تستمر الإدانات الدولية لمجازر الاحتلال الإسرائيلى فى قطاع غزة، واستهداف المدنيين والأطفال والصحفيين، مع تفاقم الأزمة الإنسانية التى تمر بالقطاع وعدم وصول المساعدات اللازمة، وأدرج الرئيس الكولومبى، جوستافو بيترو، صورة الصحفيين الذين قُتلوا فى غزة، منندا بقتل صحفيين، قائلا على حسابه بـ"اكس" "108 صحفيين استشهدوا فى قطاع غزة جراء قصف منازلهم".
وكان الرئيس الكولومبى جوستافو بيترو وصف فى وقت سابق الاحتلال الإسرائيلى على مدينة دير البلح بقطاع غزة ب"الممارسات النازية".، مضيفا أن هذا الارتفاع جاء بعد استشهاد الصحفيين حمزة وائل الدحدوح، ومصطفى ثريا فى قصف إسرائيلى لسيارة كانا يستقلانها خلال تغطيتهم الصحفية بمدينة خان يونس".
وفى السياق نفسه، قال مسؤول السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى جوزيب بوريل، إن 85% من سكان غزة أصبحوا نازحين، و100% يعانون من انعدام الأمن الغذائى، حيث أن تصريحات بوريل جاءت عقب لقائه مع مسؤولى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" لبحث الوضع الإنسانى فى قطاع غزة، موضحا أن قطاع غزة يستقبل أقل من نصف الشاحنات التى كانت تدخل قبل الحرب.
وقال الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو، إن الشعب الفلسطينى يتعرض لإبادة جماعية منذ أكثر من 75 عاما، واصفا ما يعيشونه بأنه "هولوكوست" (محرقة)، وانتقد مادورو فى تصريحات أدلى بها لصحيفة "لا جورنادا" المكسيكية، المجتمع الدولى على "التزامه الصمت" تجاه الحرب المدمرة التى تشنها إسرائيل على الفلسطينيين من 3 شهور.
وأضاف مادورو، أنه لم يعد أحد يساوره الشك فى أن ما يحدث فى فلسطين هو إبادة جماعية، وأكد الرئيس الفنزويلى أن "الهولوكوست" الذى تعرض له اليهود فى فترة حكم أدولف هتلر والنازيين فى ألمانيا، يعيشه الشعب الفلسطينى حاليًا.
وأفاد بأن الفلسطينيين يتعرضون لـ"إبادة جماعية" منذ أكثر من 75 عامًا، منتقدًا "النخب الأوروبية" إزاء صمتها أمام قتل "الفلسطينيين الأبرياء" وقصفهم.
وبالنسبة لبوليفيا، أعلنت وزارة الخارجية البوليفية تأييدها للدعوى التى رفعتها جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل على جرائم الإبادة الجماعية فى قطاع غزة.
وأشادت وزارة الخارجية البوليفية بالخطوة التى اتخذتها جنوب إفريقيا بهذا الصدد بموجب التزامها باتفاقية الإبادة الجماعية، معتبرة إياها خطوة تاريخية فى الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطينى والقضية الفلسطينية، مؤكدة ضرورة دعم هذه المبادرة من قبل المجتمع الدولي.
ولفتت الوزارة، إلى أن بوليفيا بالشراكة مع جنوب إفريقيا وبنجلادش وجزر القمر وجيبوتى تقدمت فى الـ17 من نوفمبر الماضى بدعوى إلى محكمة الجنايات الدولية للتحقيق حول الأوضاع فى الأراضى الفلسطينية، وتعتبر بوليفيا أول دولة فى أمريكا اللاتينية تعلن تأييدها دعوى جنوب أفريقيا.
وأعلنت محكمة العدل الدولية فى وقت سابق أن جنوب أفريقيا قدمت طلبا لبدء إجراءات ضد إسرائيل على "أعمال الإبادة ضد الشعب الفلسطيني" فى قطاع غزة.
ونددت قناة "ار تى فى" الإسبانية، بتفاقم الأزمة الإنسانية فى غزة بعد ثلاثة أشهر من الحرب، قائلة أن المساعدات الإنسانية لا تصل إلى القطاع مما يؤدى إلى سوء التغذية والمجاعات، مما يجعل الوضع الذى يعيشه سكان غزة كارثيًا.
وقالت القناة فى تقرير نشرته على موقعها الإلكترونى، إن انتشار الأمراض يعد أحد الآثار غير المباشرة للحرب، ويرجع ذلك فى المقام الأول إلى تدمير البنية التحتية المدنية التى توفر الماء والغذاء والمأوى والرعاية الطبية، بالإضافة إلى التهجير القسرى، يعانى الأشخاص الذين يعيشون فى الملاجئ من الاكتظاظ، ويتسبب نقص الغذاء والمياه والصرف الصحى والنظافة الأساسية وإدارة النفايات والحصول على الأدوية فى ارتفاع حالات الإصابة ببعض الأمراض بشكل غير طبيعى.
وقال منسق الطوارئ لمنظمة أطباء بلا حدود، نيكولاس باباكريسوستومو، الذى أمضى 5 أسابيع فى جنوب القطاع، فى تصريحات للقناة الإسبانية، إن المساعدات الإنسانية لا تصل، وليس هناك استجابة إنسانية للأزمة فى غزة"، مضيفا أن " لم يتمكن سوى القليل جدًا من المساعدات الإنسانية من دخول هذه الأراضى الفلسطينية، مما يجعل الوضع الذى يعيشه سكان غزة كارثيًا.
أكدت منظمة الصحة العالمية أن 13 شاحنة تحمل إمدادات طبية مهمة للعمليات الجراحية والتخدير وصلت عبر معبر رفح الحدودى، ووفقًا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، ولذلك فإن إجمالى ما مجموعه دخلت 105 شاحنات محملة بالأغذية والأدوية وغيرها من الإمدادات.
وهناك بالفعل ما يقرب من 23 ألف فلسطينى لقوا حتفهم منذ 7 أكتوبر، وفقا لوزارة الصحة فى غزة، وهو أعلى رقم منذ حرب عام 1948 التى أدت إلى تأسيس دولة إسرائيل، بالإضافة إلى ذلك، أدى الصراع أيضًا إلى نزوح حوالى 1.9 مليون نازح فى قطاع غزة، وهو ما يمثل 85% من سكان القطاع، ويقيم معظمهم الآن فى مدارس الأمم المتحدة ومستشفياتها المكتظة، وفى خيام منتشرة فى الشوارع.
وأشارت الصحيفة إلى أن حالات الإسهال تتجاوز 100 ألف، ونصف هذه الحالات تقريبًا تحدث لدى أطفال دون سن الخامسة، وهذا أمر مثير للقلق لأن الإسهال هو السبب الثانى للوفاة بين الأطفال دون سن الخامسة، وقال: "نظرًا لفقدان كمية كبيرة من السوائل والمواد المغذية من الجسم، فإن الإسهال يترك الجسم مصابًا بالجفاف وسوء التغذية إذا ترك دون علاج".
وفى مختلف أنحاء القطاع، يلجأ أكثر من 1.8 مليون شخص إلى 155 منشأة تديرها وكالة الأمم المتحدة للاجئى فلسطين (الأونروا)، فى حين تظل محافظة رفح الملجأ الرئيسى للنازحين، حيث يتجمع حوالى مليون شخص معًا.
الوضع يؤدى إلى انتشار الأمراض
ومع تقدم الصراع، تتزايد المخاوف بشأن الكيفية التى تؤدى بها الظروف المحيطة إلى زيادة خطيرة فى خطر انتشار الأمراض فى قطاع غزة. وحذرت وكالات الأمم المتحدة من مخاطر الأمراض وسوء التغذية والمجاعة نظرا لمحدودية المساعدات التى تصل إلى هذه الأراضى الفلسطينية، وحذرت منظمة الصحة العالمية من أنه قد يكون هناك عدد أكبر من الوفيات فى غزة بسبب الأمراض وانهيار البنية التحتية مقارنة بالقنابل.
وقالت روث فيريرو، أستاذة العلوم السياسية فى جامعة كومبلوتنسى بمدريد (UCM)، لـ "لا يمكننا أن نعرف ما إذا كان سيكون هناك ضغط أقوى من الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين على إسرائيل لإنهاء الحرب"، وأضاف "فى الوقت الحالى نرى أن الولايات المتحدة ليس لديها أدنى شك فى مواصلة دعم إسرائيل عسكريا وسياسيا، لقد أسقط الرئيس جو بايدن بعض الانتقادات الموجهة رئيس الوزراء بنيامين لنتنياهو، ولكن من الناحية السياسية لم يكن هناك أى انقسام فى الدعم الأمريكى".