شهد اجتماع لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب، مساء اليوم الثلاثاء، انفعالات وشد وجذب بين النواب وبين الدكتورة رشا زيادة رئيس الإدارة المركزية لشئون الصيدلة بوزارة الصحة، بسبب أزمة اختفاء عقار البنسلين.
وحمل أعضاء اللجنة خلال مناقشة طلب إحاطة مقدم من النائبة إلهام المنشاوى، عضو اللجنة، بشأن اختفاء البنسلين، وزارة الصحة وتحديدا الإدارة المركزية لشئون الصيدلة مسئولية أزمة اختفاء البنسلين، وقررت اللجنة عقد جلسة خاصة بشأن أزمة نقص البنسلين خلال الفترة المقبلة، بحضور وزراء الصحة والمالية وقطاع الأعمال العام، مطالبة بضرورة تفعيل إدارة الأزمات فى وزارة الصحة لتلاشى أزمات نقص واختفاء الأدوية.
نواب يطالبون بالتحقيق مع إدارة النواقص بوزارة الصحة بسبب أزمة البنسلين
وطالب عدد من النواب بالتحقيق مع إدارة النواقص بوزارة الصحة وتحميلها مسئولية اختفاء ونقص بعض الأدوية ومنها البنسلين.
وقالت النائبة الدكتورة هالة مستكلى: "أطالب بالتحقيق فورا مع المسئول عن إدارة النواقص لأنها بالفعل لا تعطى اهتماما بالشعب المصري، أذن من طين وأذن من عجين، لازم نراعى الله واحنا قاعدين على الكرسي، ومن يرى أنه غير مدان فليتنحي، وأنا ساتبنى توصية بالتحقيق مع إدارة النواقص، ولابد من تشكيل لجنة تقصى حقائق، الكل بيرمى الكرة فى ملعب الغير".
فيما قال النائب محمود أبو الخير، أمين سر لجنة الشئون الصحية: "إدارة النواقص تتحمل المسئولية بسبب التراخى الموجود، وأطالب بحصر الأدوية الاستراتجية، كفايا كلام على ورق وإنشاء، احنا كدت أمامنا سنة لحل أزمة البنسلين، والرقابة ضعيفة، لازم تفعيل الرقابة".
وطالب أبو الخير، بتوجيه خطاب رسمى للحكومة ضد الإدارة المركزية لشئون الصيدلة، قائلا: "مش هينفع التعامل بالشكل دا فى كل أزمة".
ومن جانبه، قال الدكتور أحمد العرجاوى عضو لجنة الصحة، إن المشكلة عند الحكومة مش عند شركات الأدوية، والوزارة بها قطاع الصيدلة وبهإادارة اسمها ‘دارة النواقص، وأصدرت تقرير منذ أشهر عن طريق الإدارة المركزية، بأن هناك بدائل.
وتابع "العرجاوى": "الإدارة المركزية متورطة فى أزمة البنسلين ومعايا مستندات على ذاك، واتهم الحكومة بالإضرار العمدى بصحة المواطن المصرى ، ولولا اننا ننتج البنسلين وكنا بنرسل بنسلين لليمن ومن ثم أعدنا الشحنة لكان المواطن المصرى فى أزمة كبيرة لا يعلم حدودها إلا الله".
وحمل شركة اكديميا، المسئولية عن أزمة البنسلين لأنها تتحكم فى 90٪ من انتاج البنسلين، وطالب بتأجيل المناقشات لحين حضور الحكومة ممثلة فى وزارة الصحة وليس شركات قطاع الأعمال كما هو الحال، إلا أن حضور رشا زيادة رئيس الإدارة المركزية دفع اللجنة لاستكمال المناقشة.
عضو "صحة البرلمان" لـ"الحكومة": "الدواء خط أحمر..حسوا بالناس"
وطالب النائب حاتم عبد الحميد، عضو لجنة الشئون الصحية، الحكومة باتخاذ إجراءات على أرض الواقع لحل مشاكل نقص الأدوية وتخفيف معاناة المواطنين، قائلا: "الدواء خط أحمر وربنا هيحاسبنا، الإدارة المركزية فى وزارة الصحة عندها نقص في كل الأدوية، والناس مش لاقية علاج، الناس هتموت والموضوع خطير، ودي مسئوليتنا في لجنة الصحة، ولازم وزير الصحة يجي ويقولنا عملوا ايه".
وتابع موجها حديثه للحكومة: "عايزين رد بوقائع ومستندات ودلائل مش كلام علي ورق..حسوا بالناس يا حكومة..ربنا هيحاسبنا، فين إدارة الأزمات في الوزارة".
من ناحيته، قال الدكتور أيمن أبو العلا وكيل لجنة الصحة: " وصل لى أمس تقرير كامل حتى لا نحمل شركة أكديميا المسئولية، والشركة مملوكة بنسبة 90 % لمساهمين عرب ومصريين، وقرروا استيراد 42 مستحضرا دوائيا منهم مصل عضة الكلب واحد البنسلين اللى فى الصناديق، ولم تعرف الاستيراد لأنهم أجانب، فكلفوا الشركة وكتب مديرها تعهد عدم الاستيراد إلا من خلال الشركة التى تمتلك فيها أكديميا 10% وهو شغل النيابة التى تحقق، وبدأ البنسلين في التناقص بعد ذلك فى أبريل".
وتساءل أبوالعلا: "لماذا لم تكلف شركة "سيد للأدوية" لإنتاج البنسلين؟"، وتابع: "الدكتورة ألفت غراب مشت الراجل المسئول وفى السوق 2 مليون وحدة، وشركة تكنو فارم أرسلت تقرير للإدارة المركزية للنواقص بوزارة الصحة لأنه سيحدث نقص حاد فى البنسلين، وأيضاً سيحدث نقص فى الأنسولين وأنا بحذر الحكومة، وأقول للحكومة لا ترمى الكرة فى جهة أخرى، وكان يجب على الحكومة تنشيط الشركات لإنتاج البنسلين"، متسائلا عن سبب عدم إنتاج شركات قطاع الأعمال.
وقالت النائبة إلهام المنشاوى مقدمة طلب الإحاطة: "إن الحكومة المتسببة فى أزمة البنسلين لأن الدنيا كلها كانت بتقول إن فى أزمة وكان فى تصريحات حكومية على الشاشات تقول مفيش أزمة، وبدأت الناس تقول لنا إن مفيش بنسلين اللى بيتباع بـ8 جنيهات وإن فى بدائل بـ150 جنيها فى السوق السوداء وفِى عقار تركى بـ185جنيها، مشاكل الدواء مستمرة، لكن موقف الوزارة كان غريب بنفى حدوث أزمة".
وتابعت المنشاوى: "لما أكلم الدكتورة رشا زيادة رئيس الإدارة المركزية لشئون الصيدلة بوزارة الصحة، متردش عليا وابعتلها رسالة واتس اب متردش وابعت لها رسالة عادية على الموبايل بقولها ردى للأهمية انا فلانه متردش، وكلمت وكيل الوزارة فى الإسكندرية الذى وعدنى بتوفير البنسلين فى الصيدليات وبعتنا الناس ومكنش فى أى تحرك".
ممثل الصحة فى البرلمان: نراقب السوق السوداء.. ولم نقصر فى أزمة البنسلين
ورفضت رئيس الإدارة المركزية لشئون الصيدلة بوزارة الصحة، اتهامات النواب لإدارتها بالتقاعس والتراخي فى التعامل مع الأزمة، قائلة: "كل ما طلب من بيانات ومعلومات من قبل النواب موجودة وكل الإجراءات تمت، عشان تقولوا إن الإدارة المركزية المتسببة غير صحيح"، فعقب بعض النواب قائلين: "دا رد فعل"، لترد "زيادة": "لا مش بنشتغل رد فعل".
وقالت الدكتورة رشا زيادة: "إحنا بنحتاج تشريعات وهناك مقترح الوزير هيقدمه، واحنا اشتغلنا على أزمة البنسلين منذ 3 أشهر، إحنا فى مرحلة بعد تحرير سعر الصرف، وبنراجع ورا اللى بيشتغلوا في السوق السوداء زى تجار المخدرات".
"الصحة": أزمة البنسلين ستنتهى.. وإغراق السوق به بعد 20 ديسمبر الجارى
وقالت الدكتورة رشا زيادة، رئيس الإدارة المركزية لشئون الصيدلة بوزارة الصحة، إن السوق بعد 20 ديسمبر الجارى سيشهد إغراقا من البنسلين بعد وصول شحنة قوامها 800 ألف عبوة إضافية، نافية فى الوقت نفسه وجود أزمة نقص الأنسولين فى السوق.
وأضافت "زيادة"، أن الوزارة كانت تعلم بوجود أزمة منذ 3 أشهر وتحركت من خلال توريد مواد خام من الخارج لتمكين شركة المهن الطبية من تكثيف إنتاجها لثمانى أضعاف خاصة وأن الإنتاج على الأقل شهرين، والسوق كان بها 2.4 مليون عبوة وقت الأزمة.
وأشارت رئيس الإدارة المركزية لشئون الصيدلة بوزارة الصحة، إلى أن هناك بالفعل بدائل النوع الذى كان ناقصا فى السوق إلا أن المريض يسعى لهذا النوع المنقوص المستورد وجارى وضع إجراءات لتعديل نظام الاستيراد، مضيفة أن مشكلة السوق السوداء ظهرت خلال الأزمة غير أن وزارة الصحة حددت 10 عبوات لكل صيدلية كل يوم لمحاصرة أى محاولة لتسريبه.
واستطردت الدكتور رشا زيادة: "أواخر شهر نوفمبر وحتى أوائل ديسمبر كانت أزمة البنسلين شديدة فأبلغنا النيابة العامة للتحرك، ونحن نعترف بوجود أزمة، والوزارة شعرت بالأزمة من الخط الساخن فى شهر يوليو الماضى، واتصلنا بشركة المهن الطبية وتكنو فارم وشركة مصر للمستحضرات، وأشتغلنا فى الإنتاج المحلى لمدة 3 أشهر للإنتاج حتى شهر أكتوبر الماضى، وما عطلنا هو إجراء التحليلات علب المادة الخام ولا يمكن لمسئول حكومى أن يصدر قرار لشركة للإنتاج غدا لأن المسألة تحتاج شهرين على الأقل، وإننا لا نجبر شركة على إنتاج كمية معينة، لأننا فى سوق حر والشركات لها حرية الإنتاج بحد أقصى محدد، لكننا نقوم بالتدخل إذا أنتج المصنع كميات أكبر من المسموح لهم فى نظام الصندوق، لذلك نعتمد بشكل أكثر على الاستيراد".
فقاطعها النائب أيمن الو العلا: "يارب متحصلش أزمة فى علاج الأنسولين لأنى أرى بوادر أزمة"، فقالت له الدكتورة رشا: "الأنسولين مش هتحصل فيه أزمة على الأرض خالص، إن شاء الله".
وتابعت زيادة: "يوم 2 /10/2017 عملت موافقة مبدئية لصالح المريض للموافقة الاستيرادية، وفوجئنا عدم وجود توريد، والمفروض وصلنى مش شركة اكديميا أنه لا يحق إعطاء بنسلين إلا لشركة تكنوفارم، ولولا إصدارى لموافقة مبدئية بالإنتاج لكانت الأزمة أكبر مما نتحدث عنها، وتوقعت أن تنتهى الأزمة نهائيا يوم 20 ديسمبر".
وعلق الدكتور أحمد العرجاوى عضو لجنة الصحة، قائلا: "اللى تربح تربح، دى الوزارة خدمت شركات التوزيع خدمة العمر وهما مش محتاج وفت أكتر لأنهم خلاص عملوا الفلوس".
من جانبها، أوضحت النائبة إلهام المنشاوى عضو اللجنة: "سبب موافقتنا على رفع الأسعار منذ أشهر بعد طلب الحكومة، هو توفير جميع الأدوية خاصة المزمنة لكننا لم نجد أدوية متوفرة ولا أى شىء".
ووجهت "المنشاوي"، حديثها للدكتورة رشا زيادة، قائلة: "حضرتك بتقولى أزمة البنسلين هتنتهي يوم 20 ديسمبر وأنا بقولك الناس مش لاقية البنسلين فى الصيدليات وأنا مليش علاقة بكلامك لأن الوزارة فى عز الأزمة كانت بتنفى لوسائل الإعلام وجود أي أزمة".
وردت ممثلة وزارة الصحة، طالبة من النائبة أن تنزل معها في زيارة ميدانية لتتأكد، فردت النائبة عليها قائلة: "مش محتاجة أنزل جولات أنا عايزة الناس تشتري الدواء بسعره من الصيدليات فقط، ولجنة الصحة قدمت مقترحات وروشتة بالحلول وقلنا نفتح نظام الصناديق ولم تستجب الوزارة لكسر التلاعب والتحكم في الأدوية، والحكومة تتاجر فى الخسارة لأن الشركة القابضة للأدوية تخسر 500 مليون جنيه فى السنة، لو الشركات الحكومية مش قادرة تقوم بشغلها نقوم نقفلها أوفر لنا".
وكان اجتماع لجنة الشئون الصحية شهد فى بدايته، حالة من الغضب بين النواب أثناء مناقشة طلب إحاطة بشأن اختفاء دواء البنسلين من الصيدليات والمستشفيات، وذلك نظرا لتأخر حضور ممثل وزارة الصحة الدكتورة رشا زيادة رئيس الإدارة المركزية، أكثر من نصف ساعة.
وهدد أعضاء اللجنة قبل وصول "زيادة" بتقديم مذكرة لرئيس المجلس توجه لرئيس مجلس الوزراء تكون شديدة اللهجة اعتراضا على التمثيل غير اللائق من وزارة الصحة، وطلبوا رفع الجلسة فيما يخص طلب الإحاطة وعدم مناقشته، إلا أن الدكتورة رشا زيادة حضرت فى هذا التوقيت واعتذرت عن التأخير بسبب الطريق وكونها كانت فى اجتماع مع الوزير - بحسب قولها.