قبل عامين وبالتحديد فى 2016، حذر المعارض التركى فتح الله جولن من تنظيم النظام التركى لعمليات اغتيالات سياسية وتصفية معارضة النظام فى الخارج، قائلا: "سيكون اغتيالًا يستهدف بعض السياسيّين المعروفين، وكلّ من ظلمنا بالافتراءات الكاذبة، وكلّ قلقي خاصة من هؤلاء المفترين"، لم يكن يعرف أنه ضمن القائمة السوداء التى ستطالها يد غدر الجهات الاستخباراتية وثيقة الصلة بالرئيس التركى رجب طيب أردوغان.
وفى محاولة اغتيال فاشلة للمعارض التركى، أطلق حارس طلقة تحذيرية صوب من يشتبه بأنه مسلح حاول دخول المكان، وذكر متحدث باسم رجل الدين التركي المعارضة فتح الله جولن، المقيم في الولايات المتحدة، أنه جرى استدعاء الشرطة إلى مقر جولن في بنسلفانيا بعد الحادث.
مراقبون أثاروا تساؤل حول المستفيد من اغتيال غريم أردوغان، وقالوا أن الشكوك مثارة حول النظام الذى ينتقم من معارضيه عبر عمليات تصفية، جرائم يتبعها نظام العدالة والتنمية، تعزز من تواطؤ أردوغان فى الحادث.
وقال ألب أصلان دوجان مستشار جولن الإعلامى، إن حارس الأمن أطلق الطلقة التحذيرية لدى محاولة ذلك الشخص دخول بوابات المقر وسرعان ما لاذ بالفرار.وقال أصلان دوجان "أطلقت رصاصة واحدة.. الشخص اختفى.. الواقعة انتهت بحسب علمنا".
وكان جولن الذى يتهمه أردوغان، بتدبير محاولة انقلاب في يوليو 2016، داخل مقر إقامته بالمجمع في ذلك الوقت.وأضاف أصلان دوجان "رد فعله (جولن) كان أنه يجب إبلاغ السلطات وأن يتعاون الجميع بشكل كامل مع التحقيق لاستجلاء ما حدث".
وأظهرت صور نشرها صحفيون في وسائل إعلام إخبارية محلية على الإنترنت، عدة سيارات تابعة لشرطة ولاية بنسلفانيا، حول المجمع المترامي الأطراف في سايلورسبورج بجبال بوكونو.وذكرت قناة (دبليو.إن.إي.بي) التليفزيونية المحلية أن الشرطة لا تزال تبحث عن المشتبه به.
الحادث ألقى الضوء على تاريخ النظام التركى فى الاغتيالات السياسية، وبينما يرسى الرئيس التركى دعائم نظام ديكتاتورى، ويحكم قبضته على البلاد، بدأ يفعّل سلاح الاغتيالات السياسية لمعارضيه لإقصائهم من المشهد السياسى، عبر مسلسل الاغتيالات السياسية تنفذه جهات استخباراتية وثيقة الصلة بقادات كبار، لحصد رؤوس المعارضة عبر عمليات قتل محترفة.
سياسيون وحقوقيون ودبلوماسيون، اغتالت يد إرهاب النظام التركى الغادرة السنوات الماضية معارضيها بأساليب مختلفة، بل وخصومها أيضا فى الخارج، ولعل أبرز الاغتيالات التى تورطت فيها أنقرة، كان حادث قتل السفير الروسى ندري كارلوف في ديسمبر 2016، حيث قتل على يد شرطى من عناصر قوات القمع التركية التى تتلقى الأوامر من أردوغان.
وفى ديسمبر 2015، اغتيالت عناصر المخابرات التركية الصحفية الأمريكية من أصل لبناني "سيرينا سحيم"، والبالغة من العمر 29 عامًا، واتهمتها الحكومة التركية بالتجسس، بعد أن ذكرت فى احدى تقاريرها أن مسلحي تنظيم "داعش" يتم تهريبهم عبر الحدود التركية إلى سوريا على متن شاحنات تحمل رموز المنظمات غير الحكومية، ورأى العديد أن حادث مقتلها كان مدبرًا، وخصوصًا أنها تعرضت لتهديدات من المخابرات التركي، وأبلغت رؤساءها في المحطة قبل مقتلها بأيام قليلة.