وربما لا يكون التراجع الذى أقدمت عليه الحكومة الفرنسية ليس الأخير، حيث أعربت الحكومة عن استعدادها لتقديم المزيد من التنازلات فى المرحلة المقبلة، من خلال تغيير موقفها تجاه قرارات اتخذتها فى السابق.
من جانبه، قال بنجامين جريفو المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، إن الحكومة قد تغير موقفها من ضريبة الثروة فى وقت تتصاعد فيه الاحتجاجات على سياسات الرئيس إيمانويل ماكرون. وأضاف أن الحكومة قد تعيد النظر فى هذه الاقتراحات إذا شعرت بأن الخطوة لا تجدى نفعا. وأضاف "إذا تبين أن الإجراء الذى اتخذناه لا يجدى نفعا وإذا لم تسر الأمور على ما يرام فإننا لسنا حمقى، بوسعنا تغييره".
إلا أن تداعيات الأحداث فى فرنسا لا تقتصر على الداخل، وإنما امتدت كذلك إلى الخارج، حيث علق الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على الأحداث بقوله، فى تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، الاحتجاجات واسعة النطاق فى فرنسا بسبب ارتفاع أسعار الوقود تدل على صحة قرار الولايات المتحدة بالانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ.
وعقب ترامب على ذلك قائلا، "يسعدنى أن صديقى إيمانويل ماكرون والمتظاهرين فى باريس وافقوا على النتيجة التى توصلت إليها قبل عامين"، موضحا أن اتفاقية باريس تشوبها عيوب قاتلة، لأنها ترفع أسعار الطاقة للدول المسئولة، فى حين تتغاضى عن الدول المسببة للتلوث فى العالم.
وأضاف ترامب، "أريد هواء نظيف ومياه نظيفة وقد قطعت شوطا كبيرا فى تحسين البيئة الأمريكية، لكن دافعى الضرائب الأمريكيين والعمال الأمريكيين، لا ينبغى أن يدفعوا مقابل تنظيف تلوث بلدان أخرى".
فى حين علق الكرملين على الأحداث، بقوله إن روسيا تستبعد وقوف الولايات المتحدة وراء موجة الاحتجاجات بفرنسا في الوقت الراهن. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمترى بيسكوف "لا أستطيع القول إن النفوذ الأمريكى وراء ما تشهده فرنسا من اضطرابات في الوقت الراهن"، وذلك ردا على سؤال حول تعليقه حول احتمالات وقوف واشنطن وراء موجة الاحتجاجات فى فرنسا.
وفى العاصمة باريس، رفعت محطات الوقود فى فرنسا شعار "خارج الخدمة"، اليوم الثلاثاء، إثر توقفها عن العمل بسبب المظاهرات التى تشهدها العاصمة الفرنسية باريس، على خلفية قرار حكومى برفع أسعار الوقود.
وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان، طبقا لقناة "سكاى نيوز" بالعربية، إن ماكرون وبعد اجتماعه مع عدد من الوزراء، طلب من وزير الداخلية تهيئة قوات الأمن لمواجهة الاحتجاجات فى المستقبل، كما طلب من رئيس الوزراء إجراء محادثات مع زعماء الأحزاب السياسية وممثلى المحتجين.
وأسفرت حصيلة الاحتجاجات التى دخلت أسبوعها الثانى، عن قرابة 120 مصابا، و420 معتقلا بحسب مسئولين أمنين، ذلك بخلاف تعطل مرافق حيوية، وإتلاف وحرق مبانى حكومية وخاصة، وهو ما دفع وزير الداخلية كريستوف كاستانير، لعدم استبعاد اللجوء لفرض حالة الطوارئ.
وأغلق محتجو "السترات الصفراء" لقرابة أسبوعين، الطرق عبر فرنسا فى احتجاج ضد زيادة ضرائب الوقود وارتفاع تكاليف المعيشة، إلا أن الاحتجاجات تزايدت وتحولت لحالة من الكر والفر وحروب الشوارع بين الأمن ومثيرى الشغب، فى أزمة هى الأعنف فى تاريخ ولاية الرئيس الفرنسى الشاب إيمانويل ماكرون الذى تولى السلطة قبل 18 شهرا.
وبسبب أعمال الشغب توقفت الملاحة الجوية فى مطار نانت الفرنسى، بعد اقتحامه من قبل أصحاب السترات الصفراء الغاضبين من رفع أسعار الوقود فى باريس.