على ما يبدو أن مشاهدة الأطفال للسوشيال ميديا وتركهم دون رقيب من الممكن أن يحولهم إلى التقليد الأعمى، مثلما حدث مع الطفل "حمزة. م"، الذى حاول تقليد مشاهد الطالب "محمد عادل" الذى قتل الطالبة "نيرة أشرف" بسكين أمام الجامعة، وصدر ضده حكم بالإعدام، حيث قام الطفل "حمزة. م"، 7 سنوات، باعتراض زميلته وتدعى "ريتال" في حديقة إحدى المدارس، وإصابتها في رقبتها وأنحاء متفرقة في جسدها بـ"سكين بلاستيكية"، ما أدى لقيام والد الطفلة المعتدى عليها بتحرير محضر قُيد برقم 6097 لسنة 2022 جنح ثان العاشر من رمضان، وطالبت بالنيابة بالتحريات حول الواقعة.
البداية - في يوم 25 ديسمبر 2022 تعرضت الطالبة "ريتال جابر" إلى التعدى عليها بالضرب وإحداث إصابتها بسحجات في الظهر من قبل أحد زملائها في المدرسة أثناء تواجدها في فناء المدرسة أخر اليوم الدراسى، ودخول الطفلة في حالة صحية ونفسية سيئة للغاية، هذا فضلا عن تعرضها بعد مباشرة وتحديدا بتاريخ 20 ديسمبر 2022 لواقعة تعدى عليها بقيام أحد الطلاب بقص بعض من غصلات الشعر لها أثناء سيشن الاقتصاد المنزلى، وتعرضها أيضا للتعدى عليها منذ أكثر من أسبوع من جانب 3 من زملائها بالضرب بالأيدى والأرجل أثناء البريك وسط فناء المدرسة، الأمر الذى رسب لدى الطفلة عوامل نفسية سيئة من كثرة وقائع التعدى عليها.
طفل يقلد قاتل "نيرة أشرف" ضد زميلته بـ"سكينة بلاستيكية" في فناء المدرسة
وفى تلك الأثناء – أرسل والدها "محمد جابر" العديد من الشكاوى إلى إدارة المدرسة عبر وسائل التواصل الإجتماعى "واتس آب"، وبالفعل تحركت إدارة المدرسة، وتم استدعاء جميع الأطراف، وعقد اجتماع يوم الأحد الموافق 25 ديسمبر 2022 في تمام الساعة 1:20 وحتى الساعة 3:00 مساء بين أولياء أمور أطراف الوقائع ورئيس مجلس إدارة المدرسة، وتم عرض الشكاوى وتعهد ولى أمر الطفلة التي قامت بقص الشعر بالاعتذار ووضع حد لعدم تكرار ذلك مرة أخرى.
إلا أنه وبعد انتهاء اللقاء – وفقا لـ"المحضر" - وأثناء أخذ الأولاد من المدرسة، فإذا بالطفلة تخبر والدها بأن زميلها قد قام بالتعدى عليها بالضرب بـ"سكينة بلاستيكية" التي في حيازته أثناء انتظار الطفلة في حديقة المدرسة وقيامه بإدخال يده داخل ملابسها وإحداث إصابات بها عبارة عن سحجات بالظهر باستخدام هذه السكينة البلاستيكية، وعلى إثر ذلك قام والدها بأخذ الإجراءات القانونية التي رسمها المشرع وهو تحرير محضر شرطة بديوان قسم شرطة ثانى العاشر من رمضان ضد الطالب المعتدى، بأن الطفل "حمزة" يقلد ما يراه عبر مواقع التواصل الاجتماعى من وقائع وجرائم ما يشكل خطورة على أطفالنا من مشاهدة السوشيال ميديا بدون وعى ودارية أهليتهم، وبعد أن تحقق والد الطفلة المجنى عليه من عدم اتخاذ المدرسة أي إجراء قانونى حيال الطفل، وردد مدير المدرسة قائلا لوالدها: "دى سياسة المدرسة ونظامها ولو مش عجباك تقدر تنقلها هي وأختها وأمضيلى على إقرار حالا بنقل الأولاد وأعلى ما في خيلك أركبه، وهو دا الكلام اللى عندى، ومحدش عمل في بنتك حاجة".
الأب يحرر محضرا ضد "الطفل"
وعلى الفور – انتقل والد الطفلة إلى الإدارة التعليمية وإلى النيابة العامة، وقدم الشكاوى والبلاغات حول الواقعة، وقُيد البلاغ برقم 6097 لسنة 2022 جنح ثان العاشر من رمضان، ونص البلاغ على أنه لم يلتزم أحد من إدارة المدرسة بالقواعد القانونية والأساليب التربوية التي يجب أن يتحلى بها المدرسين والمشرفين وإدارة المدرسة لكى يكون مثلا أعلى في الأخلاق وترغيب الأطفال في التعليم والتحلى بالأخلاق الكريمة والحميدة، مخالفين بذلك جميع بنود القوانين وخاصة قانون الطفل رقم 12 لسنة 1996 والمعدل بالقانون رقم 126 لسنة 2008 والذى نص في المادة رقم 53 على أنه: يهدف تعليم الطفل بمختلف مراحل التعليم إلى تحقيق الغايات التالية:
1- تنمية شخصية الطفل ومواهبه وقدراته العقلية والبدنية إلى أقصى إمكاناتها، مع مراعاة اتفاق برامج التعليم مع كرامة الطفل وتعزيز شعوره بقيمته الشخصية وتهيئته للمشاركة وتحمل المسئولية.
2- تنمية احترام الحقوق والحريات العامة للإنسان.
3- تنمية احترام الطفل لذويه ولهويته الثقافية ولغته وللقيم الدينية والوطنية.
4- تنشئة الطفل على الانتماء لوطنه والوفاء له، وعلى الأإخاء والتسامح بين البشر وعلى احترام الأخر.
5- ترسيخ قيم المساواة بين الأفراد وعدم التمييز بسبب الدين أو الجنس أو العرق أو العنصر أو الأصل الاجتماعى أو الإعاقة أو أي وجه أخر من وجوه التمييز.
6- تنمية احترام البيئة الطبيعية والمحافظة عليها.
7- إعداد الطفل لحياة مسئولة في مجتمع مدنى متضامن من قائم على تلاوم بين الوعى بالحقوق والالتزام بالواجبات.
وبحسب "البلاغ": ولكن هذه المدرسة لم تنظر إلى هذه الطفلة نظرة المعلم الجليل الذى يجب عليه احترام آدامية الإنسان والمحافظة على كرامته وتعليمه المبادئ التي تجعل من هذه الطفلة شخصية كريمة يعتمد عليها بل على النقيض من ذلك استخدمت المدرسة سلطاتها وقوة نفوذها في إيذاء هذا الطفل وتدمير حالته الصحية واضطهاد هذا الطفل لمجرد أنه طالب بأخذ حقه، ولم تمنعهم دموع وبكاء الطفلة أمامها لكى تعيد لها ثقتها بنفسها وعدم خضوع هذه الطفلة للتنمر من جانب زملائها بسبب شكل شعرها أو لون جسمها في طفلة لا حول لها ولا قوة.
الطفلة ريتال المجنى عليها