انشقاق أسرة آل ثانى عن حكم تميم شكل إحدى تداعيات الأزمة الخليجية المستمرة، نتيجة رفض شرفاء وحكماء القبائل القطرية للسلوك الذى ينتهجه تنظيم الحمدين الذى يحكم الدوحة، وشذوذه عن النهج العربى وارتمائه فى أحضان من يكنون له العداء، وممارساته العبثية على مدار السنوات الماضية، إضافة إلى ترجيح مراقبون بأن خروج آل ثانى عن حكم تميم يعد مؤشرا قويا على تصاعد الخلافات والصراعات بين أجنحة الأسرة الحاكمة.
اجتماع حكماء قطر
اجتماع "الإنقاذ" وضع تميم فى "مأزق"
واحتشد أعضاء آل ثانى المعارضين للنظام القطرى، أمس الاثنين، ويعد ثانى اجتماع يتزعمه عضو العائلة الحاكمة الشيخ سلطان بن سحيم آل ثانى ويقود حركة تصحيح مسار لنظام بلاده، بعد اجتماع نوفمبر الماضى على الحدود السعودية ـ القطرية، واعتبر ضربة قوية للنظام القطرى حيث جاء متزامنا مع اليوم الوطنى لقطر، وشكل مفاجأة لتميم حيث ظهر فيه منشقون عن حكمه من أسرة آل ثانى، نادوا بعودة الدوحة إلى الحضن الخليجى.
الإجتماع الذى شارك فيه أكثر من 20 فردا من عائلة آل ثانى فى مجلس واحد، والذى جاء تلبية لدعوة الشيخ سلطان بن سحيم بهدف تضامن حكماء الأسرة وتكاتف أبنائها للعمل على إنقاذ قطر، وضع الأمير تميم فى "مأزق" كبير، بعد خروج أعضاء أسرة آل ثانى التى طفح بها الكيل من ممارسات النظام عن حكمه، ودعت للاحتفال باليوم الوطنى فى قطر بعد عودتها لعروبتها ولأصلها ولنسيجها الخليجى.
وخلال الاجتماع وأعرب بن سحيم عن رفضه التام لحملة سحب الجنسية القطرية من أبناء القبائل القطرية التى شنتها الدوحة أخيرا، مشيرا إلى أن "سحب الجنسيات مرفوض، كل أهالى قطر وقبائل قطر إخواننا وأهلنا، الجور عليهم هو جور علينا، وما يضرهم يضرنا".
احتشاد على الحدود السعودية القطرية يهز عرش تميم
اجتماع المعارضة لم يكن الأول من نوعه، بل جاء بعد احتشاد دعا إليه سلطان بن سحين يوم الجمعة نوفمبر الماضى فى جوف بنى هاجر بالمنطقة الشرقية على الحدود القطرية السعودية، تضامنا مع القبائل القطرية، التى المنكل بها والتى تم سحب جنسيتها، وفى مقدمتها شيخ قبيلة آل مرة المعارضة للحكومة ونحو 50 من أفراد أسرتهم، ومصادرة أموالهم، إضافة إلى شيخ قبيلة شمل الهواجر (الشيخ شافى ابن شافى)، مؤخرا وعدد من أفراد قبيلته بعد أن استنكر تصرفاتها تجاه جيرانها، حيث حذر أبناء القبائل نظام الدوحة من استخدام كارت سحب الجنسية الذى لن تقلل من قيمة القبائل وشيوخها فى التاريخ.
الشيخ سلطان بن سحيم
ووجه بن سحيم للأمير القطرى الراعى الرسمى للإرهاب فى العالم، رسالة مفادها أن قبيلته هى القبيلة المؤسسة لقطر، وهى نفسها التى ستخلص هذا البلد من الظلم والجور والفساد والممارسات الخارجة عن أطر الأعراف القبلية المعهود بها فى الخليج، عندما قال فى خطبته يوم الجمعة 18 نوفمبر: "أننا نحن المؤسسون لقطر ونحن الذين سنطهرها"، وأضاف بن سحيم الموجود فى السعودية، مساء الجمعة، "لم نبدل موقفنا ولم نغير أخلاقنا ولم نتنكر لقيمنا أبدا ولن تضعف همتنا يوما واحدا".
لماذا الشيخ بن سحيم؟
نالت أسرة الشيخ بن سحيم نصيبا كبيرا من التنكيل والقمع على يد النظام القطرى فى الداخل، وكانت سابقة هى الأولى من نوعها فى العالم لانتهاك الخصوصية عندما اقتحمت قوات القمع الإرهابية فى الدوحة قصره، وداهمت وحدات قوات أمن الدولة المكونة من 15 عنصراً القصر، وقامت بمصادرة نحو 137 حقيبة وعدداً من الخزائن الحديدية تحوى جميع وثائق ومقتنيات الشيخ سلطان، وكذلك مقتنيات والأرشيف الضخم لوالده سحيم بن حمد آل ثانى وزير الخارجية السابق الذى يشكل ثروة معلوماتية وسياسية رفيعة القيمة، ويمثل تسجيلاً دقيقاً لتاريخ قطر وأحداثها الداخلية منذ الستينيات حتى وفاته عام 1985.
واقتحم الأمن الغرفة الخاصة للشيخة منى الدوسرى أرملة الشيخ سحيم ووالدة الشيخ سلطان، وبعثروا محتوياتها وصادروا كل صورها الشخصية والعائلية الخاصة بالإضافة إلى نهب كل المجوهرات والمقتنيات والأموال، وخلال العمليات الثلاث تعرض العاملون فى القصر إلى التعدى والضرب والاعتقال؛ وقامت السلطات القطرية جمدت كل حسابات الشيخ سلطان واستولت على أختامه وصكوكه وتعاقداته التجارية مما يشكل خطراً بتزويرها والإضرار به على جميع المستويات كما أن الصور والمقاطع الخاصة بالشيخة منى تشكل تعدياً صارخاً على خصوصيتها".