فى الوقت الذى يسعى فيه الديكتاتور التركى رجب طيب أردوغان، لطمأنة الأتراك بشأن وضع اقتصاد البلاد المتدهور، بخداعهم عبر تصريحات مضللة ووعود زائفة، واصلت الليرة التركية الهبوط سريعا أمام عملات النقد الأجنبية، مما كبد آلاف التجار فى البلاد لخسائر فادحة وركود غير مسبوق.
ويواصل أردوغان بغطرسته مسيرته الفاشلة فى قيادة اقتصاد بلاده للهاوية والسقوط، حيث تراجعت الليرة التركية فى منتصف تداولات بداية الأسبوع الجارى، إلى 6.87 ليرة لكل دولار واحد، لتقترب من حاجز الـ 7 ليرة مقابل الدولار الواحد.
وشهد سوق "محمود باشا" فى إسطنبول، أحد أبرز نقاط التسوق الشعبية لمحدودى الدخل فى تركيا، حالة ركود غير مسبوق، فقد تسبب عزوف المواطنين عن الشراء فى عجز التجار عن سداد إيجار محلاتهم، بينما يكتفى السياح الزائرون للسوق بقضاء الوقت فى المشاهدة أكثر من الشراء.
وفى الوقت الذى ترتفع فيه أسعار العملات الأجنبية أمام العملة المحلية "الليرة"، فأن عملية التسوق توقفت فى سوق محمود باشا الذى يعد وجهة الباحثين عن التسوق الرخيص، حيث يمر السوق بأكثر فتراته ركودا وبات التجار يواجهون صعوبة فى سداد الإيجار.
وقالت وسائل إعلام تركية معارضة، إن السياح العرب والأجانب المتوافدون على السوق لا يحققون الحراك التجارى المرجو، حيث أوضح تجار السوق المنزعجون من حالة الركود أنهم يترقبون تدفق المواطنين على السوق قبيل عيد الأضحى.
وأكد أحد التجار فى السوق ويدعى زكى أرديل، أنه قد يتمكن من سداد إيجار هذا الشهر فى حال تدفق المواطنين قبيل عيد الأضحى قائلا: "المستهلك المحلى بات لا يتردد على السوق بسبب ارتفاع مؤشر العملات الأجنبية. ويتردد السياح العرب والأجانب على السوق لكنهم لا يتسوقون بالمستوى الذى نريده، هم فقط يقضون الوقت".
وأضاف التاجر التركى: "أصبحنا مضطرين للمساومة مع الزبون مدة نصف ساعة على الأقل كى نتمكن من بيع قميص واحد. لعلى أتمكن من سداد إيجار هذا الشهر فى حال توافد المواطنين قبل العيد. العديد من رفاقى يبحثون نقل محلاتهم، ويمكننى القول إن سوق محمود باشا يشهد حالة من الركود الكامل إلى درجة لا تتحرك فيه حتى الأوراق".
ويواجه تجار السوق الذين كانوا فى السنوات الماضية يجدون صعوبة فى تلبية طلبيات التجار بالمدن الأخرى فى الأناضول ركودا كاملا فى الفترة الأخيرة مع تراجع الطلبيات.
ويشير التجار إلى حصولهم على قروض بأجل 3 أشهر وأن طول الأجل يؤثر سلبا بسبب ارتفاع مؤشر العملات الأجنبية يوميا.
يذكر أنه مع التراجع الجنونى الذى شهدته الليرة التركية خلال تعاملات الجمعة الماضية، والتى بلغت 20%، أصبحت مجمل ما فقدته الليرة التركية من قيمتها 75% منذ 8 أشهر من العام الجارى.
ووصل سعر صرف الدولار الأمريكى الواحد إلى مستوى تاريخى غير مسبوق، مسجلا 6.83 ليرة تركية للمرة الأولى، ليعلن دخول الليرة التركية فى أزمة خطيرة. وسجل الدولار الأمريكى ارتفاعا قدره 180 قرشا خلال 5 أيام فقط.
كما سجل اليورو ارتفاعا جنونيا أمام الليرة التركية، ليصل إلى مستوى 7 ليرات و55 قرشا، بزيادة قدرها 20%. أما الذهب فقد حلق أيضا مرتفعا بزيادة 20%، ليصل الجرام الواحد إلى 249 ليرة تركية.
وعلق البروفيسور يالتشين كاراتيبه عضو هيئة التدريس بجامعة أنقرة على انهيار الليرة التركية، وأكد أن ما تمر به تركيا أزمة اقتصادية خطيرة وأن الوضع ليس مؤقتا، موضحا أن العجز التجارى فى تركيا وصل إلى 57 مليار دولار أمريكى فى 12 شهرا، ويستمر فى الارتفاع، واصفا الوضع الحالى للاقتصاد التركى بأنه مثل تسخين الماء وأنه وصل الآن إلى مرحلة الغليان الذى قد يصل إلى الاشتعال.