قال جهاد سيف، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، إن هناك اختزالا كبيرا لمفهوم ريادة الأعمال فى مصر، وخلط بين المشروعات الريادية الابتكارية وهى المقصودة، وبين المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وهى ريادية اصطلاح، مشيراً إلى أنه تمثل الأعمال الريادية نحو 50% من الناتج المحلى الإجمالى بالولايات المتحدة الأمريكية، و60% من الناتج المحلى الإجمالى فى الصين و50% فى هونج كونج، و37% فى الإمارات.
وأضاف خلال كلمته بجلسة "دعم وتمكين الشباب فى ملف ريادة الأعمال" بلجنة الشباب فى الحوار الوطني، أن مزايا الأعمال الريادية بالنسبة لبيئة العمل هى خلق حلول غير تقليدية لمشاكل قائمة، وطفرات ربحية كبيرة فى حال نجاح الشركة، وتوفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة بغزارة، كما أن توطين التكنولوجيا هدف استراتيجي، وخلق طفرة نوعية فى سوق العمل وتوسيع وتطوير الأسواق المختلفة لاستيعاب تخصصات جديدة تكنولوجية.
وأكد الأهمية الاستراتيجية للأعمال الريادية، وأنه يمكن أن تساهم الشركات الناشئة بشكل أكبر فى القضاء على أزمة البطالة من خلال خلق وظائف جديدة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كما يمكنها أن تساعد على انتشار التكنولوجيا عبر العالم، فضلاً عن مساهمتها فى حل العديد من الأزمات مثل ندرة المياه، تغير المناخ، والتضخم من خلال جذب مزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية لمصر بالتوازى مع نشر تقنيات متطورة ترفع من الكفاءة الإنتاجية والصناعية، كما تضمن الشركات الريادية الناشئة توطين التقنيات الحديثة فى مختلف المجالات مما يكسب الاقتصاد الوطنى القدرة على النمو والتسارع والمنافسة .
وأشار إلى أن الشركات الناشئة تقدم حلولاً للعديد من التحديات، من خلال ارتفاع مستوى الوعى بالمشاكل المحلية مثل الرعاية الصحية والإسكان والشمول المالي، حيث تدرك معظم الدول أن القطاع العام وحده لا يستطيع حل المشكلات الكبيرة التى تواجهها الدولة، لذلك يمكن لقطاع الابتكار المزدهر أن يساعد الدولة على إحراز تقدم دون الحاجة إلى استثمارات كبيرة من الحكومة والمزيد من الروتين، كما تساهم الشركات الناشئة بدور فعال فى التنويع الاقتصادى للدول من خلال تحويل الاعتماد الكامل على قطاع واحد لعدد من البدائل الاقتصادية الأخرى.
وقال جهاد سيف، إنه بلا شك لرواد الاعمال أثر كبير فى تدعيم الدبلوماسية الاقتصادية التى لها مردود حيوى فى تقوية العلاقات الخارجية للدول وتطوير أدوات السياسية الخارجية لها، وهو ما أوضحه التقرير الذى نشره مركز Atlantic Council، وحمل عنوان "دور وادى السيليكون فى السياسة الخارجية وما يمكن للآخرين تعلمه منه"، كما بين التحديات والمعوقات من خلال التمويل وبيئة الأعمال وحاضنات الأعمال، فبخصوص التمويل أظهرت نتائج الدراسة التى أجرتها شركة بيت دوت كوم للشركات الصغيرة فى عام 2017 أن 72 % من الشركات الناشئة التى مضى على إنشائها عامان أو أقل واجهت تحديات مالية خلال انطلاق عملها تمثلت فى نقص التمويل الموزع لتنمية الشركات الناشئة التكنولوجية.
وواصل: واجهت أيضا الشركات الناشئة التى مضى على إنشائها بين ثلاث وخمس سنوات التحديات ذاتها، لكن لجولات تمويل مختلفة، ويعود ذلك إلى نقص خبرة رواد الأعمال فى طرق البحث عن التمويل وكيفية التعامل مع المستثمرين وكيفية طلبهم للأموال اللازمة لشركاتهم الناشئة، وقد يسبب نقص التمويل المطلوب فشل محتمل للشركات الناشئة بعد عدة أعوام من العمل والجهد لعدم وجود تمويل مستدام للشركات الناشئة وعدم انفتاح رؤوس الأموال نحو الشركات التقنية لنقص البيانات والمعلومات المتوفرة عن هذا المجال، فهى تثق بالاستثمارات التقليدية أكثر من سابقتها، بالإضافة للتشريعات المعوقة لتدفق الاستثمارات الأجنبية فى هذا القطاع.
وأضاف أنه بالنسبة لبيئة الأعمال فالبيروقراطية الحكومية وقصور تشريعى يعطل توفير المناخ اللازم لنمو الشركات الناشئة التكنولوجية وتكافؤ الفرص، أما حاضنات الأعمال هى منصة متكاملة للمبدعين والمصممين ورواد الأعمال، حيث تقدم حزمة من الخدمات المتخصصة فى مجال تطوير الأعمال الإبداعية لرواد الأعمال والمبدعين والتى نشأت من الأساس لسد فجوات التنمية كأحد أهم آليات دعم المشروعات الريادية فى بدايتها، حيث تعمل حاضنات الأعمال على تهيئة بيئة مواتية للمشاريع الابتكارية من أجل مساعدتها على مواجهة الصعوبات التى تواجهها فى مراحلها الأولية، ثم العمل على نموها وصولاً لكونها أعمالاً ناضجة وذلك من خلال توفير مساحات العمل، وكذلك الخدمات الاستشارية المالية والضريبية والإدارية والقانونية والتسويقية وغيرها من الخدمات التى تساهم فى إطلاق الشركة.