غزة
بالتزامن مع استئناف تل أبيب للحرب على غزة احتشد ناشطون مناصرون لفلسطين أمام البيت الأبيض في العاصمة الأمريكية واشنطن للاحتجاج على عودة العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة والمطالبة بوقف إطلاق النار، وردد المتظاهرون هتافات "نطالب بوقف تزويد إسرائيل بالسلاح فورا" و"أنهوا الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية مباشرة"، مطالبين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوقف الدعم العسكري لدولة الاحتلال الإسرائيلي.
كما نظم ناشطون داعمون لفلسطين مسيرات جابت شوارع في مدن وولايات أمريكية، وانطلقت المسيرات في مدن سياتل بولاية واشنطن وسان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا وميلواكي بولاية ويسكنسن، احتجاجا على موافقة الإدارة الأميركية على خرق اتفاق وقف إطلاق النار.
وفي إيطاليا اندلعت اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين مؤيدين لفلسطين في ميلانو، حيث تظاهر المئات للمطالبة بوقف إطلاق نار دائم في غزة، في ظل جمود محادثات الهدنة بين إسرائيل وحماس.
وتُظهر اللقطات أعمدة من الدخان الأحمر تملأ الهواء، بينما دوّت أصوات المتفجرات في شوارع المدينة الإيطالية، ورفع المتظاهرين أعلام فلسطين ولافتات كُتب عليها "ارفعوا أيديكم عن الضفة الغربية" و"المجد للشهداء، والحرية للأسرى"، قبل أن تعتدي عليهم قوات الشرطة.
كما تظاهر أمس الآلاف في شوارع لندن، تضامنا مع فلسطين، مطالبين بـ"الحرية والعدالة" لغزة، ومتهمين إسرائيل بخرق وقف إطلاق النار.
واستمرار لردود الفعل الدولية قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، اليوم الأربعاء، إن الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة "تبدد الآمال الملموسة لوضع حد لمعاناة جميع الأطراف".
وفي تصريحات أدلت بها قبيل بدء زيارتها إلى لبنان، دعت جميع الأطراف إلى إظهار ضبط النفس واحترام القانون الإنساني والعودة إلى المحادثات بعد وقوع مئات الشهداء بضربات إسرائيلية على غزة.
فيما قالت ممثلة الاتحاد الأوروبي العليا للشؤون الخارجية كايا كالاس، إنها أبلغت وزير خارجية إسرائيل جدعون ساعر، بأن الوضع في غزة "غير مقبول"، لافته إلى أنها ستزور مصر الأحد لإجراء محادثات.
وأضافت في تصريحات للصحفيين في بروكسل، اليوم الأربعاء: "تحدثت أمس أيضاً مع وزير الخارجية ساعر... ما الذي يحدث، ولماذا تفعلون هذا؟ وأعني أيضاً أننا نقلنا رسالة مفادها أن هذا غير مقبول".
وكان الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، أجرى اتصالات هاتفية مع الممثلة العليا للشئون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس، ووزير خارجية النرويج إسبين بارث إيد، ونظيره الإسباني خوسيه مانويل ألباريس.
وأكد عبد العاطي أن العمليات العسكرية الإسرائيلية الجديدة تعيد التوتر إلى المنطقة، وتعرقل المساعي الهادفة إلى التهدئة وإعادة الاستقرار.
وعاش قطاع غزة ليلة دامية جديدة عاشها بعد تجدد القصف الإسرائيلي، حيث أعلنت الأمم المتحدة استشهاد أكثر من 170 طفلا إثر الغارات الإسرائيلية على غزة منذ الثلاثاء، كما أكدت المنظمة الأممية توقف 13 مستشفى و4 مستشفيات ميدانية عن العمل بسبب الدمار فى غزة، محذرة من تعرض أكثر من مليون شخص فى غزة لنقص حاد فى الغذاء.
فيما قال مدير "المستشفيات الميدانية في غزة"، إن "أكثر من 460 شهيدًا سقطوا جراء الغارات الإسرائيلية المكثفة على القطاع منذ أول أمس"، مشيرًا إلى أن "كل من يُصاب إصابة خطيرة في القطاع مصيره الموت، لانعدام الإمكانيات الطبية اللازمة لإنقاذه".
ووفقا لقدس برس، حذر "مدير المستشفيات الميدانية"، مروان الهمص، من انهيار تام للمنظومة الصحية مع توقف محطات تكرير المياه بشكل نهائي، مما يشكل خطرًا مباشرًا على حياة مرضى الكلى.
وأكد "الهمص"، أن ما تشهده غزة هو "انتقام ينفذه الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني من خلال وقف الخدمات الطبية نهائيًا". أشار "الهمص" إلى أن "حياة نحو 25 ألف مريض في القطاع مهددة بسبب شح الغذاء والمياه".
