وأوضحت الصحيفة، أن محاولات الأكراد غير المحسوبة قد أغضبت حكومة العراق وتركيا وإيران، ويبدو أنها تتجه إلى فترة خلاف حول تنفيذه، وعن الموقف الأمريكى، قالت الصحيفة إن الولايات المتحدة، التى تعد أقرب حليف للأكراد، لم تدعم الاستفتاء خوفا من عدم الاستقرار وتوقف المعركة ضد تنظيم داعش، وسعى المسئولون الأمريكيون للموازنة بين دعمهم للمنطقة الكردية وعلاقتهم الوثيقة ببغداد، وحاولوا تهدئة الخطاب الحاد من كلا الطرفين.
ويتهم المسئولون الأمريكيون والعراقيون، وبعض الأكراد المعارضون لمسعود بزرانى، رئيس إقليم كردستان، بمحاولة استخدام الاستفتاء كأداة لتعزيز موقفه السياسى الهش، فقد انتهت ولايته فى عام 2015، لكنه استخدم إجراءات استثنائية للبقاء فى منصبه وأصاب البرلمان الكردى بالشلل.
ورغم تصريحاته بأنه لا ينوى الترشح للانتخابات المقبلة فى نوفمبر المقبل، إلا أن عائلته وحزبه يهمينان على السياسات الكردية، والاستفتاء سيعزز صورتهم العامة.
وفى مقال بصحيفة "الجارديان" البريطانية، كتب سيمون تسيدال يقول إن الوقت قد حان لكى يسوى الغرب ديونه للأكراد بعدما كانوا موالون له فى المعركة ضد داعش وقبلها ضد الرئيس العراقى السابق صدام حسين.
ومن ناحية أخرى، قالت مجلة "تايم" إن العراق يتأرجح على حافة أزمة سياسية مع إعلان إقليم كردستان التصويت بأغلبية ساحقة لصالح الانفصال عن بغداد، وأضافت الصحيفة أنه بدلا من بدء المفاوضات التى من شأنها أن تؤدى إلى الانفصال عن بغداد، تسبب التصويت على الاستقلال فى مواجهة، حيث هدد رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادى بعزل المنطقة الكردية عن العالم الخارجى، وطالب حكومة إقليم كردستان بتسليم المواقع الحدودية والمطارات، وإلا ستواجه حظرا للرحلات الدولية، وطالب أيضًا السلطات الكردية بتسليم كل عائدات النفط الذى يعد شريان الحياة الاقتصادى للمنطقة الكردية.
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك خطرًا كبيرًا فى النزاع بين بغداد وأربيل يحيط بمساحة واسعة من الأراضى يريدها كلا الطرفين، تضم مدينة كركوك التى تعد موطنا للأكراد والعرب والتركمان، وقد استولت الميليشيات الكردية على المدينة عام 2014 عندما تراجعت الحكومة العراقية فى وجه تقدم قوات داعش، لكن لو أعلنت سلطات كردستان الاستقلال وحاولت الاستيلاء على كركوك من العراق، فإن المنظمات التركمانية تعهدت بمقاومة الأمر بالقوة، وتنتج المنطقة المحيطة بالمدينة حوالى 400 ألف برميل من النفط يوميا، مما يجعلها جائزة اقتصادية لكلا من الحكومة المركزية فى بغداد وللانفصاليين الأكراد.
وفى تعليقها على التطورات، قالت شبكة "سى إن إن" إن الاستفتاء ورغم الموافقة عليه بنسبة كبيرة، إلا أنه لم يحظى بدعم كبير خارج شمال العراق، فكلا من إيران وتركيا لديهما أقليات كردية وتخشيان أن تثير تلك الخطوة مساعى مماثلة، بينما رفضت الولايات المتحدة وبريطانيا والأمم المتحدة التصويت وسط مخاوف من أن يؤثر سلبيا على المعركة ضد داعش.