث عن الفنيين من الحاصلين على التعليم العالى وهذا غير متوفر، قائلا: "المصانع تبحث عن الفنيين اللى بيعرفوا يشتغلوا بأيديهم ومعاهم شهادة عالية وهذا النوع من الخريجين يتقاضى أعلى الرواتب فى العالم ومطلوب التوسع فيها فى مصر لأنها تلبى الاحتياجات المطلوبة"، موضحا أن هذا النموذج الجديد فى التعليم يناسب احتياجات السوق ويعد توجيها صحيحا للتعليم الجامعى فى مصر خاصة فى التخصصات المطلوبة فى السوق.
وأكد الدكتور هانى الناظر، أن نظرة المجتمع للتعليم الفنى بدأت تتغير والدليل على ذلك أن هناك شباب كتيرون تخرجوا فى الجامعة ويعملون فى غير تخصصهم، موضحا أن ثقافة العمل بدأت تتغير ونحتاج حملات قومية يشارك فيها الإعلام والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدنى، قائلا: "أمريكا بها 4 آلاف وهناك 85 جامعة فى ألمانيا وليس من الصعب على مصر أن يصل عدد الجامعات بها إلى 80 جامعة".
وأشار الدكتور عبد الله سرور، وكيل مؤسسى نقابة علماء مصر بالجامعات المصرية، إلى أن هذه الجامعات التكنولوجية تمثل أملا منتظرا لمصر ولكن هذا الأمل المنتظر علينا أن نستقبله بشكل من التخوف، قائلا: "لدينا تجربة ماثلة وهى تجربة الجامعة المصرية الإلكترونية ولم تفعل شيئا ولولا المشكلة التى وقعت بينها وبين جابر نصار رئيس جامعة القاهرة السابق لم نكن لنسمع بها"، موضحا أنه ليس هناك أثر مادى ملموس، وهناك تجربة أخرى فى الكليات الصناعية التكنولوجية تستقبل طلاب التعليم الصناعى وتمنح شهادة البكالوريوس للطلاب والمحصلة النهائية أصبحت امتدادا لما هو موجود.
وأوضح سرور، أن نظرة المجتمع لن تتغير لحاملى المؤهلات المتوسطة وطلاب التعليم الفنى إلا بشىء واحد لا تلتفت إليه الدولة حتى الآن وهو الثقافة؛ لأنها التى تقدر على تكوين عقل جمعى جديد وتوجهات جديدة وتقبل الخطط الحكومية، قائلا: "هنا لا يوجد أى عمل للاتجاه الثقافى فى المجتمع ووزارة الثقافة ميتة ولن يحدث هناك تغيير فى النظرة المجتمعية بدون الثقافة حتى لو عملت 100 جامعة، وما يحزن أن الناس توجهت للكليات التكنولوجية الجديدة عشان الجيش أو الزواج".