الأيام الماضية شهدت خروج فتاوى سلفية تحرم الاحتفال بشم النسيم، وزعم مطلقو تلك الفتاوى أن تلك الأعياد لا ترتبط بعائد لا يقرها الدين، كما زعموا أن هناك فتاوى صدرت من دار الإفتاء المصرية تحرم الاحتفال وأرسل تلك الكلمات عبر جروبات الواتس آب، واعتاد أبناء الدعوة السلفية إطلاق مثل هذه الأحاديث تزامنًا مع الأعياد المصرية لكن المصريون اعتادوا أيضًا ألا يبالون أو يعيروها انتباه، ويكفيهم ما يخرج من المؤسسات الدينية الرسمية.
يُشار إلى أن الدكتور شوقى علام، مفتى الديار المصرية ظهر فى فيديو عبر صفحة دار الافتاء الرسمية يؤكد فيه أن الاحتفال بشم النسيم من العادات المصرية ولا توجد فيها طقوس مخالفة للشرع ومن المعروف، ومن المقرر أن العادات والأعراف طالما أنها لا تخالف الشرع فهى جائزة ولا يلتفت لمن يقول أن هذا الاحتفال له من الجذور والأصول والمحتفلين فى هذا اليوم لا يلتفتون لمثل هذا الكلام.
وإعمالا بنصيحة مفتى الديار المصرية لم يلتف المصريون لفتاوى التحريم وخرجوا للحدائق العامة والشواطئ لقضاء العطلة أعياد الربيع توافد مئات الآلاف على الحدائق العامة، وبالتأكيد كان النصيب الأكبر لحديقة الحيوان بالجيزة، وبالنسبة للمدن الساحلية فإن الشواطئ ازدحمت بالمواطنين الذين ذهبوا لشم النسيم عليها، والاستمتاع بهدوئها، وفى القاهرة كان للكورنيش بالمناطق المختلفة نصيب كبير من التواجد الأسرى الذين استمتعوا بالمشروبات الساخنة وركوب الحنطور مثلما الحال على كوبر قصر النيل.
عادة أخرى ترتبط دوما بشم النسيم وهى تناول الأسماك المملح كالرنجة والفسيخ خصوصا الأخير الذى تكثر التحذيرات الطبية حوله بسبب وجود حالات تسمم جراء تناوله فى السنوات الماضية، كما أن هناك مضاعفات صحية غالبًا ما تحدث لمن يفرط فى تناوله ورغم حملات التوعية التى تقوم بها الجهات الرسمية ممثلة فى وزارة الصحة أو غيرها من وسائل الإعلام لكن المصريون يصرون على تلك العادة ويتناولون الفسيخ ويتفننون فى تحضير أطباقه ويتباهون بها عبر مواقع التواصل الاجتماعى، لاسيما أنه فى هذا اليوم يكون تجمع عائلى حول تلك الوجبة فلا يريدون تضيع تلك الفرصة ويتعاملون بمنطق "مفيش حد بيموت ناقص عمر".