يبدو أن قرارات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الخاصة بفرض رسوم جمركية على واردات عدد من الدول لبلاده لا تقتصر فقط على عقوبات يرغب فى فرضها على الصين بشأن سرقتها لحقوق الملكية الفكرية الأمريكية، ولكنها تمتد لعدد من الدول أيضا.
فرغم ما تردد من قبل عن حصول دول الاتحاد الأوروبى على إعفاء من ترامب حول الرسوم الجمركية المفروضة على واردات الحديد والألومنيوم عاد ترامب ليقول أمس، إن إعفاء دول الاتحاد الأوروبى مشروط ويمتد لـ40 يوما فقط.
وطالب زعماء دول الاتحاد أمريكا بحسب رويترز “أن تحول الإعفاء المؤقت من الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومونيوم إلى إعفاء دائم، قائلين إنهم يحتفظون بالحق فى الرد ”بطريقة متكافئة “لحماية مصالح الاتحاد".
وعبر رئيس بلجيكا نصا عن رفضه للقرار بحسب رويترز قائلا "إن الإعفاء الذى منحته واشنطن ومدته 40 يوما يجعل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يبدو وكأنه "يصوب مسدسا إلى رأسنا".
وأصدر دول الاتحاد الأوروبى بيان أثناء تواجدهم فى بروكسل قائلين أن القرارات التى فرضها ترامب لا يمكن تبريرها بدواعى الأمن القومى باعتباره الأساس الذى استندت إليه واشنطن.
وقال البيان بحسب رويترز "يؤيد المجلس الأوروبى بقوة الخطوات التى اتخذتها المفوضية "الأوروبية" لضمان حماية مصالح الاتحاد الأوروبى بشكل كامل والاحتفاظ بحقوقه.
وقالت المفوضة التجارية الأوروبية سيسيليا مالستروم، التى تتفاوض بالنيابة عن دول الاتحاد الثمانى والعشرين، إن الأوروبيين لا يريدون أن يُعاقبوا عن أفعال أثارتها إلى حد كبير اتهامات بإغراق صينى للسوق، وإنه يجب على واشنطن وبروكسل أن تتعاونا.
وأضافت قائلة على تويتر الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى يجب أن يعالجا سويا مثل هذه القضايا. نتطلع الآن إلى حوار مع الولايات المتحدة حول قضايا التجارة ذات الاهتمام المشترك، مثل فائض طاقة إنتاج الصلب.
ويبدو أن ترامب بهذه الطريقة ينوى فقدان كافة حلفائه ومحاربتهم فى وقت قد بدأ فيه بالفعل فى فرض رسوم جمركية على ورادات ما يزيد قيمته عن 60 بليون دولار من ورادات بضائع صينية لأمريكا.
وكان رد الصين واضحا أيضا على ذلك وعلى الجانب الآخر، قالت وزارة التجارة الصينية أنها جاهزة للثأر من الرسوم الجمركية الجديدة، مؤكدة فى تصريح نقلته بى بى سى أن الصين لن تصمت أو تترك حقوقها الشرعية ومصالحها عرضة للضرر وسوف تقوم بأخذ كل الخطوات الضرورية بحزم دفاعا عن حقوقها الشرعية، ومن المتوقع أن تؤدى الرسوم الجمركية المفروضة إلى زيادة فى التكلفة على المستهلكين.
كل الأدلة السابقة تؤكد احتمالية وقوع حرب تجارية كان قد قال عنها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قبل ذلك فى تغريدة على موقع تويتر إنها جيدة وسهلة الفوز، ولكن وزير الخزانة الأمريكى عاد ليقول أن ترامب لا يسعى لبدء حرب تجارية.
فى نفس الوقت أعلنت وزارة التجارة الصينية الجمعة، عن أنها تخطط لفرض تعريفة جمركية على ما قيمته 3 مليارات دولار أمريكى من وارداتها من البضائع الأمريكية، كما ستقوم بكين بتطبيق تعريفة جمركية بنسبة 25% على مجموعة أخرى من المنتجات الأمريكية، منها منتجات لحوم الخنزير التى تعد الشريحة الأكثر إدرارا للربح بين صادرات الولايات المتحدة إلى الصين.
وكانت كريستين لاجارد، مدير صندوق النقد الدولى قد قالت قبل ذلك فى بيان ختامى لاجتماعات مجموعة العشرين، إنها حثت وزراء مالية ومحافظى البنوك المركزية لمجموعة العشرين على "تفادى اللجوء إلى إجراءات استثنائية" لتسوية النزاعات التجارية، وأكدت أن الوقت موات لأن تنفذ الدول إصلاحات اقتصادية "لجعل النمو أكثر قوة واستدامة وتوازنا وشمولا"، وأضافت: "انضممت إلى آخرين فى تكرار القول بأننا يجب أن نتفادى إغراء سياسات الانكفاء على الذات، وبالأحرى أن نعمل سويا لخفض الحواجز التجارية وتسوية الخلافات التجارية بدون اللجوء إلى إجراءات استثنائية".