وقبل عقود، نصبت إمارة قطر شباكها جيدا، ووضعت الدول الأفريقية على أجندة مؤامراتها فى محاولة لتفتيتها عبر تمويل ودعم الكيانات والتنظيمات الإرهابية، والاستيلاء على ثرواتها، وقبل ذلك كله تهديد أمن واستقرار الدول العربية التى تشترك حدودها مع دول القارة السمراء.
جاء التحرك القطرى تجاه أفريقيا لأسباب عدة، فهى تتوسط الممرات الملاحية بين القارات حيث تطل على مضيق جبل طارق، قناة السويس، مضيق باب المندب، رأس الرجاء الصالح، ويحيط بها جزر تطل على المحيطين الأطلسى والهندى.
وفى مقدمة الدول التى اكتوت بنيران الإرهاب المدعوم من قطر، تأتى الصومال، حيث تدعم الدوحة حركة الشباب الإرهابية بالمال والسلاح، وهو ما كشفه عمار السجاد رئيس لجنة إسناد الحوار الوطنى فى السودان، فى تصريحات لموقع بوابة "العين" الإماراتى.
ومؤخرا أدرجت دول الرباعى العربى الداعية لمكافحة الإرهاب؛ السعودية والإمارات والبحرين ومصر، الرجل الثانى فى حركة الشباب الإرهابية محمد سعيد أتم، الذى تؤويه الدوحة بفنادقها، ضمن قوائم الإرهاب.
وأكد السياسى السودانى، الذى تربطه علاقة قوية بالملف الصومالى، أن قطر قدمت دعما عينيا لكل الحركات الصومالية التى كانت تحت مسمى الاتحاد الإسلامى للمقاومة، الذى خرجت من رحمه حركة الشباب المتطرفة.
وكشف السجاد عن أن حركة الشباب بعد انشقاقها عن الاتحاد الإسلامى، عقب الهزيمة من الجارة إثيوبيا، عمدت إلى استقطاب عناصر ينتمون لتنظيم "القاعدة"، لتنفيذ عمليات إرهابية فى البلاد؛ الأمر الذى عجل بإدراج أغلبية منسوبيها فى قوائم إرهاب أمريكية وأممية.
وشدد على أن الحركة المتطرفة تلقت دعما مهولا من استخبارات دول لديها مصلحة، لا يستبعد أن تكون قطر من بينها، وأصبحت قوة ضاربة تمتلك أجهزة ومعدات قتال عالية التطور، لا تتوفر لكيان سياسى عادى، الأمر الذى مكنها من تنفيذ عمليات إرهابية ضخمة.
واعتبر السياسى السودانى، أن اكتشاف حجم التمويل المقدم للحركة المتطرفة فى غاية الصعوبة؛ "لأنه يتم بسرية عالية ودقة متناهية"، مرجحا أن تكون قطر قد توقفت عن دعم حركة الشباب؛ نظرا لتبنيها ودعمها للحكومة الحالية بمقديشو، لافتا إلى تضاؤل هجمات الحركة مؤخرا.
وحسب تقرير أمريكى، فأن واشنطن ترى أن قيادات من تنظيم "القاعدة" فى شبه القارة الهندية و"حركة الشباب" الصومالية، تلقوا دعما من رجال أعمال وشيوخ قطريين ومقيمين فى قطر، وتؤكد الدراسة أن حركة الشباب الصومالية المتطرفة، تلقت تمويلا من رجل الأعمال القطرى المطلوب دوليا عبد الرحمن النعيمى، بمبلغ 250 ألف دولار.