لم يكن خروج قيادى إخوانى هارب من الجماعة، وإعلانه التنصل منها شيئًا غريبًا، فى ظل حملة الفضائح التى تنتشر داخل الجماعة وقياداتها الهاربين، فخلال الأسبوع المنقضى فقط، خرجت اعترافات من الجماعة تكشف عن نقاط جديدة من الفساد المستشرى داخل التنظيم.
وتزامنًا مع خروج الجماعة الإسلامية للتنصل من جماعة الإخوان، خرج قيادى بالجماعة ليعلن هو الآخر تنصله من التنظيم، فى ظل تكاثر الفضائح التى تنتشر عن الجماعة وقياداتها، وكان آخرها تورط قيادى إخوانى فى ممارسة شذوذ جنسى مع بعض الشباب فى تركيا.
لم يكن التنظيم يخرج من كبوة إعلان الجماعة الإسلامية خروجها من التحالف، إلا ويجد قيادات إخوانية جديدة يعلن انشقاقه عن التنظيم، خاصة أنه اسمه التصق بفضيحة واقعة ممارسة قيادى إخوانى للشذوذ الجنسى التى انفضح أمرها خلال الأيام الماضية.
هذه الاستقالات، وهذا التنصل بالتأكيد سيكون له انعكاسات مهمة على صفوف الإخوان، خاصة أن القيادات الحالية للتنظيم لم تعد تستطيع أن توقف نشر تلك الفضائح، لتزداد عزلة التنظيم كل ويم عن اليوم الذى قبله.
فى هذا السياق خرج عز الدين دويدار، القيادى الإخوانى، فى تدوينة له عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك" ليقول: "أنا الآن لست قياديا ولا مسئولا ولا حتى عضو فى أى حزب أو تيار أو جماعة أو تجمع أو رابطة من أى نوع لا بالداخل ولا بالخارج".
وقال القيادى الإخوانى فى تصريحاته: "مجمد تماما نشاطى السياسى والإعلامى منذ عام وزيادة وكذلك لا علاقة لى بأى صفحات أو مؤسسات أو كيانات اعلامية لا بالداخل ولا بالخارج، وأنا منذ عام مضى وزيادة ليس لى أى نشاط أو اهتمامات".
وتعليقا على هذه الانشقاقات وهذا التنصل، أوضح خالد الزعفرانى، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، أن جماعة الإخوان تضعف رويدا رويداً مع مرور الأيام وتبخر الأحلام التى بناها لهم قياداتها من التمكين قريبا والرجوع لحكم مصر.
وأضاف الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، "وكذلك عدم القيام بمراجعات حقيقية - تتبرأ فيها الجماعة من فكر سيد قطب وجاهلية المجتمع وحتمية الصراع وغيرها".
من جانبه، أكد الدكتور جمال المنشاوى، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، أن انتشار الشذوذ داخل جماعة الإخوان جاء نتيجة تسلل بعض الأفراد أصحاب الأغراض والأهواء والرغبات الشاذة، وسط الرغبة فى جمع الأتباع ووسط منهج الثقة أولا وطاعة الأوامر والتفانى فى ذلك.
وأضاف الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، فى تصريح لـ"برلمانى"، أن قيادات الإخوان يستغلون مناصبهم وسيطرتهم المالية والتنظيمية واستغلال جهل الشباب بالدين وعدم اهتمام القيادات بتعليمهم العلم الشرعى الذى يحرم هذا الفعل وهو عمل قوم لوط وهى بديهية شرعية.
وأشار إلى أن هذه الأمور واردة بالإخوان فى وجود حالة التخبط وعدم التربية الشرعية ومعرفة الحلال والحرام والاهتمام بالجوانب الحركية والسياسية فقط.
وكانت الجماعة عاشت تفاصيل فضيحة جديدة، فهناك فى الشتات الاختيارى فى إسطنبول تشير أصابع الاتهام إلى فضيحة شذوذ جنسى لقيادى إخوانى يدعى"إبراهيم إسماعيل إسماعيل" كان سكرتيرا لمحافظ الإسكندرية فى زمن حكم مرسى، وواحد من المسئولين عن العنف المسلح بعد عزله.