رفض عدد من نواب البرلمان التطرق لفكرة المصالحة مع جماعة الإخوان الإرهابية، مؤكدين أن الحديث عن المصالحة يهدم الجدار العازل بين الشعب والفكر الإرهابى، بالإضافة إلى أن الدعوة تعد انقلابا على ثورة 30 يونيه، خاصة وأن الجماعة تلطخت أيدي أعضائها بدماء المصريين، ولا يمكن أن تسكن الدولة بين ضلوعها جماعة إرهابية.
مصطفى بكرى: الحديث عن المصالحة مع الإخوان يهدم الجدار العازل بين الشعب والفكر الإرهابى
فى البداية، قال النائب مصطفى بكرى عضو مجلس النواب، إن الحديث عن المصالحة مع الإخوان يعد هدما فى الجدار السميك العازل بين الشعب المصرى والفكر المتطرف والإرهابى، وهذا أمر غريب يأتى فى لحظة حققنا فيها الانتصار والاصطفاف الوطنى حول الرئيس عبد الفتاح السيسى.
وأضاف بكرى فى تصريح خاص لـ"برلمانى": لا أعرف سببا للحديث عن المصالحة فى الوقت الحالى، فالإخوان تساقطوا وتراجعوا كثيرا ولم تعد لهم شعبية، وما يحدث الآن محاولة لإعادة الإخوان للمشهد السياسيى، لدخول البرلمان وتكرار نفس السيناريو، متسائلا: هل تراجع الإخوان عن أفكارهم ومواقفهم حتى يمد البعض يده بكلام ليس منطقيا.
وتابع عضو مجلس النواب: الذين حاوروا الإرهابيين لم يحققوا شيئا، بدليل عودة عصام عبد الماجد وصفوت عبد الغنى بعد المراجعات التى تمت فى السجون إلى ممارسة ذات العنف والإرهاب، واستطرد بكرى: من يريد التوبة فليعلن ذلك وحده.
وأكد بكرى أن الدولة لا تترصد أحدا، وتقف فى مواجهة كل المتآمرين والذين يحملون السلاح، بدليل أن أحمد فهمى رئيس مجلس الشورى الإخوانى مازال حرا طليقا ـ والدولة لا تترصد ولكن تطبق القانون على كل مجرم. ما يحدث الآن ليس محاولة لاسترداد شباب قد ضلوا الطريق ولكنها محاولة لادماج الإخوان فى العملية السياسية وإعادة إنتاجهم مرة أخرى، متناسين دم الشهداء ومقتضيات الأمن القومى ومشاعر الشعب المصرى.
ومن جانبه انتقد النائب محمد أبو حامد عضو مجلس النواب، التطرق لإجراء مصالحة مع جماعة الإخوان الإرهابية، متسائلا: هل هناك دولة تتصالح مع الإرهاب وتسكن بين ضلوعها جماعة إرهابية كل فترة تقتل وتخرب وتخطط للفساد والإفساد.
وأكد أبو حامد فى تصريح لـ"برلمانى" أن تاريخ الإخوان من أيام جمال عبد الناصر وبعد محاولة اغتياله، ودخول دول للتوسط، والإفراج عنهم، تاريخ سىء، فلم يتوقفوا عن التخطيط المستمر للشر وهدم الدولة وتدمير الحدود، متابعا: عندما قام السادات بعمل مهادنة معهم لأغراض سياسية تم اغتياله منهم، كما اغتالوا غيره من رجال الدولة سواء القوات المسلحة والشرطة والأفراد.
وتساءل أبو حامد: بعدما ترك لهم مبارك بعض المجالات هل امتنعوا عن الشر؟
وذكر عضو مجلس النواب، أنه لا يوجد دولة بالعالم تصنف جماعة كجماعة إرهابية ثم تقبل أفكارا مثل التصالح معها، مؤكدا أن طرح الفكرة للتصالح مع الإخوان بمثابة تصالح مع الإرهاب، وعلى الدولة بكافة مكوناتها أن تعلم أن ثورة 30 يونيه كانت ضد جماعات الإرهاب والعنف.
واستطرد البرلمانى محمد أبو حامد، أن من يدعو للمصالحة مع الإخوان ينقلب على ثورة 30 يونيو ويهدر دم الشهداء الذين دفعوا أرواحهم فداء للبلد من أبناء الجيش والشرطة والمواطنين، فى حين أن هناك مبدأ عالمى بأنه لا تفاوض مع الإرهاب بمعنى أن أسس التعامل معهم هى القانون وسيفه.
وأردف عضو مجلس النواب، أن الإخوان كلهم مجرمون قتلة ومعتقداتهم معتقدات كفر وتكفير، متابعا: من الأفضل أن نتحدث عن إجراءات تفكيك التنظيم وتطهير النقابات والجمعيات الأهلية والمجتمع من عناصر الإخوان.
وبدوره قال النائب طارق الخولى أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان: اختلافنا مع الإخوان ليس اختلافا متعلقا بشئون سياسية ولا أوضاع اقتصادية ولا المسائل التى يروجها البعض ويحاول تصديرها، لكن اختلافنا مع الجماعة اختلاف على وطن، ونحن نتحدث عن جماعة ليس لديها ولاء للهوية المصرية والإيمان بالوطن والدولة المصرية.
وأضاف الخولى فى تصريح خاص: لدينا كلمة شهيرة للمرشد الأسبق لجماعة الإخوان مهدى عاكف قال فيها "طظ فى مصر"، فهذه هى عقيدة الإخوان، فوطنهم هو الجماعة، موضحا أن الحديث عن المصالحة مضى عليه الزمان، لأن الإخوان ارتكبوا جرائم واسقطوا شهداء فى صفوف المصريين من المدنين والجيش والشرطة، ومن العار أن نتحدث عن المصالحة بعدما تلطخت أيدى الإخوان بدماء المصريين.
وتابع الخولى، أن الإخوان تعاملوا مع المصريين بمنطق "نحكمكم ونصنع ما نشاء"، فيكفروا المعارضين ويحاصروا مدينة الإنتاج رمز الإعلام والمحكمة الدستورية العليا رمز القضاء ويعتدوا على المصريين باسم الدين، فهؤلاء ارتكبوا فظائع يجب أن نتذكرها دوما للانتباه لأى دعوات خبيثة لعودتهم للمشهد من جديد.
واستطرد أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان: سنجد أن من يدافع عن عودة الإخوان مرة أخرى للمشهد السياسى المصرى، هم قوى الهيمنة والمستعمرين القدامى، وبشكل واضح نجد دعم التنظيم الإخوانى يأتى من القوى الإقليمية المتربصة بمصر وبالتالى المسألة واضحة فالجماعة صنيعة المخابرات الإنجليزية، وهنا بعد الأمن القومى والخطر على الدولة المصرية يتطلب ألا يعودوا من جديد للمشهد.